آخر الأخبارأخبار دولية

هل يرقى مدرب “نسور قرطاج” منذر الكبَير إلى تطلعات وطموح الجمهور التونسي؟

نشرت في: 03/01/2022 – 14:44

كان مدرب “نسور قرطاج” منذر الكبَير قاب قوسين أو أدنى من ترك منصبه خلال بطولة كأس العرب التي استضافتها قطر في نهاية 2021. لكنه نجح في قيادة المنتخب إلى الدور النهائي، معززا بالتالي موقعه ومبطلا خطط الاتحاد المحلي الذي كان يستعد لاستبداله بمدرب أجنبي حسب ما أفادت وسائل الإعلام التونسية. فما وراء هذا الرجل الخمسيني، وهل يوفق في مهمة التنافس ضمن كبار القارة الأفريقية في كأس الأمم 2022 بالكاميرون؟  

“إن شاء الله سننافس بقوة على اللقب، وبحول الله سنشرف الراية الوطنية”. كشف مدرب المنتخب التونسي منذر الكبَيَر بكل وضوح عن طموحه في كأس الأمم الأفريقية 2022 لكرة القدم التي تنطلق الأحد في ياوندي. 

وكان الكبَيَر يرد على أسئلة الصحافيين في 29 ديسمبر/كانون الأول عقب إعلانه قائمة “نسور قرطاج” للبطولة القارية، مؤكدا استبعاد ثلاثة لاعبين كانوا حتى الآن أساسيين وهم حارس النادي الأفريقي معز حسن ومدافع ساليرنيتانا الإيطالي وجدي كشريدة ولاعب وسط الدحيل القطري فرجاني ساسي. 

ستشكل الكأس القارية أبرز تحد وأول مشاركة كمدرب بالنسبة لهذا الرجل، البالغ من العمر 51 عاما، والذي تولى تدريبات تونس في 27 أغسطس/آب 2019 ولمدة ثلاث سنوات خلفا للفرنسي ألن جيراس، نحو شهر بعد نهاية كأس الأمم 2019 بمصر التي ودعت فيها “النسور” في نصف النهائي إثر خسارتهم أمام السنغال 1-صفر. 

لقب الدوري مع النادي البنزرتي عام 2013 

فيما ربط الاتحاد التونسي اتصالات بعدة مدربين بينهم اللاعبان الدوليان السابقان نبيل معلول وراضي الجعايدي، انتهى الأمر بتعيين الكبَيَر نظرا لتجربته المحلية الكبيرة بعد أن اختبر قدراته في أبرز الأندية (الترجي والنجم الساحلي والنادي الأفريقي، فضلا عن فريق قلبه النادي البنزرتي). 

واعتبر رئيس الاتحاد وديع جريء آنذاك أن الكبَيَر هو الرجل المناسب، كما تقول الصحافية الرياضية التونسية نعيمة ساسي. فأكدت لفرانس24: “كان الاتحاد يريد رجلا يعرف عقلية التونسيين، وبالتالي برز اسم الكبَيَر بحكم تجربته السابقة في الأندية المحلية وفي المنتخب الأولمبي”. ولكنه لم يفز خلال سنوات التدريب في تونس سوى بلقب واحد هو لقب الدوري مع النادي البنزرتي عام 2013. 

 

وأراد الكبَيَر في بداية مهمته على رأس المنتخب لعب ورقة الهجوم، مرتكزا على خبرة وقدرات ووفاء بعض “القدامى” مثل وهبي الخزري مهاجم سان إتيان الفرنسي ويوسف المساكني نجم العربي القطري وكذلك إلياس السخيري لاعب كولوني الألماني. 

حصيلة إيجابية رغم الانتقادات 

فرغم الانتقادات الموجهة إليه، إلا أن حصيلة الكبَيَر بعد مرور نحو سبعة عشر شهرا على تعيينه مدربا إيجابية إذ إنه فاز بأكثر من 80 في المئة من المباريات التي خاضها “نسور قرطاج” بمختلف المنافسات وآخرها في بطولة كأس العرب حيث خسر في النهائي أمام الجزائر صفر-2 بعد أن فاز على مصر في نصف النهائي. 

قائد المنتخب التونسي يوسف المساكني خلال بطولة كأس العرب في قطر. © حساب الاتحاد التونسي لكرة القدم في تويتر

ويمكن القول أيضا إن رحلة زملاء المدافع علي معلول (الأهلي المصري) في تصفيات كأس الأمم الأفريقية كانت مثالية إذ إنهم تصدروا مجموعتهم التي ضمت ليبيا وتانزانيا وغينيا الاستوائية من دون أي خسارة. وهم بانتظار ما ستسفر عنه قرعة الملحق الأفريقي الخاصة بمونديال قطر 2022 والمقررة في شهر مارس/آذار لمعرفة هوية المنتخبات الخمسة التي ستحظى بشرف تمثيل القارة في كأس العالم في ختام مباريات الفصل.

وتسعى تونس لانتزاع بطاقة التأهل وخوض البطولة للمرة الثانية تواليا، السادسة في تاريخها. فكيف لاتحاد الكرة في تونس أن يقيل مدربا رشح المنتخب لكأس الأمم وهو على مسافة مباراتين (ذهابا وإيابا) من قطر2022؟!  

محنة المدرب المحلي 

العجيب الغريب أن شعبية منذر الكبَيَر ليست في مستوى تطلعات المدرب، وعزت الصحافية نعيمة ساسي هذا الأمر المتناقض مع نتائج الفريق التونسي إلى “قساوة تعامل المناصرين والمشجعين مع المدربين المحليين”، فهم دائما “يرفعون سقف التطلعات إلى أعلى درجة خاصة أنهم يعتبرون الكبَيَر غير كافل للإشراف على تدريب فريق مدجج بلاعبين بارزين”.

ويلقي الشارع التونسي باللوم على مدرب منتخبه القومي لعجزه عن التألق أمام الفرق الكبرى، فقد تعادل مع الكاميرون ونيجيريا فيما خسر أمام الجزائر وساحل العاج. وبالتالي لا يخفي (الشارع) قلقه قبل انطلاق كأس الأمم حيث يدخل وهبي الخزري ورفاقه المنافسة بمواجهة قوية أمام مالي في 12 يناير/كانون الثاني. فلا أحد يقبل بخروج “نسور قرطاج” من الدور الأول، كيف وتونس كلها أمل في الفوز باللقب القاري للمرة الثانية بعد 2004. 

تبدو تصريحات منذر الكبَيَر بشأن “التنافس بقوة على اللقب” مطابقة لمدى تطلعات المشجعين والتونسيين بشكل عام، رغم أن الهدف المسطر رسميا هو بلوغ الدور نصف النهائي على الأقل، كما تؤكد نعيمة ساسي لفرانس24.  

فواضح وضوح الشمس أن أي نتيجة مخالفة للهدف المسطر تعني نهاية المهمة بالنسبة للمدرب. وواضح أن الجمهور التونسي سيجدد الدعم لفريقه، ويهتف في وجه اللاعبين: “لقد صرخت في عروق تونس الدماء (…) ونحيا على عهدها حياة الكرام (…) نموت نموت ويحيا الوطن”.

علاوة مزياني – مع رومان ويكس


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى