جنوب أفريقيا تشيع بطل مكافحة الفصل العنصري ديسموند توتو في مراسم متواضعة
نشرت في: 01/01/2022 – 14:53
شيعت جنوب أفريقيا السبت في مراسم متواضعة بطل مكافحة التمييز العنصري ديسموند توتو بكاتدرائية كيب تاون الأنغليكانية، والتي اختتم بموجبها أسبوع من الفعاليات التكريمية لهذا الاسم البارز في تاريخ البلاد. وجاءت هذه المراسم انسجاما مع توصياته، إذ طلب بأن تكون بسيطة. ويلقب توتو “بصوت من لا صوت له” حسب وصف الزعيم التاريخي الراحل نيلسون مانديلا.
في كاتدرائية كيب تاون الأنغليكانية التي ندد منها مرارا بنظام الفصل العنصري في عظاته، شيعت جنوب أفريقيا السبت ديسموند توتو، بعد أسبوع من الفعاليات التكريمية لهذا الاسم الكبير في تاريخ جنوب أفريقيا.
فتحت سماء ملبدة بالغيوم ووسط أمطار خفيفة، توافد أقارب أسقف كيب تاون السابق وأصدقاؤه وعدة كهنة، وأيضا أرملة آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا فريدريك دي كليرك في مجموعات صغيرة إلى الكنيسة.
مراسم بسيطة
وجاءت هذه المراسم وفق توصياته. فقد شدد توتو المعروف خصوصا بلقب “ذي آرتش”، والذي توفي في السادس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر عن 90 عاما على ضرورة أن تكون بسيطة. وهو اختار المتحدثين فيها والنصوص.
وتوجهت ابنته مبو للحضور قائلة: “كان والدي ليقول إن المحبة النابعة من العالم أجمع تجاهنا (هذا الأسبوع) تثلج القلب. ولكم منا جزيل الشكر على هذه المودة الفائقة”.
ومن المفترض أن يلقي الرئيس سيريل رامابوزا كلمة التأبين بعد المناولة، على أن يسلم لأرملة توتو الملقبة تحببا “ماما ليا” راية وطنية، وهو التكريم العسكري الوحيد الذي سُمح به في هذه المراسم.
وقد صُنع النعش، الذي سُجّي فيه خلال اليومين الماضيين في كاتدرائية سانت جورج ليتسنى لآلاف الأشخاص تخليد ذكراه، من خشب الصنوبر الفاتح. وقد طلب أن يكون “أرخص ما يمكن” في بلد تشكل فيه عادة مراسم التشييع مناسبة لإظهار البذخ.
ولم توضع مقابض مذهبة لحمل النعش، وتقتصر الزينة على باقة من القرنفل الأبيض فوق النعش وهي جل ما أراده ديسموند توتو الذي أوكل صديقه المقرب الأسقف السابق مايكل ناتل بإلقاء العظة. وعندما كان توتو رئيس الأساقفة، كان ناتل مساعده.
وفي السنوات الأخيرة من نظام الفصل العنصري، كانت العلاقة “بين زعيم أسود ديناميكي ومعاونه الأبيض” لافتة بصورة خاصة “كاستبشار بما قد يكون عليه بلدنا المنقسم”، حسب قول ناتل خلال العظة، مؤكدا أن هذه العلاقة “ضربت وترا حساسا في قلوب كثيرين وأذهانهم”.
“صوت من لا صوت لهم“
وذكر أيضا بأن نيلسون مانديلا كان يلقب توتو “بصوت من لا صوت لهم”، صوت “صارخ تارة وحنون تارة أخرى لا يخاف أبدا ونادرا ما يكون غير مطعّم بالفكاهة”.
وشهد هذا الأسبوع عدة فعاليات تكريمية للمونسينيور ديسموند توتو في جنوب أفريقيا والخارج. واستذكر أبناء بلده جرأته في وجه السلطة الاستبدادية في بريتوريا.
وفي سويتو خصوصا حيث خدم لفترة طويلة، ندد بأعمال العنف التي طالت الطلاب خلال احتجاجات حزيران/يونيو 1976 التي قمعت قمعا دمويا. وبعيد تلك الحادثة، بات صوت نيلسون مانديلا المسجون في جزيرة روبن آيلند. وتلقى تهديدات من الشرطة والجيش. ولم يفلت من السجن سوى بفضل رتبته الكهنوتية.
وهو كان يقف “درعا لنا” خلال المظاهرات، حسب ما قال بانيازا ليسوفي المسؤول في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي “إيه إن سي” الحاكم الذي شارك في هذا النضال التاريخي في البلد.
وصرحت غراسا ميشيل، أرملة مانديلا، أنه “كان يقف بحزم وبلا خوف في طليعة المظاهرات وثوبه يرفرف في الهواء وصليبه يحمينا كدرع”.
واختار ديسموند توتو لجنازته إنجيل يوحنا الذي ترد فيه الآية التالية “وصيتي لكم: أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook