الوكالة الوطنية للإعلام – ندوة في عكار لاتحاد الشباب الديمقراطي والسحمراني يشير الى التحرك الطلابي في الغرب كتحول في الرأي العام
وطنية -أقام “اتّحاد الشباب الوطنيّ” في عكار إحدى مؤسّسات المؤتمر الشعبي اللبناني في مركزه في حلبا ندوةً عنوانها: “واقع الساحات ومهمّات المرحلة”، حضرها حشد من الفاعليّات والشباب، وقدّم لها الطالب الجامعيّ في الطبّ رواد رباح عفّان.
بعد الترحيب نقل للحضور تحيّة حبٍّ واحترام من منسّق عامّ المؤتمر الشعبي اللبناني واتّحاد قوى الشعب العامل الدكتور المحامي عدنان بدر، وممّا قاله عفّان: “جاء هذا اللقاء في ظلّ الظروف التي تعيشها المنطقة والعالم من مخاضات ووضع قواعد جديدة، وترسيخ قوّة المقاومة التي جاءت لتؤكّد مقولة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر: ما أُخِذَ بالقوّة لا يُستَرَدُّ بغير القوّة… علينا نحن الاتّحاديّين مسؤوليّة كبرى لمواجهة الغزو الغربي الذي بدأ يضرب القيم والأخلاق والفكر، وواجبنا الاهتمام بتحصين أنفسنا أوّلاً وشبابنا ثانياً فكريّاً وثقافيّاً، ورفع مستوى الوعي والاهتمام بالقضيّة المركزيّة الأمّ؛ القضيّة الفلسطينيّة، مع التزام المقاومة مساراً وحيداً للنصر والتحرير”.
السحمراني
ثمّ ألقى مسؤول الشؤون العربيّة والخارجيّة والشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني ورئيس المجلس العالمي لنصرة الشعب الفلسطيني والقضايا العادلة البروفيسور أسعد السحمراني كلمة قال فيها:” نعيش هذه الأيّام حربيْن عالميّتيْن عسكريّتيْن؛ الأولى ساحتها أوكرانية، والثانية ساحتها فلسطين ولبنان وسوريا والجوار العربي، ومعهما حربٌ اقتصاديّة على مصادر الطاقة من مياه ونفط وغاز بدأت منذ زمن، وكان الأميركيّ يحاول منذ تسعينيّات القرن الماضي أن يتحكّم بمصير العالم من خلال العولمة، زاعماً أن القرن الحادي والعشرين سيكون زمن سيطرته ونفوذه، ونذكر أنّ الأخ الرمز كمال شاتيلا قال في مقالة له عام (٢٠٠١م): القرن الحادي والعشرون لن يكون أميركيّاً، وقد صدق استشرافه المستقبليّ، وها هي اليوم الولايات المتّحدة الأميركيّة وحلفاؤها الغربيّون وشريكها العدوّ الصهيونيّ يتهاوون ويلحق بهم الانهيار والهزائم”.
وأضاف: “لقد جاءت عمليّة طوفان الأقصى لتضرب الروح المعنويّة لدى جيش العدوّ وشعبه المحتلّ، وقد تُرجِم ذلك من خلال تصدّع ألوية كثيرة في جيش العدوّ إن بعدد القتلى والجرحى، أو بالفرار من المعركة، أو باستقالة عددٍ من قيادات جيش العدوّ ويُضاف إلى ذلك تمنّع الألوف عن الخدمة العسكريّة”.
وأشار السحمراني إلى أنّ “ضربات المقاومة والضربة الإيرانيّة لكيان العدوّ قد زرعوا الرعب في عموم الكيان المحتلّ، حيث لا توجد منطقة آمنة لهم، ومن الأدلّة على ذلك تفريغ عشرات المستعمرات وفرار مئات الألوف ليكونوا في الخيم أو في الملاجئ، هذا غير الهجرة المعاكسة من الكيان المحتلّ إلى الخارج”.
وعرض أهمّيّة الحراك الطالبيّ في ٦٢ جامعة في الولايات المتّحدة الأميركيّة وفي جامعات في فرنسا وكندا وأستراليا، مشيرا الى ان هذا الحراك هو تعبير عن تحوّلاتٍ في الرأي العام تصبّ ضدّ صالح العدوّ الإسرائيلي وسيكون له تأثيره، وهذا يذكّر بالحراك الطالبيّ في ستينيّات القرن الماضي العشرين، وما تبعه من تغييراتٍ في السياسة وأنظمة الحكم.
وقال السحمراني: “يأتي هذا الحراك الوازن مضافاً إلى العجز الاقتصادي الأميركي بسبب الإنفاق على التسلّح ودعم الحروب، حيث بلغت ديون واشنطن أكثر من ٣٥ تريليون دولار، وهذا ما جعل قيمة الدولار الشرائيّة تنخفض ولا أدلّ على ذلك من وصول سعر أونصة الذهب لأكثر من ٢٦٠٠$ “.
ثمّ انتقل السحمراني للحديث عن مهمّات المرحلة التي تتمحور تحت العناوين الآتية:
١- الحشد والتعبئة في ميادين المقاومة كافّة: العسكريّة والفكريّة والسياسيّة والإعلاميّة والفنّيّة والتربويّة.
٢- تفعيل سلاح المقاطعة ومحاصرة العدوّ والضغط على الشركات العالميّة لسحب استثماراتها من أجل توهين اقتصاد العدوّ الإسرائيلي.
٣- تنشيط الإعلام والإعلان لفضح جرائم العدوّ في غزّة العزّة وفي سائر ساحات المقاومة، وأن يتحرّك اتّحاد المحامين العرب مع النقابات وكلّ أنصار الحقّ في فلسطين لرفع الشكاوى ضدّ قيادات العدوّ العنصريّين أمام الجنائية الدوليّة أو أمام المحاكم الوطنيّة في كلّ البلدان.
٤- إنّ الصهيوأمريكان وشركاءهم يعملون لشرق أوسطيّة نتائجها التقسيم والتفتيت الطائفي والمذهبي والعرقي والجهوي، ومهمّاتنا بالمقابل التزام المواطنة التي يتساوى فيها الجميع، والحفاظ على الدولة الوطنيّة، وأن يميّز المعارضون بين معارضة نظام حكم أو مسؤول وهذا جائز، وبين معارضة الدولة الوطنيّة والكيان وهذه جريمة.
٥- نشر الوعي الفكري والسياسي بين الأجيال بمخاطر الكيان الصهيوني وأهدافه التوسّعيّة والتهويديّة كي ينبريَ الشباب لمقاومة هذا العدوّ وداعميه، تمهيداً لكنسه من أرضنا ومن مقدّساتنا.
٦- إنّ واجب الشباب الأساسيّ هجر السلبيّة، وروحيّة اللامبالاة، وأن يذهبوا إلى البديل الذي هو المأسسة، والعمل المنظّم مصداقاً لمقالة جمال عبدالناصر: إنّ التنظيم السياسيّ هو الذي يضمن استمرار الثورة.
٧- نطالب شبابنا أن ينهض بكلّ عزيمة لالتزام بهويّة أمّته وقيمها من جهة، وأن يسعى لتحصيل العلوم والخبرات من أجل صناعة النهوض الحضاريّ للأمّة كي تستعيد دورها الريادي على المستوى الإقليمي والدولي.
٨- إنّنا نؤكّد في هذه المرحلة على استراتيجيّة محاربة العدوّ من غير تردّدٍ وبمنهجٍ فدائيّ استشهاديّ، لأنّه لا يقدر على دفع ضريبة الدمّ غير الذين يقدّرون شرف الحياة، كما قال جمال عبد الناصر، ونجدّد استراتيجيّته القائلة: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضدّ العدوّ الصهيونيّ ولا نداء أقدس من ندائها.
======= ه ع
مصدر الخبر
للمزيد Facebook