“تقدم طفيف” لإحياء الاتفاق النووي مع طهران ودعوات أوروبية لاستئناف المحادثات

في الجولة السابعة من المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، غادر الجمعة المفاوضون فيينا معربين عن إحراز “تقدم طفيف” في المفاوضات الرامية الاتفاق النووي مع طهران، بينما أكد الدبلوماسيون الأوروبيون على ضرورة العودة سريعا إلى طاولة المفاوضات داعيين الجانب الإيراني إلى استئناف المفاوضات تجنباً لفشلها. وأعرب رئيس الوفد الإيراني المفاوض علي باقري عن رغبته في العودة إلى طهران وتوقف المحادثات لسبب لم يحدد، الأمر الذي اعتبره المفاوضون “مخيباً للآمال”.
قال المفاوضون حول الملف النووي الإيراني الجمعة أثناء مغادرتهم فيينا إن رئيس الوفد الإيراني المفاوض علي باقري عبر عن رغبة في العودة إلى طهران، معتبرين توقف المحادثات لسبب لم يحدد “مخيباً للآمال”.
وتحدث المفاوضون عن تقدم طفيف في المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة استئناف هذه المحادثات في أسرع وقت تجنّباً لفشلها.
وأكد الدبلوماسيون أن جميع الشركاء الآخرين “مستعدون لمواصلة المحادثات” ودعوا الإيرانيين إلى “استئنافها سريعا” وتسريع وتيرتها.
“نهاية الطريق”
وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إنه “تم إحراز بعض التقدم على المستوى التقني في الساعات ال24 الأخيرة” في المحادثات التي عقدوها في فيينا بهدف إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى. لكنهم حذروا من “أننا نتجه سريعاً إلى نهاية الطريق في هذه المفاوضات”.
واختتم المفاوضون الأوروبيون مع نظرائهم من إيران والصين وروسيا الجولة السابعة من المفاوضات بعد أيام عديدة من المحادثات المكثفة، ولم يحددوا موعداً للجلسة المقبلة التي يأملون أن تعقد قبل نهاية السنة.
للمزيد- النووي الإيراني: باريس تعبر عن “خيبة أمل” وترى أن مقترحات طهران لا تشكل “أساسا معقولا” لأي اتفاق
“لا تسير بشكل جيد”
وفي تعليق على مسار المحادثات قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان “لا تسير بشكل جيد بمعنى أنّنا لم نجد بعد سبيلاً للعودة إلى الاتفاق النووي”.
وتابع “نحن نسدد فواتير القرار الكارثي بالخروج من الاتفاق في العام 2018″، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي وضع سقفا للبرنامج النووي الإيراني.
لكن سوليفان وفي كلمة ألقاها أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن قال إن المحادثات أحرزت في الأيام الأخيرة “بعض التقدّم”.
وأشار مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى أن بلاده تنسق مع الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في الاتفاق النووي أي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ومع الصين وروسيا.
وقال الموفد الروسي ميخائيل أوليانوف إنه كان من المقرر أن تستأنف المحادثات من حيث توقفت في حزيران/يونيو حين طلبت طهران تعليقها بسبب الانتخابات الإيرانية.
وأضاف في تغريدة أن الجولة الأخيرة كانت “ناجحة بمعنى أنها أرست أساساً صالحاً لمفاوضات أكثر عمقاً”.
وتابع “الآن يفهم المفاوضون بعضهم البعض بشكل أفضل”.
“أفضل مما كان يمكن أن تكون”
من جهته قال مسؤول أمريكي كبير إن هذه الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا كانت “أفضل مما كان يمكن أن تكون” و”أسوأ مما كان ينبغي أن تكون”.
وشدد المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه على وجوب “حصول تسريع كبير” لوتيرة المفاوضات، مؤكداً أن المفاوضين الأمريكيين مستعدين للعودة إلى فيينا قبل حلول العام الجديد.
وقال “إذا استغرق الأمر كل هذا الوقت الطويل للاتفاق على جدول أعمال مشترك، فتخيلوا كم من الوقت سيستغرق حل القضايا المدرجة على جدول الأعمال”.
“تحركات أخرى لإخافة إيران”
لكن عدداً من المسؤولين الأمريكيين السابقين ومن بينهم ليون بانيتا، وزير الدفاع في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما والجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، حضوا بايدن على إطلاق مناورات عسكرية كبرى أو تحركات أخرى لإخافة إيران.
وقال هؤلاء المسؤولون السابقون في بيان مشترك “من دون إقناع إيران بأنها ستعاني من عواقب وخيمة إذا ما استمرّت بمسارها الحالي، ستكون الآمال بنجاح الدبلوماسية ضئيلة”، مبدين في الوقت نفسه دعمهم لتقديم مساعدات إنسانية للشعب الإيراني.
“يجب الدخول في صلب الموضوع”
وقال منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا للصحافيين أمام قصر كوبورغ في العاصمة النمساوية حيث عقدت المحادثات “ليس لدينا أشهر أمامنا وإنما أسابيع”.
وأضاف “لا يمكنني أن أعلن بعد عن موعد رسمي” لاستئناف المفاوضات.
وبعد جولة أولى في الربيع قطعت بسبب انتخاب رئيس إيراني جديد من المحافظين المتشددين في حزيران/يونيو، التقى الدبلوماسيون في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر وأجروا منذ ذلك الحين محادثات مكثفة تخللها توقف قصير.
وأكد مصدر من مجموعة الدبلوماسيين الثلاثة “لقد اتفقنا أخيرا على نقطة انطلاق للمحادثات” بعدما كان قد أشار قبل أيام إلى المطالب “المتشددة” لطهران.
وأضاف “الآن يجب الدخول في صلب الموضوع”.
من جهته، قال كبير مفاوضي طهران علي باقري “تضمنت هذه الجولة من المحادثات نقل آراء ومواقف الحكومة الجديدة”، مضيفا “لدينا الآن مسودتان جديدتان، الأولى حول إلغاء الحظر المفروض والثانية حول الإجراءات النووية”.
ويكمن التحدي الأساسي للمفاوضات في إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، حيث تشارك واشنطن بشكل غير مباشر.
وفي 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم في فيينا عام 2015 ويهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية ضد إيران. ثم أعادت فرض عقوبات على طهران تؤثر بشدة على الاقتصاد الإيراني.
وبعد نحو عام من الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجا عن تنفيذ غالبية الالتزامات الأساسية التي ينص عليها.
“بادرة حسن نية”
كما أن وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة مراقبة الطابع السلمي للأنشطة الإيرانية، إلى المواقع خفض كثيرا في الأشهر الماضية.
وتوصلت الوكالة الأممية التي تشكو من نقص تعاون الجمهورية الإسلامية إلى ترتيب الأربعاء حول استبدال كاميرات المراقبة في موقع كرج النووي في غرب طهران.
وكانت هذه المعدات تضررت في 23 حزيران/يونيو الماضي حين أعلنت إيران عن إحباط عملية “تخريب” طاولت أحد المباني التابعة لمنظمة الطاقة الذرية غرب طهران، واتهمت إسرائيل بالوقوف خلفها. وأفادت وسائل إعلام إيرانية في حينه أن المبنى المستهدف كان منشأة كرج.
وما وصفته الجمهورية الإسلامية ب”ببادرة حسن نية” من جانبها أتاح تجنب “أزمة على المدى القصير” وانفراج أجواء المحادثات بعض الشيء، بحسب ما قال خبراء.
وأشاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الجمعة أمام الصحافيين ب”خطوة مهمة”.
لكن غروسي عبر عن “شكوك” بشأن عدم وجود بيانات من إحدى كاميرات المراقبة للموقع.
وقال “آمل أن يعطونا إجابة لأن من الغريب جدا” أن تختفي.
وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي قال الخميس إنّه قبل إعادة تركيب الكاميرات، ستقوم الوكالة الدولية “بشرح طريقة عملها بحضور مسؤولي الأمن والقضاء لدينا”.
وإيران مقتنعة بأن التخريب الذي حصل في كرج أصبح ممكنا من خلال قرصنة معلومات جمعتها كاميرات المراقبة هذه.
وشدد غروسي على أن هذه فرضية “سخيفة” وقد حضر إلى المؤتمر الصحافي مع إحدى هذه الكاميرات لدعم تصريحاته.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook