الشرطة تداهم متطرفين مناهضين للتطعيم المضاد لفيروس كورونا هددوا بقتل زعيم إقليمي
نشرت في: 15/12/2021 – 17:29
شنت الشرطة الألمانية صباح الأربعاء حملة مداهمات في شرق البلاد استهدفت متطرفين مناهضين للقاح المضاد لفيروس كورونا، هددوا بقتل زعيم إقليمي في رسائل متداولة على تطبيق تلغرام. وتعهد المستشار الجديد أولاف شولتز بمواجهة “أقلية من المتطرفين” متوعدا بالرد “عبر استخدام جميع وسائل دولة القانون الديمقراطية”. وسيتم التصويت في ألمانيا على إجبارية التطعيم خلال أسابيع على أن يدخل حيز التنفيذ في فبراير/شباط أو مارس/آذار المقبل.
تعهد المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز الأربعاء بتعبئة وسائل الدولة في مواجهة “أقلية من المتطرفين” المناهضين للقاحات المضادة لكوفيد-19، بعد تهديدات بالقتل من جانب هذه الحركة استهدفت زعيما إقليميا وعدة مظاهرات.
وتدخلت الشرطة الجنائية لمنطقة ساكسونيا صباح الأربعاء في شرق ألمانيا، تساندها قوات التدخل الخاصة، في أماكن عدة ودهمت خمسة مشتبه بهم في مدينتي دريسدن وهايدينو بعد التهديدات لرئيس حكومة الولاية، أطلقت عبر حساب لمناهضين للقاح المضاد لكورونا على تطبيق تلغرام. وتشكل هذه المنطقة من شرق البلاد معقلا للتيار المناهض للقيود المفروضة لمكافحة كوفيد-19 في البلاد، ولليمين القومي أيضا الذي تقول السلطات إنه يقود الحركة.
وجرت الحملة بعد اختراق صحافيين من شبكة “تسي دي إف” العامة مجموعة في تطبيق المراسلات المشفرة تلغرام، أطلقت على حد قولهم تهديدات بقتل ميكايل كريتشمر رئيس حكومة الولاية الذي يؤيد التلقيح ضد كوفيد-19.
“جريمة خطيرة تهدد الدولة”
وفي هذا السياق، قالت شرطة ساكسونيا في تغريدة على تويتر الأربعاء إنها تشتبه الآن في “التحضير لجريمة عنف خطيرة تهدد الدولة”. وصرح شولتز أمام مجلس النواب “ما هو موجود اليوم أيضا في ألمانيا هو إنكار الواقع وقصص المؤامرة السخيفة والمعلومات المضللة المتعمدة والتطرف العنيف”، متوعدا برد “عبر استخدام جميع وسائل دولة القانون الديمقراطية”.
وكان القضاء الألماني قد فتح تحقيقا غداة بث برنامج في السابع من ديسمبر/كانون الأول كشف محتويات رسائل مجموعة تلغرام التي تضم حوالي مئة عضو “تربطهم معارضتهم للقاح والدولة والسياسة الصحية الحالية”، حسب النيابة.
وتشهد ألمانيا منذ بداية الوباء تعبئة كبيرة ضد القيود الصحية. وتلقى العديد من النواب والصحافيين والمؤسسات في ألمانيا رسائل تهديد بسبب مشروع التطعيم الإجباري، حسبما كشفت شرطة برلين الأربعاء، موضحة بأن الرسائل كانت مرفقة بقطع من اللحم ملفوفة بورق الألمنيوم كتب عليها “ملوثة بفيروسات كوفيد-19 وزيكلون ب”. غير أن التحليلات المخبرية أظهرت أن اللحوم كانت آمنة.
وأضاف المستشار الجديد “لنكن واضحين: أقلية متطرفة صغيرة في بلدنا لم تبتعد عن العلم والعقلانية والعقل فحسب بل عن مجتمعنا وديمقراطيتنا ودولتنا أيضا”، مؤكدا أنه “نحترم الاعتراضات الجادة ونصغي ونسعى للنقاش ونحن منفتحون على النقد والمعارضة”.
وفي بداية ديسمبر/كانون الأول تجمع معارضو القيود المناهضة لكوفيد بصخب خارج منزل وزير الصحة في ساكسونيا حاملين مشاعل ومطلقين صفارات، في مظاهرة تذكر بمسيرات الحقبة النازية. وأثار التجمع استياء في جميع أنحاء البلاد.
وفي مواجهة موجة رابعة عنيفة من الوباء قررت الحكومة تشديد القيود على الأشخاص غير المطعمين المحرومين الآن من دخول معظم الأماكن العامة والمطاعم والمتاجر غير الضرورية. وسيتم التصويت على التطعيم الإجباري في الأسابيع المقبلة ليدخل حيز التنفيذ في فبراير/شباط أو مارس/آذار.
ويقدر عدد المعارضين للتدابير الصحية المستعدين للقيام بأعمال عنف بين 15 وعشرين ألف شخص، حسبما ذكر الثلاثاء في مقابلة مع صحيفة بيلد المسؤول في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم سيباستيان فيدلر، الخبير في القضايا الأمنية. وتشكل جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة المنطقة التي تقع فيها ساكسونيا، أرضا خصبة خصوصا لهذه الحركة. وهي تشهد مظاهرات شبه يومية ضد القيود الصحية تتخللها أعمال عنف في بعض الأحيان.
حملة على تلغرام
ودعا رئيس مؤتمر وزراء الداخلية توماس شتروبل إلى رد فعل حازم من الدولة. وحذر في صحف مجموعة “فونك” من أن الذين “يتصرفون بطريقة منافية للدستور (…) يغادرون الأرضية المشتركة لديمقراطيتنا ويجب أن يخضعوا للمساءلة بكل وسائل سيادة القانون”.
ويستهدف القادة السياسيون في البلاد خدمة تلغرام. وقد طلب وزير داخلية ساكسونيا السفلى بوريس بيستوريوس الاثنين من شركتي غوغل وآبل العملاقتين إزالة هذا التطبيق من متاجر التطبيقات الخاصة بهما. وإلى جانب التجمعات أو التحركات المحظورة، يستخدم التطبيق للترويج لشهادات صحية مزورة.
بدورها، قالت وزيرة الداخلية الفدرالية نانسي فيسر “يجب أن نتحرك بتصميم أكبر التحريض والعنف والكراهية على الإنترنت”، معبرة عن أسفها لأن “خدمات الرسائل ليست مشمولة حاليا” بالتشريعات المناهضة للكراهية على الإنترنت خلافا لتويتر وفيس بوك.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook