حل معضلة العالم… كيف يمكن للقاحات أن “تسبق” المتحورات؟
وفي تقرير بعنوان “كيف يمكن للقاحات أن تتقدم على المتحورات؟” يؤكد الموقع أهمية البناء على تقنية “الحمض النووي الريبوزي المرسال” (mRNA) بالإضافة إلى التقنيات الأخرى المتاحة لتقديم لقاحات أفضل، وركز بشكل خاص على “الرنا” التي تتميز بسرعة الاستجابة والأمان والفعالية من ناحية تقديم استجابة مناعية كبيرة.
وتقنية “الرنا” عبارة عن جزيء ينقل الشفرة الجينية من الحمض النووي إلى الخلية لتنتج بروتينات، مقابل اللقاحات التقليدية على مبدأ الفيروسات المعطلة، وتدرب هذه اللقاحات الجسم للتعرف على “المستضدات”، وهي بروتينات ينتجها الفيروس، ومن شأن ذلك أن يفعّل استجابة جهاز المناعة عند مواجهة الفيروس فعليًّا، بحسب فرانس برس.
وتنقل لقاحات “المرسال” تعليمات جينية لإنتاج هذه المستضدات مباشرة في الخلايا، ويتحول جسم الإنسان إلى مقر لإنتاج اللقاحات.
وفي ما يتعلق بكوفيد-19، يتم إدخال “المرسال” إلى الخلية لجعلها تصنع “المستضدات” الخاصة بالفيروس التاجي المغلف ببروتينات النتوءات الخارجية، وعند الاتصال بهذه البروتينات، يطور الجهاز المناعي أجساما مضادة لتُدافع عنه في حال تعرضه للفيروس.
واللافت أن نتائج التجارب على لقاحي “فايزر” و”موديرنا” فاقت التوقعات بكثير، فالحد الأدنى من الفعالية المطلوبة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي إيه) هو 50 في المئة، في حين أثبت اللقاحان فعالية وصلت إلى أكثر من 90 في المئة.
وتشير “فورين أفيرز” إلى ضرورة التغلب على مشكلة أساسية لهذه التقنية وهي التخزين والشحن في أجواء شديدة البرودة، وتتوقع أن يكون للابتكارات المستقبلية القدرة على تحسين ظروف التخزين بشكل أكبر.
وتدعو إلى ضرورة بناء مصانع لإنتاج اللقاحات بهذه التقنية في الدول النامية، ومساعدة هذه البلدان على بناء القدرة التصنيعية المحلية، وهو ما تعمل عليه بالفعل بعض المؤسسات العالمية، وقد حددت منظمة الصحة العالمية مرافق ستكون “مراكز نقل تقنية mRNA” في أفريقيا وأميركا اللاتينية، وتعمل على تجنيد الشركات الراغبة في إتاحة التكنولوجيا الخاصة بها لهذا الجهد.
ووافق العديد من المؤسسات المصرفية الدولية على المساعدة في تمويل مثل هذه التسهيلات. ومع ذلك، تبدو الشركات المصنعة مثل “فايزر” و”موديرنا” أقل حماسًا لنقل تكنولوجيا التصنيع، لكنهما أبدتا انفتاحهما على بناء مرافق خاصة بهما في البلدان الفقيرة، وهناك العديد من هذه المشاريع في المراحل الأولى من التطوير، بما في ذلك في جنوب أفريقيا ورواندا والسنغال.
ويقول التقرير أيضًا إنه حتى لو تم إنشاء مصانع إضافية، فإن تصنيع لقاحات يتطلب أشخاصًا مدربين وأنظمة مراقبة للجودة وعمليات تنظيمية تضمن تلبية معايير الجودة والسلامة، وهي أمور تحتاج إلى حلول.
ويشير التقرير إلى أن العالم يحتاج إلى لقاحات توفر حماية أكثر ديمومة ضد مجموعة واسعة من فيروسات كورونا ومتغيراتها، ويجب أن يثبت البحث المستقبلي أن لقاحات الجيل الثاني وقائية على نطاق واسع في الحياة الواقعية وأن مناعتها ستستمر بمرور الوقت.
والسباق لتطوير مثل هذه اللقاحات مستمر، وقد أعلن كل من “التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة” و”المعاهد الوطنية للصحة” الأميركية دعمهما لتمويل هذه الجهود.
وستتضمن هذه الجهود تطوير لقاحات جديدة تعتمد على تقنية “الرنا” بالإضافة إلى لقاحات النقالات، ولقاحات البروتين المؤتلف (المصنوع بتقنية DNA)، التي ثبت أيضا أنها فعالة ويستكشف الباحثون طرقا لجعلها تعمل بشكل أسرع.
ولقاحات النقالات، وفق مايو كلينيك، تعمل عن طريق أخذ مواد وراثية من فيروس كوفيد 19 وإدخالها في نسخة معدلة من فيروس آخر (يسمى الناقل الفيروسي). وعندما يدخل الناقل الفيروسي إلى خلايا الشخص، فإنه يوصل مادة جينية من فيروس كوفيد 19 تعطي الخلايا تعليمات لعمل نسخ من البروتين الشائك.
ويقول التقرير إن تقنية “الرنا” هي الأفضل من ناحية إنتاج مستويات عالية جدا من الأجسام المضادة على الأقل في المدى القصير، لكن يجب على المجتمع الدولي أن يواصل تطوير تقنيات أخرى.
وتُظهر التجارب أن خلط اللقاحات بأنواعها المختلفة، مثل خلط جرعة لقاح النقالات مثل “جونسون آند جونسون” بجرعة لقاح “الرنا” يزيد من الحماية.
ويجب على العالم تكييف تقنية “الرنا” للاستخدام المحتمل ضد المتغيرات الجديدة. وقد بدأت كل “فايرز” و”موديرنا” بالفعل في تطوير لقاحات خاصة بأوميكرون، والتي يتوقع الاتحاد الأوروبي وألمانيا أن تكون جاهزة للتوزيع في أوائل عام 2022.
وحتى إذا استطاع المنظمون والمطورون الوفاء بالجدول الزمني الطموح وهو 100 يوم لإنتاج لقاح ضد “أوميكرون”، فإن العالم يحتاج إلى لقاحات جديدة أكثر ديمومة لتجنب المزيد من الحالات والوفيات والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية.
ويقترح التقرير أيضا تعاونا عالميا بشأن توزيع اللقاحات وهو ما قال إنه سيكون الطريقة الأكثر فعالية لوقف انتشار الفيروس.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook