صحة

هل يمكن أن يصاب الشخص مرة ثالثة ورابعة بكورونا؟

هل يمكن أن يصاب الشخص مرة ثالثة ورابعة بكورونا، وما نسبة غير الملقحين ضد كورونا في وحدات العناية المركزة، ثم هل أصبح التعايش مع فيروس كورونا ممكنا بعد حملات التطعيم الأضخم في التاريخ، وكيف يؤثر أوميكرون على الجسم بشكل مختلف عن المتحورات السابقة؟

الإجابات وتفاصيل أكثر في هذا التقرير الشامل…

الفــرق بيــن “أوميكرون” (Omicron) و “دلتا” (Delta) والسلالات الأخرى من فيروس كورونا

 في تقرير نشرته صحيفة “ليبراسيون” (liberation) الفرنسية، يستعرض الكاتبان سيدريك ماتيو وجاك بيزي بعض الإحصائيات والبيانات الرسمية حول نسب دخول المستشفيات وأقسام العناية المركزة للمرضى غير الملقحين ضد كورونا.

وكشف مسح أجرته الجمعية الفرنسية للتخدير والإنعاش في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، شمل 165 وحدة عناية مركزة (أي نحو ثلث وحدات العناية المركزة في فرنسا) أن من 900 مريض “كوفيد” موجودين في العناية المركزة، 80% منهم غير حاصلين على اللقاح.

وحسب إدارة البحوث والدراسات والتقويم والإحصاء، وهي مصدر رسمي يعطي بيانات شاملة عن حالة التطعيم في فرنسا للأشخاص الذين خضعوا للرعاية الحرجة (ليس فقط في العناية المركزة)، فإنه بين 6 كانون الأول 2021 و2 كانون الثاني 2022، بلغت نسبة المرضى غير الملقحين في المستشفيات نحو 58%.

ووفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن “المركز الوطني البريطاني للتدقيق والبحوث في العناية المركزة”، بلغت نسبة غير الملقحين في أقسام العناية المركزة بالمملكة المتحدة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر كانون الثاني 61%.

وحسب البيانات التي جمعها معهد روبرت كوخ في ألمانيا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من كانون الأول 2021 والأسبوع الأول من كانون الثاني 2022، فإن غير الملقحين مثلوا 62% من حالات الدخول إلى المستشفيات، مقابل 38% من الحاصلين على اللقاح. وخلال الفترة ذاتها، مثل غير الملقحين 73% من حالات دخول العناية المركزة.

من جانبها، أشارت الجمعية الألمانية لطب الطوارئ في بيان صحفي بتاريخ 13 كانون الثاني، إلى أنه في الفترة ما بين 14 كانون الأول 2021 و12 كانون الثاني 2022، بلغت نسبة غير الملقحين 68.5% من حالات الدخول إلى العناية المركزة.

هل أصبح التعايش مع فيروس كورونا ممكنا بعد حملات التطعيم الأضخم في التاريخ؟
بعد مرور أكثر من عامين على بدء جائحة فيروس كورونا التي أربكت العالم بأسره بما رافقها من إجراءات استثنائية أثرت على جميع مناحي الحياة تقريبا، بات التساؤل الذي يطرح نفسه هو: إلى متى سوف تستمر الجائحة وهل أصبح التعايش مع الفيروس ممكنا بعد حملات التطعيم الأضخم في التاريخ؟

يقول الباحثان تيريز رافاييل وسام فاضلي في تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ للأنباء ونقلته وكالة الأنباء الألمانية، إن ميزان القوة بين الإنسان والفيروس آخذ في التحول.

ورأى الباحثان أنه بما أننا أصبحنا أفضل تسلحا ضد فيروس كورونا في ظل النتائج الإيجابية التي توفرها اللقاحات “فلم نعد بحاجة إلى الاختباء في انتظار مرور موجة فيروسية. وهذا يعني أنه حان الوقت لتغيير استجابتنا لكوفيد-19”.

أوميكرون يؤثر على الجسم بشكل مختلف
ويبدو أن أوميكرون يؤثر على الجسم بشكل مختلف عن المتحورات السابقة. وتشير دراسة من كلية الطب في جامعة هونغ كونغ إلى أن أوميكرون قد يستنسخ نفسه في الرئة بدرجة أكثر بطئا من متحور دلتا، الأمر الذي من شأنه أن يمنح الجهاز المناعي المزيد من الوقت للاستجابة، وفقا لتقرير بلومبيرغ.

وقال الباحثان إنه مع دخولنا مرحلة “التوطن” (endemic stage of the virus) بخصوص هذا الفيروس، هناك ارتباك حول ما ينبغي أن يبدو عليه نهج ما متجدد في هذا الشأن.

وكان رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز دعا يوم الاثنين الماضي إلى عقد مناقشة على مستوى أوروبا حول تطوير نوع للاستجابة على غرار التعامل الحالي مع الإنفلونزا على سبيل المثال.

ومددت المملكة المتحدة قواعد “الخطة ب” لمدة 3 أسابيع أخرى، لكنها خففت من سياساتها المتعلقة بالاختبارات والسفر، ويضغط رئيس الوزراء بوريس جونسون لرفع القيود القائمة.

ومن السابق لأوانه إعلان النصر بالطبع، فالإصابات ترتفع بشكل حاد، ولا يزال هناك عدد مقلق من الوفيات الناجمة عن “كوفيد-19″، وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المناطق التي تتعرض فيها الخدمات الصحية لضغوط شديدة.

ومع ذلك، فإن الصورة الشاملة للجائحة تبعث على التفاؤل، فقد بلغت الإصابات بمتحور أوميكرون في جنوب أفريقيا ذروتها بعد حوالي شهر من بدء الموجة.

وتؤكد البيانات الواردة من جنوب أفريقيا وأماكن أخرى أن المتحور الأحدث، وإن كان أكثر قابلية للعدوى، يسبب أعراضا مرضية أقل حدة، مع انخفاض مستويات دخول المستشفى، وقصر مدة الإقامة في المستشفيات، وقلة الوفيات.

هل يمكن أن يصاب الشخص مرة ثالثة ورابعة بكورونا؟
ضاعف متحور أوميكرون معدلات تجدد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكن الخبراء يؤكدون أن الأعراض تصبح أقل حدة في كل مرة بسبب المناعة الطبيعية والحصانة التي تمنحها اللقاحات.

في تقرير نشرته صحيفة “لوباريزيان” (leparisien) الفرنسية للكاتب إيف ليروي، قال الكاتب إنه وفي ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بعد ظهور متحور أوميكرون، لم تتمكن إدارة التأمين الصحي والوكالة الوطنية للصحة العامة في فرنسا، من إصدار بيانات دقيقة عن نسبة الأشخاص المصابين بالفيروس مرتين أو 3 مرات أو أكثر.

في هذا الصدد، يؤكد جان دانيال لولييفر، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى هنري موندور في كريتاي، أن “حالات الإصابة للمرة الثالثة والرابعة نادرة، لكنها موجودة. وقد أصبح ذلك أكثر شيوعا مع أوميكرون”.

ويضيف “تتفاوت الاستجابة المناعية من شخص إلى آخر في قوتها ومدتها. وتتغير مع ظهور المتحورات، خاصة على مستوى الغشاء المخاطي، مما يؤدي إلى أشكال أقل حدة. هذا هو السبب في اكتساب مناعة من الأشكال الحادة بعد الإصابة بالفيروس أو تلقي اللقاح. ثم تدخل العوامل الأخرى، إذ يختلف الأمر ما بين قضاء معظم وقتك في المنزل أو في وسائل النقل والأسواق”.

ويرى ميشيل كونييه، أستاذ علم المناعة في مستشفى جامعة رين الفرنسية، أن تراجع حدة الأعراض أمر منطقي، مؤكدا أنه “من الشائع جدا في الفيروسات التاجية التقليدية أن تتجدد الإصابة، والدليل على ذلك أننا نصاب بنزلات البرد كل شتاء. وتدوم المناعة بين 6 أشهر وسنة، ولا تمنع الإصابة بها مرة أخرى في الشتاء التالي. هذه الالتهابات سطحية، لكن خطورة كوفيد-19 ترجع إلى أنه يصيب الرئتين ولا يقتصر على الأغشية المخاطية والجهاز التنفسي العلوي”.

ويتابع كونييه “الإصابة بالمرض تعادل التطعيم في بعض الحالات. ولا يمكننا وضع تنبؤات، لكن يمكننا القول إنه كلما مرضنا أكثر، أصبحنا أكثر مناعة. من ناحية أخرى، يمكن أن نشعر بالقلق على من يعانون من ضعف المناعة أو أولئك الذين يعانون من تبعات الإصابة السابقة، فقد تكون الأعراض أكثر حدة من السابق”.

كما أن هذا الاكتشاف يوضح سبب تباين أعراض الإصابة بالفيروس، حيث يعاني البعض من أعراض خفيفة، في حين يصاب آخرون بأعراض أكثر حدة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن الباحثين القول إن الجين يدفع الجسم إلى أن يفرز بروتينا، يعد فعالا في تكسير فيروس كورونا، المسبب لمرض “كوفيد-19″، كما نشر الدراسة موقع يورك أليرت (eurekalert).

وأشار الباحثون في معهد “كارولينسكا” بالسويد (Karolinska Institutet) إلى أنه تم العثور على الجين في واحد من بين كل 3 أشخاص من البيض ذوي الأصول الأوروبية.

وخلصت الدراسة التي نشرت في دورية “نيتشر جيناتكس” (Nature Genetics) إلى أن الجين موجود في 8 من بين كل 10 من الأشخاص ذوي الأصول الأفريقية.

ويحدد الجين طول بروتين اسمه “أو إيه إس- وان” (OAS1)، وعندما يكون أطول، يمكنه بصورة أفضل تكسير فيروس كورونا.

وقال الباحث برينت ريتشاردز في جامعة مكغيل، المشارك في وضع الدراسة” بداية فهمنا لعوامل الخطورة الوراثية تفصيليا أمرٌ رئيسي لتطوير أدوية جديدة لفيروس كورونا”.

(الجزيرة) 

وتابعت بوتازي -كما ورد في التقرير- “نصنع البروتين بشكل مباشر وصناعي في المختبر باستخدام نظام الخميرة، التي تصنع بدورها بروتينا يشبه البروتين الذي يصنعه الفيروس، ثم نقوم بتحصين البروتين، ثم يقوم الجسم بمعالجته وتقديمه لجهاز المناعة”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى