الأحزاب والإنتخابات: “ما حدا مرتاح”
عدم وجود مرشحين ناتج عن وجود أزمة حقيقية تعكس عدم ارتياح الناس للخيارات المتوافرة ولذا فهي لم تحسم خياراتها بعد. ولعلّها المرة الأولى التي تعجز استطلاعات الرأي عن التعرّف إلى ميول الناس الانتخابية والسبب بحسب خبير انتخابي أنّ غالبية 80 بالمئة ممن شملتهم الاستطلاعات لغاية اليوم لم يحسموا خياراتهم بعد، ويحجمون عن تسمية المرشح الذي يؤيدون وصوله إلى الندوة البرلمانية، وتنقسم الآراء بين المعارض للجميع أو الذي لا يزال ينتظر هوية المرشحين ممن يشكلون البديل الحقيقي عن الطبقة السياسية القائمة حالياً.يشكل ضعف البديل المعارض وغياب المرشحين فرصة لأحزاب السلطة لترتاح الى وضعها فتنفذ من خلال ضعف الإقبال المتوقع على صناديق الاقتراع والذي قد لا يتجاوز 25 بالمئة إذا ما استمرّ تململ الناس على حاله. خلال الانتخابات الماضية شكّل التيار الوطني الحر الجهة التي تستقطب المرشحين، فكانوا يتزاحمون للتحالف معه والفوز على لوائحه في كل لبنان، لكن وضع التيار كغيره من الأحزاب لم يعد كسابق عهده، وتحالفاته لم ترسُ على خيار بعد، فيما الأحزاب الأرمنية لا تزال محتارة في أمر تحالفها مع المر، وما إذا كان سيتم التفاهم معه من جهة ومع التيار الوطني الحر من جهة أخرى.
الأمر ليس مختلفاً لدى «الثنائي الشيعي»، إذ من غير المحسوم بعد ما إذا كان سيحافظ على الأسماء ذاتها أم سيكون له مرشحون جددٌ تماهياً مع الرغبة الشعبية في الجنوب والبقاع. وكيف سيتعاطى «حزب الله» مع السنّة فهل سيكون له مرشحون سنّة في كل المناطق؟ وماذا سيفعل في جبيل؟ وكيف سيوفّق بين حليفيه أمل والتيار الوطني الحر؟ ومسيحياً، هناك بعثرة مرشحين على تحالفات غير واضحة، وغياب أسماء مرشحين. تحالفات التيار الوطني الحر غير واضحة المعالم بعد، ترشيحاته لا تزال قيد الدرس، تحالفه مع تيار المردة شمالاً لم ينجح بعدما فشل «حزب الله» في إعادة الودّ بينهما. وفي بعبدا كيف سيتصرف التيار مع حركة أمل؟
باختصار، تكمن مشكلة الثامن من آذار في تحالفاتهم، فيما لم تجد «قوى التغيير» مرشحين يلبون طموح الرأي العام. الجميع في حيرة من أمرهم انتخابياً. الأحزاب الكبرى غير مرتاحة الى وضعها، والأصغر منها بمن فيهم المرشحون المنفردون، وهم بانتظارها لتبني على الشيء مقتضاه.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook