آخر الأخبارأخبار محلية
نعمة الطبيعة تتحول الى نقمة.. التدفئة للميسورين
كتبت زينب حمود في “الأخبار” الصّراع الافتراضي بين محبّي الشّتاء والصّيف عند كل عاصفة ثلجية أو موجة حرّ صار عبثياً. الشتاء في لبنان لم يعد يرتبط بـ “الشيمينيه” أو بالكستناء ورجل الثلج والموضة الشتوية… بل بـ”تخبّط” اللبنانيين لتأمين وسائل التدفئة، والملابس الصّوفية التي تقيهم بعضاً من الصّقيع، و”البطّانيات” التي يحتضنونها بديلاً عن صوبيات المازوت أو الحطب، والأدوية التي تعالج نزلات البرد والرّشح عندما يفشلون في تأمين كل ما سبق…
يستهلك اللبنانيون في المناطق الجبلية عادة حوالي خمسة براميل من المازوت خلال موسم الشتاء. هذا العام، لامس سعر البرميل الأربعة ملايين ليرة، ما دفع كثيرين إلى «تقنين التدفئة» بعد “تقنين” الكهرباء.
يؤكّد رئيس بلدية بقرصونا في الضنية نشأت شندب لـ “الأخبار” أن “كثيراً من العائلات الفقيرة في البلدة لا تملك أي وسيلة تدفئة”. ظهرت مبادرات فردية “ضئيلة” لمساعدة هذه العائلات، و”حصلت 350 عائلة على المازوت الإيراني المدعوم من أصل 596 عائلة طلبته”. وإذا أضفنا عدد العائلات التي تقدمت بالطلب بعد انتهاء المهلة، “يكون هناك 350 عائلة محتاجة لم تحصل على المازوت المدعوم للتدفئة، عدا عن عائلات لم تطلبه أصلاً لأنها لا تستطيع تسديد ثمنه البالغ مليونين و300 ألف”.
من ينخر البرد أجسادهم سيتخلّون عن الأشجار في حدائقهم، وقد يصل بهم الأمر إلى سرقة أشجار من حقول آخرين للتدفئة. يلفت فراس، وهو بائع حطب في الجنوب، إلى أن «بيع الخطب ازداد لأنه أوفر من المازوت ويدفّي أكثر». تحتاج العائلة إلى حوالي متر من الحطب شهرياً، كلفته «مليون و400 ألف، ما يعني أنه أوفر من المازوت بمليونين”. لكن نظراً إلى كلفة التوصيل المرتفعة، تبقى التدفئة بالحطب حكراً على من يملك مساحة لتخزين كميات كبيرة منه.
صحيح أن “لعنة” الطبيعة تحلّ على القاطنين في المناطق الجبلية وتلك المرتفعة عن سطح البحر، لكن العواصف المتتالية التي تضرب لبنان أربكت حتى سكّان المدن الساحلية المعتادين على مدفأة الغاز أو الكهرباء. فـ”سعر قنينة الغاز تجاوز الـ 400 ألف ليرة، وكهرباء الدولة لا نراها، والتعرفة العالية للاشتراك في المولدات الخاصة أجبرتنا على تسميك الملابس واحتضان البطانيات”.
صحيح أن “لعنة” الطبيعة تحلّ على القاطنين في المناطق الجبلية وتلك المرتفعة عن سطح البحر، لكن العواصف المتتالية التي تضرب لبنان أربكت حتى سكّان المدن الساحلية المعتادين على مدفأة الغاز أو الكهرباء. فـ”سعر قنينة الغاز تجاوز الـ 400 ألف ليرة، وكهرباء الدولة لا نراها، والتعرفة العالية للاشتراك في المولدات الخاصة أجبرتنا على تسميك الملابس واحتضان البطانيات”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook