عطسة “أوميكرون”… كم شخص تصيب؟
ما الفرق بين الطريقة التي تهاجم بها سلالة أوميكرون الجهاز التنفسي وبين الطريقة التي تهاجمه بها سلالة دلتا والسلالات الأخرى من فيروس كورونا؟ وإلى كم شخص تنقل عطسة المصاب بسلالة أوميكرون العدوى؟ الإجابات وأكثر في هذا التقرير الشامل.
عطسة أوميكرون.. تنقل العدوى إلى كم شخص؟ قال فلاديمير بوليبوك الطبيب المختص في مجال المناعة، إن حامل متحور “أوميكرون” لفيروس كورونا، يمكنه نقل العدوى لحوالي مائة شخص عند العطس مرة واحدة، وذلك وفق ما نقل موقع روسيا اليوم عن نوفوستي يوم الخميس. وأضاف بوليبوك، في حديث تلفزيوني: “حتى الآن، لم يكن لدينا مثل هذا النوع من العدوى. كانت الحصبة تعتبر أكثر الأمراض المعدية، لكن أوميكرون تجاوزها حتى في هذا الصدد”. وأشار إلى أن هذا المتحور من الفيروس، ينتشر بشكل فعال للغاية عن طريق الهواء بواسطة الإفرازات التنفسية، كالسعال من شخص لآخر. وتابع الطبيب القول: “أعتقد أنه حتى خلال الكلام والتنفس الطبيعي والتثاؤب يمكن إطلاق رذاذ يحتوي على جزيئات من اللعاب والمخاط، فيه ما يكفي من الفيروسات لإصابة شخص آخر. إذا سعل أو عطس شخص ما بمفرده، فهذه الكمية تكفي لنقل العدوى إلى مئة آخرين”. وشدد الطبيب على أن “أوميكرون”، خطير بشكل خاص على الأطفال.
بالمقابل فإن سلالة دلتا والسلالات الأخرى من فيروس كورونا المستجد -واسمه العلمي “سارس كوف 2” (Sars Cov 2)- لديها قدرة على إصابة الجهاز التنفسي العلوي والسفلي على السواء، وذلك وفقا لتقارير وأبحاث علمية نقلتها “الغارديان” (the guardian) و”نيويورك تايمز” (The New York Times) و”ميديكال نيوز تودي” (medical news today).
وأول أمس الجمعة كشفت دراسة أجريت في جنوب أفريقيا أن المصابين بمتحور أوميكرون الذين لم يحصلوا على أي لقاح ربما أقل عرضة للإصابة بأعراض خطيرة أو دخول المستشفيات أو الوفاة مقارنة بما كان عليه الحال مع السلالات السابقة من فيروس كورونا، وفقا لما نقلته رويترز.
وقارنت الدراسة -التي أجراها المعهد الوطني للأمراض المعدية في منطقة ويسترن كيب والتي لم تخضع بعد لمراجعة النظراء- نحو 11 ألفا و600 مريض من الموجات الثلاث الأولى للجائحة مع حوالي 5100 مصاب بأوميكرون.
ويسبب أوميكرون أعراضا أقل خطورة وتقل عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة به على مستوى العالم مقارنة بالسلالات السابقة.
ويحاول العلماء معرفة ما إذا كان السبب في ذلك ارتفاع معدلات المناعة الناتجة عن التطعيم أو الإصابة السابقة بالفيروس أو نتيجة ضعف المتحور الجديد.
وخلصت الدراسة إلى أن انخفاض أخطار الإصابة بأعراض شديدة يعزى إلى خصائص المتحور أوميكرون نفسه.
أعراض الجهاز التنفسي العلوي
ومن المحتمل أن تتضمن الأعراض الخفيفة أو العدوى المبكرة لكوفيد-19 التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي أعراضا مثل سيلان الأنف والتهاب الحلق.
أما حالات المرض الشديد الناجم عن كوفيد-19 من السلالات السابقة فغالبا ما ينطوي على عدوى والتهاب الرئتين. ويمكن أن يتسبب الالتهاب في تراكم السوائل في الحويصلات الهوائية في الرئتين، مما يقلل من قدرة الرئتين على نقل الأكسجين إلى الدم.
ووفقا للمعطيات الحالية فيبدو أن سلالة أوميكرون من المرجح أن تصيب الحلق أكثر من الرئتين، وهو ما يعتقد العلماء أنه قد يفسر سبب كونه أكثر عدوى، ولكنه أقل فتكا من السلالات الأخرى من الفيروس.
وتوصلت 6 دراسات –وفقا لتقرير في الغارديان– إلى أن أوميكرون لا يضر بالرئتين بقدر ما يؤذي دلتا وغيرها من المتغيرات السابقة من كوفيد-19. والدراسات لم تتم مراجعتها بعد من قبل علماء آخرين.
وقال دينان بيلاي أستاذ علم الفيروسات في جامعة كوليدج لندن إن “نتيجة جميع الطفرات التي تجعل أوميكرون مختلفا عن المتغيرات السابقة هو أنه ربما غير قدرته على إصابة أنواع مختلفة من الخلايا”.
وأضاف “من حيث الجوهر، يبدو أنه أكثر قدرة على إصابة الجهاز التنفسي العلوي الخلايا الموجودة في الحلق. لذلك سوف يتكاثر في الخلايا هناك بسهولة أكبر من الخلايا العميقة في الرئة”.
الأعراض الخفيفة والمتوسطة والشديدة للإصابة بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا (كوفيد-19) والإجراءات التي يُوصى باتباعها. مؤسسة الرعاية الصحية الأولية مؤسسة حمد الطبية قطر إنفوغراف انفوغراف
إذا كان الفيروس يتكاثر أكثر في الحلق، فإن ذلك يجعله أكثر قابلية للانتقال، مما قد يساعد في تفسير الانتشار السريع لأوميكرون. من ناحية أخرى، من المحتمل أن يكون الفيروس الذي لديه قدرة أكبر على إصابة أنسجة الرئة أكثر خطورة، ولكنه أقل قابلية للانتقال، مثل السلالات السابقة من كورونا.
ونشر باحثون من مجموعة أبحاث علم الفيروسات الجزيئية بجامعة ليفربول دراسة تظهر أن أوميكرون يؤدي إلى “مرض أقل خطورة” في الفئران، وفقا للبروفيسور جيمس ستيوارت. وأظهرت الورقة أن الفئران المصابة بأوميكرون تفقد وزنا أقل، ولديها حمولات فيروسية أقل وتعاني من التهاب رئوي أقل حدة، وفقا للغارديان.
وقال ستيوارت “يشير النموذج الحيواني إلى أن المرض أقل حدة من دلتا وفيروس ووهان الأصلي. يبدو أنه تم تطهيرها (من الفيروس).. بشكل أسرع وتعافت الحيوانات بسرعة أكبر، وهذا يرتبط بالبيانات السريرية الواردة”.
وأضاف ستيوارت “تشير الدلائل المبكرة إلى أنها أخبار جيدة، لكن هذه ليست إشارة للتخلي عن حذرنا، لأنه إذا كنت معرضا للخطر سريريا، فإن العواقب لا تزال غير سارة، فهناك وفيات من أوميكرون. لا يمكن لأي شخص نزع أقنعته والاحتفال”.
وكانت دراسة أجرتها جامعة هونغ كونغ في كانون الأول الماضي أظهرت انخفاضا في عدوى أوميكرون في الرئتين. كما أظهر البحث الذي قاده البروفيسور رافي جوبتا في جامعة كامبردج أن أوميكرون قادر على تجنب اللقاحات، ولكنه أقل قدرة على دخول خلايا الرئة.
الأعراض الخفيفة والمتوسطة والشديدة للإصابة بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا (كوفيد-19) والإجراءات التي يُوصى باتباعها. مؤسسة الرعاية الصحية الأولية مؤسسة حمد الطبية قطر إنفوغراف انفوغراف
من المبكر الاحتفال
مع ذلك من المبكر الاحتفال، إذ كان مسؤولون من منظمة الصحة العالمية -في السابع من كانون الثاني الجاري- قد صرحوا أن سلالة أوميكرون الأسرع انتقالا وأشد عدوى تتسبب فيما يبدو في أعراض مرضية أقل خطورة من المتحور دلتا، لكنهم أضافوا أنه لا ينبغي تصنيف الإصابة بأوميكرون على أنها “خفيفة”.
وقالت جانيت دياز رئيسة الرعاية الصحية السريرية بمنظمة الصحة العالمية إن الدراسات الحديثة تكشف أن احتمالات الدخول إلى المستشفيات عند الإصابة بمتحور أوميكرون أقل مقارنة بالمتحور دلتا.
وأضافت في إفادة صحفية من مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف أنه على ما يبدو أيضا أن احتمالات الإصابة بأعراض حادة منخفضة لدى كل من الشباب والرجال الأكبر سنا من هذه المرحلة.
وتتماشى التصريحات بشأن انخفاض درجة خطورة المرض مع بيانات أخرى، منها دراسات في جنوب أفريقيا وإنجلترا.
ولم تدل دياز بأي تفاصيل عن الدراسات أو أعمار الحالات التي تمت دراستها.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس -بالإفادة الصحفية نفسها في جنيف- “بينما يبدو المتحور أوميكرون أقل خطورة مقارنة بدلتا، وخصوصا بين من تلقوا التطعيم، فإن هذا لا يعني تصنيفه على أنه حالة خفيفة”.
وأضاف “أوميكرون، مثله مثل النسخ السابقة، يؤدي إلى النقل للمستشفيات ويودي بحياة الناس”.
لا تعتبروا أوميكرون مرضا خفيفا
وقالت الطبيبة الروسية ناتاليا بشينيتشنايا إنه لا يجوز اعتبار الإصابة بسلالة أوميكرون عديمة الخطورة ومرضا سهل السريان، فخبرة البلدان الأخرى تظهر أن معدل الوفيات الإجمالي بسببه مرتفع، وفق ما نقل موقع روسيا اليوم، أول أمس الجمعة.
وأضافت بشينيتشنايا -التي تشغل منصب نائب مدير معهد بحوث الوبائيات في الهيئة الفدرالية لحماية المستهلك “روس بوتريبنادزور” (Ross Putrebnadzor)- “لا ينبغي اعتبار أوميكرون مرضا خفيفا. الحساب على أساس نصيب الفرد يدل على وجود معدلات وفيات إجمالية أعلى في الولايات المتحدة وإيطاليا وبلجيكا وعدة دول في أوروبا الشرقية، بسبب معدل الإصابة المرتفع للغاية”.
وشددت الطبيبة على أن إجراءات مواجهة انتشار “أوميكرون” تبقى نفس المتبعة عند التصدي للسلالات الأخرى من فيروس كورونا؛ الحد من الاتصالات بين الناس، وارتداء الكمامة بشكل صحيح، وتطهير اليدين والأسطح، وتهوية المباني والتطعيم بلقاح مضاد للفيروس.
عطسة أوميكرون.. إلى كم شخص تنقل العدوى؟
قال فلاديمير بوليبوك الطبيب المختص في مجال المناعة إن حامل متحور “أوميكرون” لفيروس كورونا، يمكنه نقل العدوى لحوالي 100 شخص عند العطس مرة واحدة، وذلك وفق ما نقله موقع روسيا اليوم عن وكالة “نوفوستي” (Novosti) الخميس الماضي.
وأضاف بوليبوك -في حديث تلفزيوني- “حتى الآن، لم يكن لدينا مثل هذا النوع من العدوى. كانت الحصبة تعتبر أكثر الأمراض المعدية، لكن أوميكرون تجاوزها حتى في هذا الصدد”.
وأشار إلى أن هذا المتحور من الفيروس، ينتشر بشكل فعال للغاية عن طريق الهواء بواسطة الإفرازات التنفسية، كالسعال من شخص لآخر.
وتابع الطبيب القول “أعتقد أنه حتى خلال الكلام والتنفس الطبيعي والتثاؤب يمكن إطلاق رذاذ يحتوي على جزيئات من اللعاب والمخاط، فيه ما يكفي من الفيروسات لإصابة شخص آخر. إذا سعل أو عطس شخص ما بمفرده، فهذه الكمية تكفي لنقل العدوى إلى 100 آخرين”.
وشدد الطبيب على أن “أوميكرون”، خطير بشكل خاص على الأطفال.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook