صحة

مرض يصيب الغدة الدرقية… ما هو؟

التهاب الغدة الدرقية “هاشيموتو” (Hashimoto’s disease)، اسم يخفي أحد أكثر أمراض المناعة الذاتية شيوعا في العالم، حيث يهاجم جهاز المناعة نفسه. فما هذا المرض؟ وما أسباب وأعراض مرض الخمول في الغدة الدرقية، الذي يسبب مشاكل صحية مختلفة؟

الغدة الدرقية هي عضو حيوي تتحكم هرموناتها في العديد من العمليات في جسم الإنسان. وتشير التقديرات إلى أن واحدا من كل 10 أشخاص في ألمانيا يعاني من التهاب مزمن في الغدة الدرقية، إذ يهاجم جهاز المناعة جسمه. بالنسبة للمرضى، فإن التشخيص يستمر مدى الحياة، لأن المرض لا يمكن علاجه، وفقا لتقرير في دويتشه فيله.

مسببات هاشيموتو
ذكر داني فيليندر طبيب الغدد الصماء في لايبزيغ لقناة “إم دي آر” (MDR) الألمانية، أن أسباب المرض عدة، منها التغيرات الهرمونية، على سبيل المثال أثناء الحمل أو الإجهاد الواضح. يمكن أن تتسبب العدوى الفيروسية أيضا في ظهور المرض أو تقدمه على مراحل. وبين أنه عند مرضى هاشيموتو، يمكن أن يكون لزيادة اليود أيضا تأثير سلبي على المناعة، لكن أشار إلى أن كمية اليود في الطعام اليومي غير ضارة.

وأضاف الطبيب أنه لم تُعرف بعد أسباب تحوّل الجهاز المناعي وتدمير نفسه بهذا الشكل، ويعتقد أن هناك عوامل وراثية، وتتم أيضا مناقشة العوامل البيئية. لكن لسوء الحظ، لا يمكن منع المرض. يمكن أن يساعد الحد من التوتر ونمط الحياة الصحي على الأقل في التأثير بشكل إيجابي على مسار المرض، حسب الطبيب.

وأضاف طبيب الغدد الصماء فيليندر أنه نظرا لأن المرض غالبا ما يؤدي إلى خمول الغدة الدرقية، يتم علاج ذلك بإعطاء هرمونات الغدة الدرقية على شكل أقراص. ويضيف “نحن نتعامل مع نتائج المناعة الذاتية، لذلك لا يوجد علاج للأسف”.

ننتقل الآن للحديث عن خمول الغدة الدرقية بشكل عام.

خمول الغدة الدرقية
وبصورة عامة، وإذا كانت الغدة الدرقية غير نشطة، وهو ما يسمى بـ”قصور الغدة الدرقية”، فإنها تنتج القليل جدا من الهرمونات. الغدة الدرقية هي عضو حيوي، تتحكم هرموناتها في العديد من العمليات في جسم الإنسان. عندما تكون هذه الهرمونات مفقودة، يمكن أن تظهر أمراض مختلفة، كما ذكر موقع “هايل براكسيز” الألماني المختص بالصحة.

الأعراض المحتملة لخمول الغدة الدرقية
وفقا لتقارير الجمعية الألمانية لطب الغدد الصماء، فإن العلامات الجسدية لقصور الغدة الدرقية هي:

زيادة الحساسية للبرد
زيادة الوزن
معدل النبض البطيء
الإعياء
جلد جاف وبارد
تساقط الشعر
احتباس الماء
ضعف العضلات
حاجة مستمرة للنوم
صعوبة في التركيز
اكتئاب
الإمساك
في حين كشف معهد الجودة والكفاءة في الرعاية الصحية الألماني عن أعراض أخرى محتملة تدل على قصور الغدة الدرقية، وهي:

ضيق في التنفس
الخمول
تضخم الغدة الدرقية
صوت عميق أجش
تضخم اللسان
دورة شهرية غزيرة أو اضطرابات في الدورة الشهرية
ضعف الخصوبة
الضعف الجنسي لدى الرجال
وخز أو تنميل
ردود فعل بطيئة

أسباب خمول الغدة الدرقية
من أسباب قصور الغدة الدرقية: التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي (التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو المذكور أعلاه)، والقصور الوظيفي الخلقي (طفل واحد لكل 3500 ولادة)، والتهاب الغدة الدرقية تحت الحاد، وخلل في عمل الغدة النخامية.

علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي نقص اليود الواضح أو بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب إلى خمول الغدة الدرقية. وإذا لم يتم علاج القصور الوظيفي، يمكن أن تتطور مجموعة متنوعة من المشاكل، تكون خطيرة في بعض الأحيان. لكن في بعض الأحيان تتعافى الغدة الدرقية من تلقاء نفسها، على سبيل المثال عندما ينحسر الالتهاب.

التشخيص والعلاج
لإجراء التشخيص، سيسأل الطبيب أولا عن الأعراض وسيمس الغدة الدرقية. نظرا لأن العديد من أعراض قصور الغدة الدرقية يمكن أن يكون لها أسباب أخرى، يتم إجراء اختبارات الدم للتوصل إلى تشخيص واضح، كما نقل موقع “هايل براكسيس” الألماني.

من أجل التمكن من التعرف على قصور الغدة الدرقية الخلقي وعلاجه مبكرا، يتم تحديد قيمة “الهرمون المنبه للغدة الدرقية” بشكل روتيني في جميع الأطفال حديثي الولادة. إذا كانت النتيجة غير طبيعية، يتم أيضا قياس مستويات هرمون الغدة الدرقية. ولا ينصح بإجراء الفحص للبالغين.

في علاج القصور الوظيفي، يتم استبدال هرمون الغدة الدرقية المفقود بعقار يتوافق مع هرمون الجسم نفسه. العنصر النشط يجلب مستويات الهرمون إلى المعدل الطبيعي. نتيجة لذلك، عادة ما تختفي الأعراض تماما. ويستغرق العلاج حوالي شهرين إلى 3 أشهر.

وحسب سبب قصور الغدة الدرقية، قد يكون العلاج مؤقتا أو مدى الحياة. في حالة نقص الوظيفة الكامنة، تتم زيادة قيمة “الهرمون المنبه للغدة الدرقية” فقط.

الوقاية
ذكر معهد الجودة والكفاءة في الرعاية الصحية الألماني أنه يمكن الوقاية من خمول الغدة الدرقية بسبب نقص اليود عن طريق توفير كمية كافية من اليود. ومع ذلك، نادرا ما يكون نقص اليود هو السبب في ألمانيا مثلا، بسبب توفره بصورة كافية في ملح الطعام وفي المواد الغذائية الأخرى.

وينصح الخبراء بضمان تناول كمية كافية من اليود في النظام الغذائي، كما في الحليب أو منتجات الألبان وفي أسماك البحر. يوصى أيضا باستخدام ملح الطعام المعالج باليود.

تحتوي بعض المكملات الغذائية أيضًا على اليود. ومع ذلك، فإن مجموع اليود اليومي سيكون مشكلة للجسم إذا تجاوز أكثر من 100 ميكروغرام من اليود، إذ إن أي شخص يستهلك الكثير من اليود على المدى الطويل يزيد من خطر إصابته بفرط نشاط الغدة الدرقية. ومع ذلك، فإن تناول جرعات زائدة من الطعام المحتوي على اليود هو أمر نادر الحدوث، ما عدا تناول الطحالب المجففة، وخاصة الأعشاب البحرية، التي تحتوي على كميات كبيرة جدا من اليود.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button