آخر الأخبارأخبار محلية

معارك انتخابية مفصلية “بطلها” الصوت السني

تتجاوز زيارات دار الفتوى عقب قرار الرئيس سعد الحريري بالعزوف عن الترشح خطب ود الشارع السني، بقدر ما تهدف عمليا إلى محاولة الحفاظ على التوازن في عمق التركيبة السياسية تحت طائلة انزلاق مصير النظام اللبناني صوب المجهول.

 

لطلما شكلت بيروت نموذجا فريدا بين العواصم، كونها تجمع بين  أصالة التاريخ وحداثة المجتمع ، فلم يكن تكوينها الاجتماعي سوى صورة مصغرة عن لبنان والقائمة على تقاليد العائلات والروابط الأسرية وعلى الإقبال على  ثقافة متنوعة قابلة للتطور.

 

كان لأهل المدن وغالبيتهم من السنة الفضل الأكبر في ترشيد فكرة الوطن الصغير صوب الاقتصاد ، فبالتالي كان لا بد من دور ما في حوض المتوسط بعد انهيار الخلافة و انفضاض الإمبراطورية  العثمانية، لذلك اتصف السنة في لبنان تاريخيا بانهم اهل اعتدال وتسامح.

 

اليوم، في ذروة أزمة النظام الحالي لا بد من التعامل مع قرار الحريري بما يمثل من زعامة سياسية وشعبية ابعد من قرار  الإنكفاء وتعليق العمل السياسي ، إذ  لا يمكن المراهنة على التعويض عن هذا الخلل الفاضح في التمثيل  بحالات مناطقية  محصورة بدوائر انتخابية يلعب الصوت السني فيها الدور الأساس.

 

من هنا ، برز حراك دار الفتوى صوب  السراي الحكومي من أجل الحفاظ على الثوابت الأساسية والدور المنوط بالسنة كمؤسسين للكيان اللبناني، في حين قابله تحرك مسيحي  مضاد بإتجاه  دار الفتوى يهدف إلى محاولة استمالة الصوت السني وتوظيفه ضمن معارك انتخابية شرسة.

 

احد الخبراء  المتابعين لكل الحملات الانتخابية السابقة في بيروت ، يجزم بأن الصوت السني ستكون له الكلمة الفصل في معظم الدوائر الانتخابية نظرا لطغيانه كدائرة بيروت الثانية والشمال الثانية كما صيدا والبقاع و إقليم الخروب و عكار ، كما سيكون للصوت السني دور الحسم ايضا في دوائر أخرى أبرزها الشمال الثالثة.

من هنا، يرى الخبير الانتخابي بأن عزوف رموز الطائفة السنية عن الترشح، إن حصل، فلن يؤدي بالضرورة إلى حالة من  الانكماش الشعبي وضياع الصوت السني، خصوصا في ضوء ما يتردد عن دور لدار الفتوى في تشجيع المشاركة في الانتخابات المقبلة ترشيحا و إقتراعا.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى