آخر الأخبارأخبار محلية

مرضى السرطان يطلقون صرخاتهم: “نموت ألف موتة”.. فهل من يسمع؟

لكم أن تتخيلوا المشهد يوم الجمعة المقبل، حيث سيقف مرضى السرطان وعائلاتهم في نهار يُرجح أن يكون عاصفاً، ليطلقوا صرخة وجع يكاد ألمها يوازي معاناة ما يعيشونه بسبب الادوية والعلاجات الكيميائية. فهذه المرة وسيلتهم لمحاربة “الخبيث” تكاد تفلت من أيديهم بسب الازمة الحادة التي نشهدها، فترى فرصهم بالحياة تضيع امامهم، لذا قرروا رفع الصوت في اليوم العالمي للسرطان في 4 شباط، لعلّ وعسى من يسمع أنينهم.

 
 
بتنظيم من جمعية “بربارة نصار”، سينفذ مرضى السرطان وعائلاتهم اعتصاماً يوم الجمعة المقبل في الاشرفية- ساحة ساسين، لرفع الصوت واطلاق صرحة ألم للحصول على العلاج بأسعار مقبولة، تحت شعار “بدنا دوا السرطان”. ليست المرة الأولى التي يعتصم فيها المرضى، العام المنصرم وتحديداً في آب نفذ المرضى اعتصاماً بسبب عدم توفر أدويتهم، وبعدها وقع مصرف لبنان على موافقات شراء الادوية بعد 3 اشهر من المماطلة، ولكن لاحقاً عادت الأمور لتسوء، واليوم يتوعد رئيس الجمعية هاني نصّار، بأكثر من مجرد وقفة احتجاجية حيث سيسمع كل لبنان صوت المرضى وهم يرددون “عم نموت ألف موتة”. يتحدث نصار لـ”لبنان 24″ عن معاناة مئات المرضى المستمرة وهم يصارعون الموت، “لم يكن الوضع يوماً بهذا السوء، هناك مئات القصص للعائلات الموجوعة بسبب كلفة العلاجات، واستغلال بعض المستشفيات للمرضى تحت ذرائع فرق الضمان والى ما هنالك من حجج واهية يشهد عليها المرضى واهلهم. يُضاف الى ذلك المشكلة الحقيقية في انقطاع بعض الادوية، والأخطر من ذلك هو الاستنسابية في توزيع الدواء في حال توفره في وزارة الصحة من خلال المراكز المعنية”.

 
“فرق ضمان”
وكمثال لإحدى الروايات المؤلمة التي تحصل في المستشفيات، يروي نصار قصة مواطن مصاب بالسرطان تطلب منه علاج “نصف نهار” في المستشفى 8 ملايين ليرة، على الرغم من أنّ إدارة المستشفى أبلغته قبل البدء بالعلاج انّ التكلفة لن تتعدى المليونين. وعندما اعترض، تم إعلامه بأنّ المبلغ ترتب عن “فرق الضمان”.
لا تقتصر المعاناة عند هذا الحد، فأحد أدوية علاج مرض سرطان الثدي، يتطلب بروتوكولا معيناً، وهو علبة دواء فيها 21 حبة تأخذ الى حين انتهائها، على أن يرتاح المريض وخصوصاً السيدات اللواتي يصبن بسرطان الثدي لمدة 8 أيام، لتعود وتتناول علبة جديدة منها. فماذا يحصل؟. يتابع نصار: “بروتوكول الدواء يقول هكذا عالمياً، أمّا في لبنان تذهب السيدة للحصول على الدواء من مركز الكرنتينا، فتواجه بالرفض لإعطائها العلبة الثانية، ويتم اعلامها بأنّها يجب أن تنتظر 40 يوماً لتحصل على العلبة الثانية”.

 
محسوبية في توزيع الادوية
يتحدث نصار ايضاً عن استنسابية في توزيع الادوية، “الوسايط بتشتغل حتى بالدواء”، ويؤكد: “الادوية تتوفر لبعض المرضى، ولأخرين يتم حرمانهم منها، ولكل هذه الأسباب سننزل الجمعة الى الشارع ونتمنى ان نصل الى حلول على مستوى انقطاع الدواء”.
وكان وزير الصحة العامة فراس الأبيض قال في تصريح له، بإنّ مريض السرطان لا يستطيع انتظار الحلول وبأن الوزارة تعمل مع جميع الافرقاء التسريع بعملية تأمين الادوية لهم. وأشار الأبيض الى اننا بأزمة اقتصادية عميقة، “وموازنة وزارة الصحة تقدر بحوالي 450 مليون دولار، اما موازنتها المطروحة اليوم هي اقل من 100 مليون دولار”.
والمؤكد أنّ سياسة دعم ادوية الامراض السرطانية مستمرة، ولكن المشكلة تكمن في توفير الأموال لشراء الادوية، وبأنّ حلحلة حصلت على هذا الصعيد منذ مدة بعد وضع آلية جديدة بين مستوردي الأدوية ومصرف لبنان ووزارة الصحة، ولكن ذلك كان فترة مؤقتة، يأمل بعدها المرضى أن يشهدوا انفراجات على مستوى مصيرهم.
 
ارقام
 وبحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن “المرصد العالمي للسرطان” المنبثق عن منظمة الصحة العالمية، أشار تقرير الى وجود 28,764 ألف إصابة بمرض السرطان خلال السنوات الخمس الأخيرة في لبنان لغاية العام 2021، بينهم 11600 حالة عام 2020. كما تشير التقديرات الى ان لبنان يحتل مراتب متقدمة من حيث إصابات السرطان في آسيا، بحسب “الوكالة الدولية لأبحاث السرطان”.
 
هو هاجس الموت يلاحقهم، فإمّا التغيير في الآلية المتبعة، أو أنّ فرص الشفاء ستتراجع وكأنه الموت البطيء. ومهما كانت الأسباب والجهات المسؤولة وتقاذف المسؤوليات، يبقى المريض هو الضحية الوحيدة، الذي يدفع الثمن مضاعفاً.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى