آخر الأخبارأخبار محلية

الاستعصاء يهدد الصيغة والمؤتمر التأسيس يلوح في الافق

لا يمكن تجاوز محطة المجلس الدستوري في مسار النزاع بين طرفي إتفاق مار مخايل كما  الحرص على ضبط الصراع، ذلك أن  حزب الله ، كما التيار الوطني الحر أمام افتراق حقيقي في العناوين الاستراتيجية عند نهاية عهد الرئيس عون.

تشكل خلافة رئاسة  الجمهورية  منعطفا لا يمكن تجاوزه امام الطرفين ، فالرئيس عون من جهة يخوضها معركة  حياة او موت من أجل وضع كامل ارثه السياسي والشعبي بين يدي خليفته جبران باسيل وهو لن يرضى الا أن يشكل باسيل ممرا إجباريا لكل النقاش المتعلق بالاستحقاق الرئاسي ترشيحا او تمديدا او في حال حصول فراغ كامل.
بالمقابل ، يولي حزب الله حرصا على الالتفاف الشامل  ضمن البيئة الشيعية كضمانة للحماية من حرب ضروس يشنها الغرب في بلد ترتكز صيغته السياسية على تركيبة طائفية ومذهبية من الصعب تجاوزها. لذلك فان اولوية حزب الله راهنا تقضي بتكريس حلفه مع الرئيس نبيه بري ولو على حساب تحالفه التاريخي مع التيار الوطني الحر ، بل يعتبر حزب الله بأن التمايز السياسي فرصة لشد عصب حليفه المسيحي أمام سيل من النكسات والانكسارات.

أمام هذا  الانسداد، ليس من سبيل أمام الحلفاء كما الخصوم سوى اللجوء الى أسهل الطرق وهي التعطيل . فتهديد عون بعدم التوقيع على دورة استثنائية لمجلس النواب يقابله تعنت الثنائي الشيعي بوقف جلسات الحكومة حتى تنحية القاضي البيطار ، وهذا الوضع   لا يمكن تحمل تبعاته في الداخل كما أمام الخارج الضاغط بالعقوبات وبعظائم الأمور وسط اتهامات  بوجه الطبقة السياسية عن مسؤوليتها المباشرة عن الوضع الكارثي الذي اوصل الشعب اللبناني إلى “جهنم الحمرا “.

من هنا، ترصد جهات خارجية كيفية تعامل السلطة مع التحضير للانتخابات النيابية خصوصا بعدما احتلت البند الأول لمختلف زيارات الموفدين إلى لبنان على اختلافهم ، وثمة أطراف في الداخل تستلهم النموذج الليبي او العراقي في الاعداد لخطة ارجاء الانتخابات طالما ان الجميع مأزوم ولو بنسب متفاوتة،. و تكشف معلومات عن إمكاني التذرع بارتفاع نسبة الاصابات بجائحة كورونا كحجة منطقية ، رغم انها غير مقنعة ، يمكن طرحها أمام المجتمع الدولي لارجاء الانتخابات.

أمام هذا الوضع ، يراقب زعيم عايش مراحل الحرب الأهلية وإتفاق الطائف ثم حقبة اغتيال الحريري حتى اليوم  الواقع الراهن بقلق بالغ، فتفكك الدولة وتصدع المؤسسات سيؤدي حكما الى انهيار الصيغة بأكملها ، الامر الذي لم تستطع الحرب الأهلية تحقيقه بقدر ما جاء مؤتمر الطائف لتعزيزها على اسس جديدة.
وفق تفسير الزعيم المذكور ،  يسعى أطراف السلطة نحو فراغ شامل في سيبل عقد مؤتمر تأسيسي يعيد تركيب عقد اجتماعي جديد، ولعل أولى الأهداف التفلت من خارطة الحل الذي وضعت فرنسا ركيزته الأولى مع ولي العهد السعودي، فيما يجهد البعض إلى تكرار  اجهاض المبادرة وربط الحل اللبناني بمسار مفاوضات البرنامج النووي الايراني.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى