“حزب الله” بين بري وباسيل: الخيار الصعب!
تكمن معاناة الحزب في الاصل، في انه غير قادر على حسم الجبهة التي سيقف الى جانبها بالكامل، فمصالح حارة حريك تجعلها غير قادرة، او اقله غير راغبة بفك التحالف مع “التيار” وفي الوقت نفسه، لا تضع الخلاف مع حركة امل في حساباتها.
قبل اشهر من الانتخابات النيابية المقبلة، يجد حزب الله نفسه امام لحظة الحقيقة، او يكاد يصبح ملزما على اختيار الجهة التي سيساندها في ظل انفجار الخلاف بين العهد ورئيس مجلس النواب نبيه بري قبيل الانتخابات التي توصف بالمصيرية.
لم يعد “التيار الوطني الحر “قادرا على المناورة امام جمهوره، فسقفه السياسي العالي في مواجهة “امل” جعل من موقف حزب الله الرمادي سببا للامتعاض من قبل العونيين، وباتت القاعدة العونية بحاجة لخطاب مختلف من قيادتها تجاه الحزب وهذا ما قام به رئيس التيار جبران باسيل قبل يومين.
يبدو السؤال عمن سيختار الحزب، اعجازياً. لا اجابة على مثل هذا السؤال في الضاحية، فالمصلحة هي بإرضاء الحليفين، ولا خيار ثالثا في الاساس. من غير الوارد ان يذهب الحزب بعيدا في التمايز مع حركة امل، لان حسابات البيئة الشيعية هي اولوية مطلقة وبالتالي فإن توتير الاجواء الشعبية والاعلامية مع حركة امل من سابع المستحيلات.
اما فيما يخص العلاقة مع العهد ومع التيار الوطني الحر، فالحزب مصر عليها، ويحاول تعزيز واقع التيار في كل الصعد وتحديدا الانتخابية، لان اي خلاف مع التيار يعني حكما خسارة الاكثرية النيابية وخسارة الغطاء السياسي المسيحي الذي يعول عليه الحزب كثيرا في المرحلة المقبلة.
لقد اختار حلفاء الحزب اسوأ توقيت لتفجير خلافهما، اذ ان الحسابات الانتخابية تشير الى انه في حال رغبة “الاكثرية” بالحفاظ على اكثريتها، فالفرصة الوحيدة المتاحة هي خوض الانتخابات على لوائح موحدة يكون التيار الوطني الحر جزءا منها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook