آخر الأخبارأخبار محلية

هجوم “شامل”.. كيف سيتلقف “حزب الله” خطاب باسيل “الناري”؟!

كما كان متوقّعًا، افتتح رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل العام الجديد برفع مستوى “التشنّج السياسيّ”، من خلال خطاب ماراثوني طال لساعة كاملة، ووُصِف بـ”الناريّ”، ولا سيّما أنّه انطوى على “هجوم شامل”، صوّب خلاله على خصومه، كرئيس حزب القوات اللبنانية وحاكم مصرف لبنان، ولكن أيضًا على “الأصدقاء”، وفي مقدمّهم “حزب الله”.

 
صحيح أنّ هجوم باسيل على “الحزب” جاء “ملطَّفًا ومخفَّفًا” بعض الشيء، ولم يصل إلى حدّ “فكّ التحالف” معه بالمُطلَق، مكتفيًا بتجديد الدعوة إلى “تطويره”، ولكن بصيغة أكثر شدّة، إلا أنّه حمل بين طيّاته كلامًا عالي السقف وغير مسبوق في تاريخ العلاقة بين الجانبين، وإن عكس “امتعاض” باسيل من “تغليب” الحزب شبه الدائم لعلاقته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على “تفاهمه” معه، متحدّثًا عن بعض الممارسات التي “ما بتقطع”، على حدّ وصفه.

 
لم يتأخّر برّي في الرد “بعنف” على باسيل، وهو ما تجلّى في مقدّمة نشرة أخبار قناة “NBN” التي تخطت كل السقوف والتوقعات حين لم تكتف بوصِف الرجل بـ”الفهلوي”، بل اعتبرت أنّه لم يصدق إلا في كلمة واحدة، اقتطعتها من سياق خطابه، ومفادها “أنا ما بفهم”، فيما تُطرَح تساؤلات عن موقف “حزب الله”، وكيف يمكن أن يتلقّف كلام باسيل، خصوصًا بعدما “اعتكف” عن التعليق أمس، تاركًا المهمّة لأمينه العام السيد حسن نصر الله الذي يطلّ مساء اليوم.
 
لا “طلاق” ولكن!
 
في مؤتمره الصحافي، اختار باسيل “التصعيد”، أو “تسمية الأمور بمسمياتها”، وفق توصيف “العونيّين”، الذين راحوا “يفاخرون” بما اعتبروها “جرأة” زعيمهم، التي لا يستطيع تبنّيها الآخرون، مشيرين إلى أنّ ما قاله بحقّ “الصديق”، لا يتجرّأ على التفوّه به حتى “خصوم” الأخير، ممّن اعتادوا على “المواربة” التي لا تخلو من “مناورات”.

 
لكن، بعيدًا عن هذه “الإشادة المجانية” من قلب الفريق “العونيّ”، ثمّة انتقادات واسعة وُجّهت لكلمة باسيل، ووضعتها في إطار “المناورة” أيضًا، حتى إنّ البعض ذهب لحدّ اتهام رئيس “التيار الوطني الحر” بمحاولة “ابتزاز” حزب الله، بدليل أنّه لم يعلن “الطلاق” معه، رغم كلّ “المضبطة الاتهامية” التي رفعها في وجهه، في محاولة منه لجرّ الحزب إليه، بما يتيح له تسجيل “انتصار معنوي” يمكن أن يفيده في الانتخابات التي بدا واضحًا أنّه لا يريدها الآن.
 
ومن هنا، قرأ الكثيرون في كلام باسيل “تخبّطًا وارتباكًا”، حيث قال “الشيء ونقيضه”، في موضوع “حزب الله” وغيره، فهو لا يريد إلغاء ورقة التفاهم ولا تمزيقها، ولكنّه يعتبر أنّها ما عادت تتنفع ولا تلبّي متطلّبات المرحلة، وهو يقول إنّ ممارسات “حزب الله” ما عادت “تقطع”، وهو لا يجد “تبريرًا مقنعًا” لها، ولكنّه يتحدّث في الوقت نفسه عن “مكانة خاصة” للسيد نصر الله في قلبه “لا يعلمها إلا الله”، على حدّ تعبيره، في ما بدا “استعطافًا” للحزب بالمقام الأول.
 
“حزب الله” يتفهّم؟!
 
وبانتظار “ترجمة” كلام باسيل على أرض الواقع السياسيّ، تتّجه الأنظار إلى الكلمة المرتقبة للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله مساء اليوم، والمجدولة مسبقًا ربطًا بالذكرى السنوية لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والتي يتناول فيها آخر التطورات، التي يفترض أن تكون كلمة باسيل، وقبلها كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون، جزءًا منها، بعيدًا عن سياسة “التطنيش” التي كان يعتمدها سابقًا، ولا يبدو أنّها نفعت.
 
وإذا كان باسيل استبق كلمة نصر الله، بالردّ سلفًا على “انتقاد” قد يوجّهه له الأخير، الداعي دومًا لمعالجة كلّ أنواع التباينات بين الحلفاء والأصدقاء خلف الغرف المغلقة وليس في العلن، فإنّ التقديرات تشير إلى أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” سيتلقّف “رسائل” باسيل، ولكن من دون أن يواجه “التصعيد بالتصعيد”، وذلك على قاعدة “التفهّم” للحيثيات والدوافع التي انطلق منها رئيس “التيار الوطني الحر” في التعبير عن هواجسه.
 
ورغم “الصمت” الذي لاذ به “حزب الله” وكل المحسوبين عليه بانتظار “الكلمة الفصل” للسيد نصر الله، لا يُتوقَّع أن يشبع الأخير “فضول” الجميع، بحيث يتوقّع كثيرون أن تقتصر كلمته في هذا المضمار على بعض “العناوين العريضة”، فهو لن يتعامل مع باسيل كـ”خصم”، ليس لأنه لا يزال بحاجة إلى “غطائه” في الساحة المسيحية فحسب، ولكن قبل ذلك لأنّه، بعكس ما صُوّر، وجد في أسلوب الخطاب “إيجابيات” تفوق “السلبيّات”، وهنا بيت القصيد.
 
يقول البعض إنّ “حزب الله” كان “على علم” بما سيقوله باسيل، وإنّه “مقتنع” بأنّ مشكلة الأخير كانت ولا تزال مع رئيس مجلس النواب بالدرجة الأولى، وقد “خابت” كلّ محاولات تقريب وجهات النظر بين الطرفين، التي لعب “الحزب” نفسه دورًا على خطّها. لكن “الأزمة” بالنسبة إلى كثيرين، تكمن في أنّ باسيل لا يزال “مقتنعًا” بأنّ الحزب يمكن أن “يختاره” على حساب بري، في لعبة “مفاضلة” لا تبدو متكافئة ولا متوازنة بالمُطلَق!. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى