آخر الأخبارأخبار محلية

تحديد موعد الانتخابات هل يؤشّر لتأكيد حصولها؟

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: يؤكد السياسيون مبدئياً أن الانتخابات حاصلة بكل المعايير ولكنها تأتي في ظروف اقليمية ودولية هامة جداً، قبل ولادة منتظرة لاتفاق دولي حول الملف النووي الايراني، وفي الوقت الذي ينتظر الجميع ان تدخل العلاقات السعودية الايرانية مرحلة الاستقرار، وفي وقت سلم المجتمع الدولي باستمرار الرئيس السوري بشار الاسد في سدة الرئاسة وسط علامات استفهام حول من سيكون الشريك في الإعمار سورياً.

أبعاد كثيرة للبنان بدوره السياسي وتركيبة نظامه الداخلي وتحدياته الاقتصادية والكشف عن ثرواته المنتظرة، كلها سيكون لها تأثيرها على الاستحقاق ربطاً بمصير البلد المتأثر بالعوامل الخارجية، ووسط جموح مسيحي تجاه لامركزية ادارية بالحد الادنى وصل الى حد المطالبة بالفدرالية.

ستحرك الانتخابات كل تلك العناوين والمنتظر ان تفرز خيارات اساسية على مستوى تركيبة الدولة والنظام.أما من ناحية التمويل واذا كانت الامكانات الداخلية لن تسمح بتمويلها فإن المجتمع الدولي يبدي كامل استعداده للتمويل، وفي رسالة رسمية طلبت الامم المتحدة من الحكومة تحديد كلفة هذه الانتخابات لتغطية نفقاتها، شرط ان تكون الحكومة شريكاً في تغطية جزء من هذه النفقات. والخوف من ان يدخل عامل المال بقوة فيكون له تأثيره، خصوصاً وان قليلاً من المال سيؤثر في كثير من السياسة هذه الدورة وهذا ما تخشاه الاحزاب التي ليس لها ارتباط بجهات خارجية تمولها. ولجهة التحالفات فقد يكون من المبكر الحديث عنها وتنظر الاحزاب الى بعضها على ان مصلحتها ربما تكون بالائتلاف احياناً او بتظهير الاختلاف، فـ”التيار الوطني” مثلاً يشهد خلافاً بين من يؤيد استمرار التحالف مع “حزب الله” ومن يؤيد التمايز معه وليس المعاداة، كي لا يخسر ما تبقى من وجود سياسي، ومثل هذا المنطق ينطبق على الكثيرين فيضع غياب الحريري الحزب “التقدمي الاشتراكي” في حيرة من امره في التحالفات، فيجد نفسه ضائعاً في البحث عن شريك سني بديل، بينما لا تجد “القوات” حرجاً في الانفتاح على شخصيات سنية خارج تيار “المستقبل”، أما “حزب الله” فسيحاول ان يمرر الاستحقاق بأقل خسائر ممكنة بالنظر للخلاف المستفحل بين “التيار” و”حركة أمل”.

بالموازة لا وجود لما يسمى المجتمع المدني خارج حلبة الصراع السياسي عند المسيحيين، خصوصاً وان الطوائف الاخرى مقفلة لاسباب تاريخية. ويعني هذا ان حلبة الصراع الحقيقية انتخابياً ستكون الساحة المسيحية. لكن السؤال كيف سيكون وضع السنة وهل ستبقى الاكثرية اكثرية؟ حتى اليوم فان اكثر من يستعد جدياً للانتخابات النيابية على انها حاصلة غداً هم “القوات اللبنانية” وجماعات المجتمع المدني، التي صار لكل منها فصيل او جمعية ليكون لها مرشحوها، ما يهدد وحدتها. مسافة ستة اشهر فاصلة عن الانتخابات، فسحة من الزمن كفيلة بأن تقلب الامور رأساً على عقب في بلد يعيش على رمال متحركة وكل يوم هو على حال

المصدر:
غادة حلاوي – نداء الوطن


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى