آخر الأخبارأخبار دولية

الجيش المالي متهم بتنفيذ إعدامات عشوائية في إحدى القرى

نشرت في: 13/01/2022 – 13:27آخر تحديث: 14/01/2022 – 17:09

أكواخ تم تحويلها إلى أنقاض ودراجات نارية محترقة وجثث مدفونة: تحول يوم 4 كانون الثاني/ يناير 2022 في قرية نيا أورو التابعة لمنطقة موبتي وسط مالي إلى كارثة. ننقل إليكم تفاصيل هذه الساعات المرعبة من خلال مقاطع فيديو تأكدنا من صحتها وصور أقمار صناعية إضافة إلى الاعتماد على شهادات مراقبنا الذي يتهم الجيش المالي بالمسؤولية عن ارتكاب هذه التجاوزات.

بدأ تحقيقنا من خلال رصد مقطع فيديو نشر على تويتر في 9 كانون الثاني/ يناير 2022. ويظهر الفيديو كوخا مدمرا إضافة إلى عربة مجرورة يبدو أن النيران قد التهمتها. وفي النص المرافق كتب ما يلي: (قرية) نيا أورو بعد مرور الجيش المالي”.

كما مكننا مستخدم إنترنت آخر فيما بعد من مقاطع فيديو إضافي مؤكدا أنها تظهر الوضع في قرية نيا أور بعد الهجوم. وفي المجمع، تحصلنا على ثمانية مقاطع مصورة مختلفة تظهر في معظمها دراجات نارية محترقة وعربات مجرورة وأكواخ مدمرة. كما نرى جثتين على الأقل ظاهرتين في الصور وقد تم إخراجهما من تحت الأرض من قبل السكان. وقد تم تقييد يدي أحد الأشخاص المتوفين وراء ظهره. وقد تم تصوير معظم هذه الفيديوهات في نفس المكان إذ نرى نفس المعالم الجغرافية ظاهرة في مختلف الصور.

ألبوم لصور ملتقطة من الشاشة من مقطع فيديو مختلفين تظهر فيها نفس المعالم المحيطة بمكان التصوير.

{{ scope.counterText }}

{{ scope.legend }}

© {{ scope.credits }}

{{ scope.counterText }}

ألبوم لصور ملتقطة من الشاشة من مقطع فيديو مختلفين تظهر فيها نفس المعالم المحيطة بمكان التصوير.

{{ scope.counterText }}

{{ scope.legend }}

© {{ scope.credits }}

{{ scope.counterText }}

وقد كان إذاعة أرأف إي الفرنسية وصحيفة ليبيراسيون قد تحدثتا عن هجوم نفذه جنود ماليون في قرية نيا أورو يوم الثلاثاء 4 كانون الثاني/ يناير 2022 في مقالات نشرت على التوالي على الإنترنت يومي 7 و8 كانون الثاني/ يناير الجاري. وفي يوم حدوث الهجوم أي 4 كانون الثاني/ يناير بعد الظهر، نشرت المنظمة غير الحكومة المالية “كيزال” التي تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في منطقة الساحل الأفريقي، رسالة على صفحتها في فيس بوك فيما يلي نصها: “هذا الثلاثاء 4 كانون الثاني/ يناير 2022، الذي يصادف يوم المعرض الأسبوعي “سوفارا”، قام أشخاص بالزي العسكري قدموا أنفسهم على أنهم عسكريون ماليون في قاعدة سوفارا باقتحام بلدة نيا أورو، وقدم تقييد رجال القرية بشكل ممنهج وضربهم حسب تأكيد القرويين كما تم حرق عدد كبير من الدراجات النارية”.


منشور منظمة “كيزال” غير الحكومية المالية على فيس بوك بخصوص الأحداث التي جدت في قرياة نيا أورو في 4 كانون الثاني/ يناير 2022

قام فريق التحرير بالاتصال بمسؤولة إنسانية بلجيكية وهي أعد أعضاء جمعية ناشطة في المنطقة. وعلى أحد مقاطع الفيديو، تؤكد هذه المسؤولة أنها تعرفت على رجل من أصيلي القرية والذي يقوم بمرافقتها عدة مرات أثناء سفرات كثيرة أدتها إلى قرية نيا أورو. وتقول أنها تمكنت أيضا من التأكد من أن مقاطع الفيديو صورت بالفعل في بلدة نيا أورو.

صورة شاشة ملتقطة من أحد المقاطع المصور يظهر السكان بصدد جفن جثة كان يداها مقيدتان خلف الظهر. بدا وأن الأشخاص الحاضرين في عملية الدفن كانوا حاضرين في مقاطع فيديو أخرى تم تصويرها في قرية نيا أور. صورة دي أر. © DR

وقد نجح فريق التحرير في الاتصال بأحد سكان بلدة نيا أورو الذي شاهدا جزءا من الحادث. وهو ديالو (اسم مستعار) الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره ويعيش منذ ولد في القرية. وقد رصد ديالو مع أصدقائه يوم الثلاثاء 3 كانون الثاني/ يناير في نهاية اليوم عربات في المنطقة.

“لقد عثرنا على أربع جثث وكانت أيديهم مقيدة وراء الظهر وقد تلقى كل منهم رصاصة في الرأس”

لقد رأينا عددا كبيرا من السيارات العسكرية تتوقف عند تخوم القرية ومن ثم خرج منها عدد من الرجال: كانوا كلهم يرتدون أزياء تشبه بدلات العسكريين الماليين. وقد قضوا ليلتم خارج قرية نيار أورو.

وفي اليوم الموالي في حدود الساعة التاسعة صباحا، توجعت إلى سوق سوفار (فريق التحرير: على بعد عشرة كيلو مترات من بلدة نيا أورو). كنت مرفوقا بنحو عشرة أشخاص. وحال خروجنا من القرية، قام الرجال الذي يرتدون أزياء عسكرية مالية بإيقافنا. وكان عددنا يقترب من العشرة وقتها وأجبرونا على الجلوس أرضا. قاموا بتفحص بطاقات “نينا” (فريق التحرير: بطاقة الهوية الوطنية في مالي) ومن ثم قاموا برميها أرضا. وبفضل الله، قاموا بتركنا في حال سبيلنا ولا أعلم لماذا فعلوا ذلك.

وعندما عند من سوق سوفارا، في حدود الساعة 13 بعد الظهر، كان عدد كبير من البيوت قد تعرض للحرق بالإضافة الأكواخ. وقد تمت سرقة الغذاء أيضا. وتم إيقاف ثمانية عشر شخصا في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم فيما وجد أربعة أشخاص مقتولين فيما مازال أربعة آخرون في عداد المفقودين. لقد عثرنا على الجثث الأربعة وقد كانت أيديهم كلهم مقيدة وراء الظهر وكل واحد منها تلقى رصاصة في الرأس.

صورة ملتقطة من الشاشة من أحد مقاطع الفيديو ونرى من خلال رجلا يحمل بقايا رصاصة عثر عليها بالقرب من أحد الجثث التي تم إخراجها من تحت الأرض.

صورة ملتقطة من الشاشة من أحد مقاطع الفيديو ونرى من خلال رجلا يحمل بقايا رصاصة عثر عليها بالقرب من أحد الجثث التي تم إخراجها من تحت الأرض. © DR

وللتأكد من صحة هذه المقاطع المصورة، طلبنا من مراقبنا تمكيننا من مقاطع فيديو تظهر الخسائر. ولأنها قد تكون مفيدة في عملية مقارنة مع الفيديوهات الأولى.

صورة ملتقطة من الشاشة من مقطع فيديو أرسله لنا مراقبنا. وتبدو الأشياء المحاطة بألوان مختلفة ظاهرة في ألبوم الصور الموجود أدناه. صورة دي أر.

صورة ملتقطة من الشاشة من مقطع فيديو أرسله لنا مراقبنا. وتبدو الأشياء المحاطة بألوان مختلفة ظاهرة في ألبوم الصور الموجود أدناه. صورة دي أر. © DR

ألبوم صور قمنا بإعداده من مقاطع فيديو تحصلنا علينا في وقت سابق. صورة دي أر.

ألبوم صور قمنا بإعداده من مقاطع فيديو تحصلنا علينا في وقت سابق. صورة دي أر. © DR

مع مقطع الفيديو الذي أرسله لنا مراقبنا، تمكن من تحديد الإحداثيات الجغرافية بدقة تم حرق هذه البنايات في قرية نيا أو.

ألبوم صور قمنا بإعداده من مقطع فيديو أرسله لنا مراقبنا في 12 كانون الثاني/ يناير 2022. والأشياء المحاطة بألوان مختلفة ظاهرة أيضا في صورة القمر الصناعي الموجود أدناه. صور دي أر.

ألبوم صور قمنا بإعداده من مقطع فيديو أرسله لنا مراقبنا في 12 كانون الثاني/ يناير 2022. والأشياء المحاطة بألوان مختلفة ظاهرة أيضا في صورة القمر الصناعي الموجود أدناه. صور دي أر. © DR

صورة شاشة من تصوير قمر صناعي لجنوب شرق قرية نيا أورو. والأشياء المحاطة في هذه الصورة بألوان مختلفة هي نفسه تلك الموجودة في ألبوم الصور الموجود أعلاه. صورة من موقع غوغل إيرث.

صورة شاشة من تصوير قمر صناعي لجنوب شرق قرية نيا أورو. والأشياء المحاطة في هذه الصورة بألوان مختلفة هي نفسه تلك الموجودة في ألبوم الصور الموجود أعلاه. صورة من موقع غوغل إيرث. © Google Earth

كما أن عمليات التخريب التي قام بها رجال تم تقديمهم على أنهم جنود ماليون ظاهرة من الجو. ففي يوم 4 كانون الثاني/ يناير 2022، تمكن برنامج “فيرمز” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا الذي يمكن من رصد مكان انطلاق النيران عبر الأقمار الصناعية، من رصد منبعين للنيران في قرية نيا أورو. ولكن لم يتم رصد أي نيران خلال الأيام السبعة الموالية.

ألبوم صورة للنيران التي رصدتها وكالة ناسا في قرية نيا أورو في أيام 3 و4 و5 كانون الثاني/ يناير 2022. وتشير المربعات الحمراء إلى النيران التي اندلعت في 4 كانون الثاني/ يناير.

{{ scope.counterText }}

{{ scope.legend }}

© {{ scope.credits }}

{{ scope.counterText }}

وحسب بوباكار با، الباحث في مركز التحاليل حول الحكومة والأمن في منطقة الساحل الأفريقي، فإن قرويي نيا أورو الذين ينحدر معظمهم من أصول بدوية يجدون أنفسهم في معظم الأحيان في الفخ: “إنهم يتواجدون في مكان تحيطه المخاطر من الجهاديين إلى القوات المسلحة المالية وصولا إلى المليشيات المحلية المقربة من السلطة التي تتواطؤ مع جزء من القوات المسلحة المالية”. وقد التحق عدد من الجماعات البدوية بالمجموعات الجهادية ما غذى الشكوك والغموض حسب رأي بوباكار با: “نسجل خلال الفترة الأخيرة حدوث مجازر وعمليات اختطاف وعمليات عنف غير معروفة المصدر ضد بعض الجماعات المحلية. ويؤدي نقص في تمييز الحكام وتواتر الخلافات الحادة بين بعض الجماعات المحلية إلى مثل هذه الانحرافات”.

ويقول مراقبنا إنه لا يعلم لماذا تصرف الرجال الذين تم تقديمهم على أنهم جنود ماليون، بهذه الطريقة:  

كان الأشخاص المقولين من مربي الماشية إضافة إلى تاجر وأحد الرجال المنتمين إلى قرية مجاورة. لا نعرف لماذا قام المسلحون بقتلهم. أنا خائف، كل الناس خائفون هنا. لقد غادر بعض الناس القرية بعد هجوم 4 كانون الثاني/ يناير. ولكن لا يمكن لي أن أغادر القرية فعدد من أفراد عائلتي يعيشون هنا”.

ونشر المتحدث الرسمي باسم الجيش المالي بيانا في اليوم الموالي يتعلق بهجوم نيا أور موضحا ما يلي: “في 4 كانون الثاني/ يناير، أحبطت وحدة من القوات المسلحة المالية عملية إرهابية أخرى يتم التنسيق لها في بلدة نيا أورو في محيط منطقة سوفارا بعد أن تم رصد خمسة عشر رجلا على متن دراجات نارية كانوا قادمين من غابة “ساما” وتم اعتقالهم وتحييدهم”.

ورغم اتصال فريق تحرير مراقبون بها، لم ترد رئاسة أركان الجيش المالي على أسئلتنا التي تركناها في البريد الصوتي أو تلك المرسلة عبر البريد الإلكتروني.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى