آخر الأخبارأخبار محلية

عودة الحريري لن تمنح “المستقبل” اكتساحا إنتخابيا يوازي مواجهة حزب الله

لا تحجب الازمات المتعددة  حاجة الاطراف المحلية للنزول عن الشجرة في ظل العجز المتمادي، من هنا يأتي التماهي مع الاستعداد  للانتخابات النيابية بصفتها  الفرصة المتاحة  لتثبيت الاحجام والأوزان قبيل الولوج في التسوية الكبرى على نار إقليمية خفيفة.


في ظل وصول العهد الحالي لمرحلة  العد العكسي تمهيدا للخروج من قصر بعبدا، يعمد التيار الوطني الحر إلى  شن هجوم شامل  على مختلف الجبهات ، و الاجواء تشي بمزيد من المعارك في الشهور الأخيرة من عهد عون، والتي لن تستثني نيرانها حلفاء  الحلفاء قبل الخصوم، لذلك تأتي راهنا  مقارعة رئيس مجلس النواب من زاوية استراتيجية التوازن الدستوري بين الرئاسات، لكن في المحصلة النهائية يعد قانون الانتخابات هو المعركة التي تحسم الحرب الضروس بين الطرفين.

ما يعتبر مفارقة لافتة، سعي الرئيس نبيه بري لعودة الحريري بأسرع وقت ممكن كما “الغزل الباسيلي” والحرص على حقوق  الطائفة السنية بفرز قيادتها دون وصاية، ما يعتبر عمليا نقطة تلاق مشتركة، يأتي ذلك وفق دراسات انتخابية تشير إلى غموض في المزاج السني وعدم القدرة على احتساب تكوين المجلس النيابي العتيد اذا ما قرر الحريري الانكفاء عن خوض المعركة مباشرة وبالتالي معرفة القوى التي ستملأ الفراغ بغض النظر عن حجمه.

يدرك الجميع، بأن طبيعة القانون الانتخابي الهجين سمحت لحزب الله بتحقيق اختراقات على الساحة السنية في الدورة الماضية وكذلك بتضخيم حجم “كتلة لبنان القوي” ، وهو الأمر لن يتكرر في الظروف الراهنة لأسباب عديدة ، ما يفرض على حزب الله الالتحام الكلي بحركة امل وتثبيت الثنائية الشيعية في عمق المعادلة السياسية ما يستدعي إعطاء الاولوية  لتمتين الجبهة الشيعية في وجه الضغوط الهائلة، ومن ثم خوض معركة حماية  التيار الوطني الحر والحد من خسائره قدر الإمكان.

انطلاقا من ذلك ، تشير توقعات إلى سعي الحريري لاستنهاض الشارع السني و خوض المعركة الانتخابية تحت شعار المظلومية  الوطنية، على إعتبار بأن الحريري دفع الأثمان الباهظة جراء التسوية الرئاسية في العام 2016 وصولا إلى الاستجابة السريعة لنداء ثورة تشرين 2019 وتقديم الاستقالة تاركا المركب  للمنظومة الحاكمة التي أرادت التمسك بالسلطة على الارادة الشعبية.

في ضوء ذلك، يرى مراقبون  بأن الحريري أمام تحديات كثيرة أبرزها فقدان السند الخليجي حيث تشدد المملكة السعودية بأنها لن تدعم أشخاصا واحزابا بل تسعى للتعاون مع مشاريع سياسية وفق عناوين محددة أبرزها مواجهة حزب الله والمطالبة بنزع سلاحه، صحيح بأن البيئة السنية تتلقف الخطاب المناهض لحزب الله لكن “تيار المستقبل” لم يعد الإطار الفعلي لمشروع “استرجاع” لبنان إلى الحضن العربي.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى