بعد 10 سنوات من “عايزة أتجوز” .. هند صبري تعيد “علا عبد الصبور” إلى الشاشة
“أنا علا عبدالصبور … عايزة أتجوز… وحكايتي لسا ما خلصتش.”
أتذكرون علا؟ الشخصية الكاريكاتورية التي أطلت علينا عبر شاشات رمضان قبل نحو 10 سنين. عقدتها الأساسية هي أنها أصبحت في الثلاثينات من العمر ولم تتزوج بعد! هذا الأمر خلق كثيرا من المواقف بينها وبين عائلتها وصديقاتها في العمل، وبين الشبان الذين تلتقيهم في الحلقات المختلفة. ثلاثون حلقة حينها عايشنا خلالها حياة علا، ومصيرها الذي لم نعرفه حتى مع نهاية الحلقة الأخيرة.
اليوم، وبعد عشر سنوات، علا تعود بتحديات جديدة، وبحياة مختلفة، وبشخصية لا ندري إن كانت ستستمر في كارتونيتها، أم أنها أصبحت أكثر نضجا وقربا من الواقع. هذا كله سنشاهده في المسلسل الجديد “البحث عن علا”، الذي سيعرض قريبا على منصة نتفليكس، ويتكون من 6 حلقات، وتؤدي فيه الممثلة القديرة هند صبري دور علا (بالطبع)، ولكنها تطل هذه المرة أيضا كمنتجة تنفيذية للعمل، وهي المرة الأولى التي تخوض فيها هند صبري هذه التجربة.
حظيتُ عبر CNN بالعربية بلقاء هند، والحديث إليها عن هذه التجربة، وعن عودة علا بعد عشر سنوات، وعما تعنيه هذه الخطوة بالنسبة لمشاريع تمكين المرأة العربية بصورة عامة.
بداية، تؤكد هند صبري أن “البحث عن علا” ليس جزءا ثانيا لمسلسل “عايزة أتجوز”، فهو قصة علا بعد عشر سنوات، وهي في عالم مختلف، ومحاطة بشخصيات مختلفة. باختصار، “البحث عن علا” هو فصل جديد في حياة علا عبد الصبور.
تقول هند إن حكاية علا هي حكاية لا تنتهي أبدا، فهي حكاية كل امرأة عربية كانت خلال فترة من حياتها تحلم بالزواج وتكوين أسرة. هي تلك الفتاة التي تعلمت وعملت، ولديها عائلة وأصدقاء، وفي حياتها تحديات وأحلام ومحرمات تحاول الموازنة بينها كلها.
بينما كانت هند صبري تتحدث، أحسست أن هناك رابطا خفيا بينها وبين علا عبدالصبور، يجعلها قريبة جدا إلى قلبها، فما الذي يجعل هند تختار إعادة هذه الشخصية إلى الشاشة من دون كل الشخصيات الأخرى، وبعد عشر سنوات؟
هند لم تتأخر في الإجابة، إذ يبدو أن علا بالنسبة لها ليست كأي شخصية أخرى قدمتها، فهي كانت بمثابة “مفتاح الشيفرة” بينها وبين الجمهور. تقول هند: “هناك دائما شيفرة ثقافية أو رسائل معينة الممثل يرغب في إيصالها من خلال شخصيات لديها مثل هذه الإمكانيات، وعلا بالنسبة لي هي الشخصية المثالية التي تجعلني كامرأة عربية في سن علا وفي سن الكثير من النساء في الوطن العربي قادرة على الحديث عن مشاكلنا.”
“منذ قرأت الكتاب واكتشفت شخصية علا، وهي من إبداع غادة عبدالعال، الكاتبة الأصلية للمدونة والكتاب، وواحدة من مجموعة كتاب وكاتبات “”البحث عن علا””، شعرت بأن هذه هي الشخصية التي أريد أن أتمسك بها، وأن تقول على لساني كل ما أريد إيصاله للناس”.
المسلسل الذي عرض عام 2010، عرض بعد ذلك عبر محطات تلفزيونية عديدة، وتعيد نتفليكس الآن عرضه أيضا، وهو ما أعطى فرصة للكثيرين لإعادة مشاهدته مرة أخرى، والاطلاع عليه من وجهة نظر مختلفة، هي ليست بالضرورة مشابهة لوجهة النظر السابقة عند عرضه لأول مرة. هذا الأمر يعكس حقيقة أن حيواتنا وشخصياتنا أيضا تغيرت، وليست علا عبدالصبور فحسب.
أنا تابعت المسلسل حينها، وكلي فضول لمعرفة شكل حياة علا بعد كل هذه السنوات. ولكنني تساءلت في نفسي: “هل يا ترى جيلي فقط هو من سيرغب في مشاهدة المسلسل؟ أم أن حمّاه قد تنتقل إلى الجيل الأصغر سنا؟”
هذا السؤال لم أحتفظ به لنفسي.. وإنما حرصت على أن أشاركه مع هند، علها تعينني بالإجابة عليه!
“بما أن المسلسل يعرض حاليا على نتفليكس، شاهده الكثير من أبناء وبنات الجيل الأصغر، وحاز على إعجابهم، نظرا لأنه يتناول مشاكل اجتماعية لا زالت هناك الكثير من الفتيات يعانين منها، وشعروا أن هذا المسلسل يخاطبهم، برغم أن العالم العربي تغير خلال السنوات العشر الماضية كثيرا. اليوم وبعد كل هذه التغيرات، شعرنا أن هناك ضرورة للحديث عن علا جديدة ومختلفة. كما أن الجمهور اليوم يشعر أنه يمتلك علا، فبإمكانه تخيلها بالطريقة التي يريد”.
هند تطل في هذا المسلسل بدور علا وهي أيضا منتجة منفذة له، وهو دور تلعبه للمرة الأولى. وحول هذا الدور، تقول هند صبري: “بالمعنى الأمريكي، المنتج المنفذ هو Show Runner، أي هو الشخص المسؤول عن الناحية الإبداعية وجودة المحتوى للمسلسل سواء كانت الكتابة أو الإدارة الفنية أو اختيار الفريق وحتى تسليم المسلسل إلى نتفليكس”.
وتضيف: “خلال هذه التجربة، اكتشفت جميع التحديات التي تواجهها المرأة في العمل السينمائي كالإخراج والإنتاج وغيرها، والأسئلة التي تواجهها النساء في بيئة العمل هذه مثل: هل تدرك ماذا تفعل؟ وهل سنسير وفقا لرأيها؟ وهل “”كلمتها هي اللي ح تمشي؟””. لكل هذه الأسباب كنت بحاجة أن أكون موجودة في كل التفاصيل. لذا أتمنى أن أكون قد سهلت الطريق أمام سيدات أخريات يرغبن في خوض هذا المجال.”
مسلسل البحث عن علا يعود بوجوه مألوفة أحببناها ونقدرها، فالرائعة سوسن بدر تعود بدور أم علا، والممثل القدير هاني عادل يعود في دور هشام زوج علا، والفصل الجديد من حياة علا سيكون بتوقيع المخرج هادي الباجوري.
في النهاية، وبعد تصوير المسلسل وإعداده ليكون جاهزا للعرض قريبا، هل هند صبري راضية عما قدمته؟
“أشعر بالرضا عن الكتابة والإخراج، وراضية أنني تعلمت من هذه التجربة الكثير . بشكل عام، كنت عنيدة جدا، وهناك الكثير من العناصر التي لم أرض أن أتنازل عنها مطلقا، وفخورة بنفسي لأجل ذلك. وكانت هناك عناصر أخرى تنازلت فيها، لأنها معادلة تستدعي التوازن.”
هند صبري بانتظار عرض المسلسل والتعرف إلى رأي الجمهور في الفصل الجديد من حياة علا عبدالصبور. فهل سيجد الجمهور علا بحلّة ترضيه بعد كل هذه السنوات؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook