آخر الأخبارأخبار محلية

هل اصبح “تيار المستقبل” حاجة للقوى السياسية؟

لم يعلن تيار المستقبل بعد عن قراره النهائي المتعلق بالمشاركة بالانتخابات النيابية المقبلة لكن التوجه بات يميل الى العودة عن القرار السابق بالعزوف الكامل عن الاستحقاق النيابي، وبالتالي المشاركة ترشيحا في مختلف الدوائر ذات الطابع السني.

 

في الاصل كان الكثير من المراقبين واثقين بأن “المستقبل” يناور من خلال تسريبه لمعلومة عدم مشاركته في الانتخابات، لان هذا القرار برأي كثيرين يعد انتحارا سياسيا لا يبدو التيار الازرق في وارده في هذه المرحلة، وعليه فإن خوض الانتخابات هو حاجة مستقبلية كبرى.

 

لكن الاهم هو ان الاسابيع الاخيرة اظهرت ان مشاركة المستقبل هو حاجة لغالبية القوى السياسية في لبنان ايضا، ومن مختلف الاتجاهات، وهذا الامر قد يكون احدى اهم اوراق قوة الرئيس سعد الحريري الذي يحضر نفسه للعودة السياسية الى الساحة اللبنانية.

 

لا يخفي النائب وليد جنبلاط رغبته بعودة تيار المستقبل الى الساحة السياسية لا بل يعمل بشكل حثيث من اجل اقناعه بخوض المعركة الانتخابية، لان جنبلاط ومن دون الحريري سيجد نفسه وحيدا بعد الانتخابات، كونه غير راغب بالتحالف العميق مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بحسب ما يقول مقرّبون منه.

 

من هنا يجد جنبلاط ان قدرة المناورة لديه بغياب تيار المستقبل ستكون معدومة، في الوقت نفسه لا تزال القوات اللبنانية تراهن على امكانية التحالف مع المستقبل في الانتخابات لان ذلك يضمن لها الفوز بعدد لا بأس به من النواب الاضافيين. 

 

لذلك وبعكس ما يعتقد البعض، فإن تشتت الصوت السني لن يفيد القوات، ففي عكار وزحلة وبعلبك الهرمل، لا شيء يحسن واقع القوات الانتخابي سوى التحالف مع تيار المستقبل وخوض المعركة الانتخابية في لائحة واحدة مشتركة.

 

اما حزب الله فيرى ان تيار المستقبل هو الخيار الافضل، ويمكن التعامل والتفاهم معه على الساحة السنية، لذلك فإن انسحابه سيترك فراغا كبيرا لن تملأه القوى والشخصيات السنية التقليدية بل تيارات سياسية جديدة اكثر تطرفا الامر الذي سيزيد حدة التوتر المذهبي والطائفي في لبنان.

 

بدوره لا يخفي الرئيس نبيه بري رغبته بعودة الحريري الى الساحة السياسية، وهذا ما قد يكون ايضا الرأي الضمني لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي اوحى به خلال كلمته الاخيرة.

 

اذا، استطاع الرئيس سعد الحريري بتسريبه لفكرة عزوفه عن المشاركة بالانتخابات،  ان يظهر نفسه وتياره بوصفه حاجة لا يمكن للقوى السياسية الاستغناء عنها وهذا ما سيتمكن من “تقريشه” في الانتخابات وما بعدها حيث سيبدأ التمهيد الفعلي للتسوية الكبرى… 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى