آخر الأخبارأخبار محلية

هل فكرتم يوماً بالتخلي عن خوفكم واستسلامكم؟…. “رامي” فعلها

“رامي” ابن الـ26 سنة يخرج صباحا من منزله يكسر صمت المدينة ويسابق رتابة الأيام التي حوّلت شبابنا الى جيل مستسلم وضائع وباحث عن مستقبل تناتشه السياسيون والتجار بالشراكة مع طوابيرهم البشرية التي نسيت أو تناست أهمية الرفض وعدم الاستسلام وتعايشت مع مفاهيم الاستزلام والوسائط التي انتجها المجتمع اللبناني وحولها قاعدة ثابتة في مختلف مفاصل البلاد.

الفرح في عيون الفقراء والمتعبين والموجوعين

“لا أريد ان أهدر أيامي ولا اريد ان تذهب سنواتي وأنا في حالة انتظار وبحث عن فرصة عمل أو عن تأشيرة تخرجني الى عالم غريب قد لا يحبني وقد لا أحبه، احاول ان استمر هنا وأرغب في ان أخلق ما ينفعني وينفع غيري وأبحث عن تحقيق ذاتي رغم كل المشاكل والأزمات التي أجبرنا أن نعيشها”.

هكذا يصف رامي حاله، لا بل هكذا يحاول الصمود في مجتمعه عبر تطوعه في “مطبخ مريم” الذي انطلق في منطقة الكرنتينا مباشرة بعد انفجار الرابع من آب وآخذ على عاتقه مهمة تأمين الطعام والوجبات اليومية لكل من يحتاجها.

 

 

وفي حديث مع “لبنان24” يقول ابن الـ26 سنة: “لا يمكننا ان نتفرج على الواقع وان نلازم منازلنا طيلة النهار، للأسف لم اتمكن حتى اليوم من ان أجد عملا ثابتا على الرغم من انني تخرجت منذ 3 سنوات وانا احمل شهادة جامعية في الهندسة الداخلية، لذلك وحتى اتمكن من تحقيق نفسي ومن محاولة ارضاء جزء من طموحاتي قررت التوجه نحو العمل التطوعي”.

ويضيف ” في الرابع من آب تحول الجميع في بيروت الى متطوعين، ولن اعود اليوم الى ذلك الوقت العصيب، لكنني سأقول ان حادثة الانفجار هي من عرفني على (مطبخ مريم) الذي فيه وجدت في عيون الكثير من المتعبين والفقراء والموجوعين فرحا لا يمكنني ان أحصل عليه حتى لو جنيت أموال الدنيا كلها”.

ويؤكد رامي أنه مع “مجموعة كبيرة من المتطوعين من جنسيات مختلفة يحضرون بشكل شبه يومي الى مركز المطبخ في الكرنتينا حيث يقومون باعداد الاطباق والمأكولات المخصصة لعدد من الاشخاص الذين تحولوا الى أسرة كبيرة للمطبخ والذين بات المطبخ ومع الأسف ملجأهم الوحيد لتأمين ما يسد جوعهم وجوع عائلاتهم”.

 

 

 

ويرى رامي أن ” الانتظار قاتل ومحاربة الصمت عمل صعب جدا، لذلك على كل شاب لبناني أن يجد متنفسا له، ومتنفسي اليوم منحني القدرة على رؤية الحياة من زاوية مختلفة وساعدني حتى اتمكن من الاستمرار والثبات في أرضي وبين اهلي.

 

وبطبيعة الأحوال لن امضي طيلة حياتي متطوعا لا في (مطبخ مريم) ولا في سواه لكنني سأبقى دائما ممتنا لهذا المكان الذي علمني كيف أكون انسانا”.

هكذا يعبّر رامي عن نفسه وهكذا يخوض الى جانب العشرات من المتطوعين معركته في الحياة محولا “مطبخ مريم” الى مطبخ أحلام ومنصة يمكن من خلالها مشاهدة العالمي الواقعي لا الافتراضي.

 

 

 

نزرع الرجاء مكان الخوف

 

وللوقوف أكثر على احوال “مطبخ مريم” ونشاطه خلال هذه الفترة من السنة، التقى “لبنان24” مؤسس المطبخ الخوري هاني طوق الذي أكد انه “بنعمة الرب وبمساعدة الكثير من الناس استطعنا ان نستمر حتى اليوم، لا بل استطعنا ان ننظم عمل المطبخ ونطوره، فهذا المكان الذي يعمل بجهد لتوزريع الحب والفرح قبل أي شيء آخر وجد نفسه اليوم امام مسؤولية لا يمكن له ان يتهرب منها او ان يتخلى عنها.

فالمطبخ تحوّل الى حالة انسانية تجمع اعدادا كبيرة من الناس الذين عاكستهم ظروف الحياة من اعمار مختلفة وجنسيات متعددة”.

 

 

 

وعن نشاط المطبخ خلال ايام الاعياد يقول طوق “كعادتنا سنستمر في تأمين الوجبات لعائلتنا الكبيرة التي اعتدنا ان نلتقيها كل يوم، لكننا في صدد تحضير حوالي 12000 وجبة جديدة مخصصة لمجموعة من المنظمات والمؤسسات والجمعيات التي تواصلت معنا.

 

وفي أسبوع الميلاد المجيد سيكون لنا أكثر من احتفال يجمعنا بالذين يحاولون البحث عن الفرح والابتسامة والدفىء، واحتفالاتنا التي تتوزع على اكثر من يوم والتي نراعي فيها قواعد التباعد الاجتماعي واساليب الحماية من فيروس كورونا، منقسمة الى جزئين، الأول أمسية مفتوحة للجميع في (مطبخ مريم) يتخللها عشاء وغناء ودبكة وتبادل لعواطف المحبة في ليالينا الباردة.

 

أما الجزء الثاني فهو مخصص لكبارنا، اذ سنجتمع بهم وسنحاول تأمين بعض متطلباتهم كما سنهتم ببعض تفاصيل شكلهم الخارجي مؤكدين لهم ان وجودهم خير وبركة في وسطنا”.

 

ويختم الخوري طوق كلامه معتبرا أن “الانشطة في (مطبخ مريم) ستستمر فنحن نعلم ان الخوف مسيطر على شريحة واسعة من اللبنانيين، لذلك سنعمل وبجهد كبير على زرع الرجاء مكان الخوف مرددين ان (الرب في وادي ظلال الموت سوف يقودنا الى المراعي الخصيبة)، فالرب الأمين على كلامه سيقودنا حتما نحو الخروج من محنتنا وازماتنا وسيعيلنا على بناء بلد يشبه طموحاتنا وطموحات اولادنا”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى