آخر الأخبارأخبار محلية

“بيروت تقاوم” بين حصان السبق الإنتخابي وحصان طروادة

بعد ظهور إئتلافات إنتخابية في مختلف الأقضية اللبنانية، كان لبعض المجموعات التغييرية المنتشرة في المناطق بصمة فيها، في الشمال وعكار كما في بعلبك الهرمل، ومن المتوقع إطلاق إئتلافات أخرى قريباً لا سيما أن المسافة الفاصلة عن الإنتخابات باتت تُحتسب بالأيام.

تزامناً ومع الإستعدادات المكثفة للمجموعات التغييرية تحضيراً لإطلاق المعركة الإنتخابية في بيروت التي تحمل رمزية لكونها العاصمة ومركز الثقل الثوري، وبعد إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي وعدم مشاركة تياره في الإنتخابات، ظهرت حملة “بيروت تقاوم” التي تقودها ظاهرياً مجموعتان من مجموعات ثورة ١٧ تشرين، الأولى “مجموعة لِحَقي التي لها انتشار محدود في بعض المناطق ومركز ثقلها في الشوف وعاليه، أما الثانية فهي مجموعة “مدى” الحاضنة للأندية العلمانية في مختلف جامعات لبنان والتي تحاول أن تحجز لنفسها مكاناً في السياسة بعد تحقيقها نتائج لافتة في الإنتخابات الطلابية لا سيما في الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية.

ويتردد في أوساط متابعة للشأن الإنتخابي أن المجموعات التغييرية تتنافس في ما بينها حول من سيحاول تأمين وحدتها في خوض المعركة الإنتخابية.
أكثر من ذلك فإن البعض منها بات فاقداً للثقة بالثوار من رفاقه خوفاً من إتفاق ما يُعقد بشكل إفرادي ما يجعل المشهد العام أكثر تعقيداً.

بعض أصحاب الخبرة في الشأن السياسي يتوجهون بالنصح للمجموعات السياسية الناشئة بعدم التسّرع خلف تبني شعارات براقة أو حملات غير مدروسة لن تؤدي بالنهاية إلا إلى الشرذمة، لا سيما وأنه بات معلوماً أن بعض مَن هم في الثورة لديهم إرتباطات بمراجع سياسية أو أمنية أمّنت لهم في وقت ما تحقيق بعض النجاحات من أجل لفت الأنظار والفوز بالنجومية التي لن تصب بالنهاية إلا في مصلحة مخترعي الأبطال الوهميين، وهنا لا بد من دراسة الشخصيات التي تسّوق لنفسها بشكل مباشر او غير مباشر بدقة.

لا شك أن شباب لبنان الذي نزل الى ساحات الثورة متعطش لإنتصار في الإنتخابات النيابية المقبلة، لكن الحكمة المقرونة بالوعيّ تقتضي التنبه إلى ان راكبي موجة الثورة لا ينحصرون في بعض أحزاب المنظومة التي باتت اليوم أحزاب معارضة وتعتبر نفسها من نسيج ثورة ١٧ تشرين بل أيضا في أحصنة قد يظنها البعض رابحة إنتخابياً لكنها لا تشّكل حقيقة الا أحصنة طروادة يتم استخدامها لقطع الطريق على أي مظهر من مظاهر الوحدة بين المجموعات التغييرية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى