آخر الأخبارأخبار دولية

“دبي…دبي…دبي”…أغنية إسرائيلية ساخرة تبعث “برسالة حب لكل العرب” الذين “نسوا فلسطين”


نشرت في: 27/01/2022 – 17:29

حظيت أغنية لفنانة إسرائيلية باهتمام واسع من طرف رواد مواقع التواصل العرب، لكونها عملا فنيا فريدا من نوعه، ليس من عادة الأذن العربية الاستماع لمثله. فالأغنية، التي تحمل عنوان “العرب ملاح”، أدتها باللغة العربية الفنانة الملتزمة نوعام شوستر إلياسي، ومررت عبرها رسائل ليس للإمارات فقط، التي تتحدث عنها كلماتها، بل لكل الأطراف المساهمة في عمليات التطبيع بما فيها بلدها إسرائيل. وهي من الأصوات القليلة التي لا تتردد في وضع الأصبع على الجرح في سياسة بلادها تجاه الفلسطينيين.

“دبي دبي دبي”، بداية كلمات أغنية كتبتها وغنتها مطربة إسرائيلية، تجاوز صيتها حدود المنطقة، وصارت معروفة على نطاق واسع في الأوساط العربية والغربية أيضا. وقد يبدو للوهلة الأولى، أنها تمجد الإمارات إلا أنها في حقيقة الأمر توجه رسائل بالكثير من السخرية حول التطبيع.

ووقعت كل من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين في سبتمبر/أيلول 2020 اتفاقيتين تاريخيتين لتطبيع العلاقات في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور رئيس الولايات المتحدة آنذاك دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزيري الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد والبحريني عبد اللطيف الزياني، قبل أن ينضم المغرب والسودان لصفوف المطبعين.

فهذه الأغنية التي عرضت لأول مرة في 14 من الشهر الجاري على قناة “كان” العمومية الإسرائيلية الناطقة بالعربية، والتي لا تزال تثير فضول الجميع لسماعها ومعرفة مضمونها، استثمرت فيها الفنانة الإسرائيلية نوعام شوستر إلياسي كل مهاراتها في الكوميديا، وكتابة الكلمات، وحتى الأداء، واستطاعت أن تعيد موضوع التطبيع للواجهة مجددا.

لكن هل هذه الفنانة مع أو ضد التطبيع ومن المستهدف حقيقة من أغنيتها؟ هناك من اختلط عليهم الأمر، ولم يتمكنوا من تحديد وجهة رسالتها. وهناك من التقطها، وفهم أن نوعام شوستر إلياسي، تحمل قضية، تدافع بموجبها عن الحق الفلسطيني… ولا تغني من أجل الغناء.


“في آخر النفق ضوء”

“أنا متحمسة كثيرا…مرحبا…أنا هيفاء وانابي…سأغني أغنية جديدة التي كتبتها بالعربي بمناسبة السلام مع دبي… من المهم حقا بالنسبة لي أن أبعث برسالة حب وسلام لكل العرب. خاصة إذا كانوا يعيشون على بعد أكثر من 4000 كيلومتر من هنا”.

بهذه الطريقة الساخرة قدمت إلياسي نفسها للجمهور قبل أن تعرض أغنيتها على قناة “كان”، وكانت اللهجة التي تحدثت بها تحمل بين طياتها رسائل سياسية عديدة، اختارت ضمنها أن تلقب نفسها باسم هيفاء وانابي في إيحاء استفزازي لذوق فئة من هواة سماع المطربة اللبنانية المعروفة هيفاء وهبي. ثم ختمت تقديمها بابتسامة عريضة مصحوبة بإشارة حب هزلية رسمتها باليدين.

وبعدها، تشرع الفنانة الإسرئيلية في أداء أغنيتها: “في آخر النفق فيه ضي (ضوء).. لو كل العرب زي، دبي دبي دبي. بحبوا شعب إسرائيل حي.. ما راح يرمونا بالمي… دبي دبي دبي”. وتواصل في مقطع لاحق: “ما فيش أحلى من العرب، معهم ملايين، ونسيوا شعب انتكب، نسيوا فلسطين..”.

ثم تغني في مقطع آخر، “نسوا أن غزة حاصرناها..”، لتصل الأغنية إلى نهايتها على إيقاع وبأداء رقيقين عبر هذه العبارة الكاريكاتورية مع ما تحمله من دلالات سياسية، تقول فيها: “سأحبسكم بالمحسوميم (الحواجز) وآخذ سيلفي بالمجداليم (الأبراج).. دبي دبي دبي”.


“شكرا لكل إسرائيلي يدعم حقوق الفلسطينيين” 

سارع الكثير من رواد مواقع التواصل العرب لتحيتها على موقفها من القضية الفلسطينية من خلال هذه الأغنية. فعلى تويتر يغرد الإعلامي والسياسي اليمني علي البخيتي: “فنانة إسرائيلية تسخر من السلام مع الإمارات. هذه الفنانة المعروفة بمواقفها الإنسانية المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، هذه الجميلة تقدم درسا للكثير من العرب الذين تقبلوا التخلي عن القضية الفلسطينية فيما كثير من الإسرائيليين يقفون معها. شكرا لكل إسرائيلي يدعم حقوق الفلسطينيين”.

وهي تغريدة شاركتها إلياسي على حسابها، لربما بشكل مقصود، لتبدد شكوك بعض متابعيها العرب ممن أبدوا نوعا من سوء الفهم لأغنيتها. لقد نقلت عنها إذاعة فرنسا الدولية قولها إنها تتفهم وجهة نظرهم. فقالت الفنانة الإسرائيلية: “أعلم أنه في العالم العربي، قد يكون البعض متشككا للغاية. يقولون لأنفسهم: كيف يمكن ليهودية أن تعبر بهذه الطريقة؟ ربما كل شيء مدبر، ربما أنت عميلة للموساد؟ وهكذا… أقول لهم: أنا سعيدة لتجسيد الاختلاف. يسعدني أن أكون يهودية تتحدث العربية ولا تستخدم مهاراتها لخدمة الجيش الإسرائيلي، وإنما تستخدمه لتكون مبدعة وإظهار أن البديل ممكن هنا، في المنطقة”.

وتعطي شرحا بوضوح أكبر لأغنيتها بأنه “في إسرائيل، اخترنا أن نكون لطيفين مع عرب الخليج، الذين هم مع ذلك على بعد بـ4000 كيلومتر من هنا. اخترنا إقامة علاقات اقتصادية معهم. لكن في نفس الوقت نفضل تجاهل القضية الفلسطينية. وكل يهودي يساري يريد التحدث عن المساواة وإنهاء الاحتلال يوصف بأنه كاره للذات ومعاد لإسرائيل. إنه أمر خاطئ كليا. لذا فإن التمكن من إلقاء الضوء على كل هذه الموضوعات من خلال سكيتش بسيط هو حلم أصبح حقيقة”.

وسبق لإلياسي أن غردت ضد سياسة بلادها نحو الفلسطينيين. وغردت يوما بشأن قضية حي الشيخ جراح بالقدس على تويتر: “أنا يهودية إسرائيلية وقلبي مع الشيخ جراح وأهل غزة. الحل الوحيد هو نهاية الاحتلال الوحشي”.

 

بوعلام غبشي

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى