الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو يعود إلى بلاده رغم احتمال ملاحقته في قضية “خيانة عظمى”
نشرت في: 17/01/2022 – 14:15
عاد الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو إلى كييف الاثنين ليواجه اتهامات له “بالخيانة العظمى” منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وهي اتهامات رفضها بوروشنكو مؤكدا أنه سيعود ليكافح من أجل أوكرانيا وليس ضد الرئيس زيلينسكي. وينتظر أن يقرر القضاء ما إذا كان سيتم توقيف بوروشنكو في انتظار محاكمته. ويأتي ذلك في وقت تزداد فيه المخاوف من احتمال غزو روسي لأوكرانيا رغم نفي موسكو لهذه النوايا.
عاد الرئيس الأوكراني السابق بترو بوروشنكو إلى بلاده الاثنين بعد غياب دام شهرا، رغم احتمال توقيفه بتهمة “الخيانة العظمى”، ما يمكن أن يثير أزمة سياسية في وقت تواجه البلاد توترا شديدا مع روسيا. وبوروشنكو الذي يشغل اليوم منصب نائب حاليا ورد اسمه في عشرات الملفات القضائية. وفي كانون الأول/ديسمبر، أعلنت السلطات أنها تشتبه في ارتكابه “خيانة عظمى”.
وبوروشنكو (56 عاما) هو المنافس الأكبر للرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي، وأحد أغنى الشخصيات في أوكرانيا. وقال بوروشنكو الأحد في مؤتمر صحافي في وارسو “سأعود إلى أوكرانيا لأكافح من أجل أوكرانيا وليس ضد زيلينسكي”.
وتأتي عودة بوروشنكو في وقت تخشى أوكرانيا غزوا من جانب جارتها روسيا التي حشدت قوات ومدرعات عند حدودها فيما تنفي موسكو أي خطط لشن هجوم عسكري.
واتهم بوروشنكو الرئيس بأنه هو من أمر بإجراءات الدعوى المرفوعة ضده “لصرف الانتباه” عن مشاكل البلاد، معتبرا أن هذا الصراع السياسي الداخلي “يضر جدا” بموقف كييف تجاه موسكو.
وطالب حزب بوروشنكو الذي يخشى اعتقاله فور وصوله، أنصاره بالتجمع في المطار. وستقرر محكمة في كييف صباح الاثنين ما إذا كانت ستوقِف الرئيس السابق أم لا في انتظار محاكمته.
في عام 2019، تعرض بوروشنكو لهزيمة كبيرة في مواجهة زيلينسكي الممثل الكوميدي السابق والشخصية الجديدة في عالم السياسة. ويبدو أن الرئيس السابق عازم على الانتقام منه في الانتخابات المقبلة وهو يبقى بحسب استطلاعات الرأي السياسي الأكثر شعبية بعد زيلينسكي.
وجعل بوروشنكو خلال وجوده في السلطة، أوكرانيا أقرب إلى الغربيين لكنه فشل في القضاء على الفساد والفقر. ووعد زيلينسكي بالقضاء على هذه الآفات لكنه لم يحرز تقدما كبيرا حتى الآن.
في هذا السياق المتوتر، اتهمت أوكرانيا روسيا الأحد بالوقوف وراء هجوم إلكتروني واسع النطاق استهدف الأسبوع الماضي المواقع الالكترونية لوزارات عدة.
قاد بوروشنكو الذي تقدر مجلة فوربز ثروته بـ 1.6 مليار دولار، البلاد من 2014 إلى 2019، قبل أن يهزمه زيلينسكي.
أصول مجمدة
يرفض بوروشنكو كل الاتهامات الموجهة إليه، في وقت قالت واشنطن ولندن إنهما “تتابعان عن كثب” الملاحقات الجديدة في حقه.
في بداية كانون الثاني/يناير، أمرت محكمة في كييف بتجميد أصول الرئيس السابق الذي يمتلك خصوصا شركة حلويات كبيرة اسمها “روشن”، وقناتين تلفزيونيتين.
ويُشتبه في أن بوروشنكو سهّل شراء الفحم لشركات واقعة في شرق أوكرانيا الخاضع للانفصاليين الموالين لروسيا الذين يخوضون حربا ضد كييف. وتعود الوقائع إلى عامي 2014 و2015 وتتعلق بحوالى 48 مليون يورو. ويواجه الرئيس السابق عقوبة تصل الى السجن 15 عاما.
تشهد أوكرانيا منذ 2014 صراعا في شرقها بين قوات كييف وانفصاليين موالين لموسكو أسفر عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص وبدأ بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم.
وتثير أي محاولة تعاون مع الانفصاليين الذين تُعتبَر موسكو على نطاق واسع الداعم العسكري لهم، استياءً لدى كثير من الأوكرانيين.
في العام 2011 حُكم على رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو، منافسة الرئيس الموالي لروسيا آنذاك فيكتور يانوكوفيتش، بالسجن سبع سنوات بتهمة إساءة استخدام السلطة، ثم أُطلق سراحها عام 2014. وقد اتُهمت بتوقيع اتفاقية غاز مع روسيا اعتُبرت غير مواتية لأوكرانيا.
فرانس 24/أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook