آخر الأخبارأخبار دولية

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يحكم قبضته على الدولة الأكثر عزلة بالعالم


نشرت في: 17/12/2021 – 18:13

رغم أنه كان يبدو عندما تولى مقاليد الحكم في كوريا الشمالية في 2011 خلفا لوالده، منفتحا على الخارج وساعيا إلى تنفيذ إصلاحات اقتصادية، إلا أن كيم جونغ أون الذي كان شغوفا برياضة كرة السلة ودرس في سويسرا، بات زعيما لواحدة من أكثر الدول عزلة بالعالم.

بدا كيم جونغ أون حينما تولى الرئاسة في كوريا الشمالية قبل عشر سنوات منفتحا على التأثير الأجنبي والإصلاح الاقتصادي، لكن البلاد عادت سريعا إلى عزلتها.

وعبر خلافة والده في 2011، وجد كيم الذي كان شغوفا برياضة كرة السلة ودرس في سويسرا، نفسه على رأس إحدى أكثر الدول انعزالا بالعالم. وفي البداية، أظهر رغبة في تخفيف سيطرة الدولة على الاقتصاد وغض نظره عن تطور السوق السوداء، ومكنت هذه المبادرات الخاصة المتواضعة جدا البلاد من تسجيل أقوى نمو لها منذ 17 عاما في 2016، بحسب المصرف المركزي في كوريا الجنوبية.

في الوقت نفسه، أقام كيم اتصالات مع سول وذهب إلى حد دعوة نجوم كوريين جنوبيين لتقديم حفلات في بيونغ يانغ. وفي 2012، غنى فنانون في العاصمة الكورية الجنوبية أغنية “ماي واي” الشهيرة لفرانك سيناترا، وبعد ست سنوات، قدم نجوم موسيقى كيه بوب أغنية الفيلم الأمريكي “روكي”.

لكن ومنذ ذلك الحين، أدت العقوبات الدولية التي فرضت على بلاده في 2017 بعد تجارب صاروخية وتجربة نووية، لإلحاق خسائر فادحة باقتصادها. كما أدى إغلاق حدودها في يناير/كانون الثاني 2020 للتصدي لفيروس كورونا إلى تفاقم الوضع.

“أسوأ فترة عرفتها البلاد”

ولمواجهة ذلك، عزز الزعيم الكوري الشمالي قبضته ودعا إلى التضامن الوطني، بحسب محللين. وقال تروي ستانغارون مدير المعهد الاقتصادي الكوري “فرض مزيد من الرقابة يشير إلى تراجع ثقة النظام”. وأوضح ستانغارون “في الأوقات الصعبة، ينبغي للنظام تعزيز سيطرته لإعادة تأكيد سلطته”. في غضون ذلك، فقد الزعيم الثقة بعد لقاءاته المختلفة مع الرئيس الأمريكي وقتها دونالد ترامب والتي انتهت إلى طريق مسدود عام 2019. فقد فشل الزعيمان في الاتفاق حول شروط تخفيف العقوبات.

وشهدت كوريا الشمالية أكبر ركود اقتصادي منذ عقدين في 2020 بحسب المصرف المركزي لكوريا الجنوبية. وخلال مؤتمر الحزب الحاكم في يناير/كانون الثاني، أقر كيم جونغ أون بأخطاء في تنفيذ الخطة الاقتصادية واصفا السنوات الخمس السابقة بأنها “أسوأ” فترة عرفتها بلاده.

واستعاد النظام رسميا السيطرة على كل التجارة الخارجية والأسواق المحلية. وأقرت بيونغ يانغ قانونا يعاقب الأشخاص الذين يملكون مقتنيات كورية جنوبية بالسجن 15 عاما. ونقلت وسائل إعلام كورية شمالية كلام الزعيم الذي حض السلطات على القضاء على “السرطان الخبيث الذي يهدد أيديولوجيتنا ونظامنا الاجتماعي ويعيق الفكر المتفرد”.

صراع مع جيل “جانغمادانغ”؟

وتقمع كوريا الشمالية منذ زمن طويل في إطار ما تسميه “الغزو الإيديولوجي والثقافي”، الوصول إلى الثقافة من الخارج وتفرض أحكاما بالسجن على المخالفين. وكل المحطات الإذاعية والتلفزيونية معدة بشكل لا تستطيع تلقي إلا وسائل الإعلام الحكومية فقط ولا يتمتع الكوريون الشماليون بإمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت العالمية.

لكن وفقا لمحللين، فمن الصعب أن تكون الرقابة شاملة لأن المواد الأجنبية منتشرة في البلاد لا سيما بين جيل الشباب، وذلك بفضل أقراص الذاكرة “يو إس بي” التي تستورد بشكل غير قانوني من الصين خصوصا. وفي دراسة أجراها معهد دراسات السلام والتوحيد في جامعة سيول الوطنية، قال 50 بالمئة من بين 116 شخصا فروا من كوريا الشمالية في عامي 2018 و2019 إنهم كانوا يشاهدون “كثيرا” من البرامج الترفيهية من كوريا الجنوبية.

وفي هذا الشأن، صرح تشو هان-بوم وهو باحث بارز في معهد التوحيد الوطني الكوري، بأن “جيل جانغمادانغ”، الأفراد الذين ولدوا وترعرعوا أثناء المجاعة في التسعينات وبعدها، من المرجح أن يقاوم القمع. وبما أن الدولة لم تكن قادرة على تزويدهم بالحصص الغذائية خلال طفولتهم، نشأوا وهم يتدبرون أمورهم بأنفسهم معتمدين على السوق السوداء للبقاء مع ولاء أقل للحكام بحسب تشو.

وتابع تشو أن “صراعا حتميا سينشأ بين نهج كيم (جونغ أون) المحافظ وجيل الألفية وجيل زد (الذي يلي جيل الألفية) من الشمال الذين يحبون المسلسلات الكورية الجنوبية وموسيقى فرقة البوب الكورية الجنوبية بي تي إس”.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button