أونروا تحذر من انتشار الجوع في غزة ونازحون فلسطينيون يائسون يهاجمون شاحنات المساعدات
يتفاقم انتشار الجوع في غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في القطاع الفلسطيني المحاصر، حسبما قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) فيليب لازاريني الخميس، محذرا من استمرار انهيار النظام المدني. وقال سكان إن النازحين يموتون جوعا وبسبب البرد والقصف وأشاروا إلى هجمات يائسة على شاحنات المساعدات الإنسانية.
نشرت في: 14/12/2023 – 17:55
4 دقائق
حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فيليب لازاريني الخميس، من أن الناس الذين يعانون من الجوع يوقفون شاحنات المساعدات التابعة لأونروا في غزة.
وقال لازاريني إن تقديم المساعدات للأشخاص في ملاجئ الوكالة يزداد صعوبة بسبب التكدس خارجها. وأوضح للصحافيين خلال فعالية للاجئين بجنيف: “الناس يوقفون شاحنات المساعدات، ويأخذون الطعام ويأكلونه على الفور”.
وأضاف المسؤول الأممي: “ظهر الجوع خلال الأسابيع القليلة الماضية ونلتقي بالمزيد والمزيد من الأشخاص الذين لم يأكلوا ليوم أو يومين أو ثلاثة أيام”. وقال أيضا: “نظرا لانهيار النظام المدني أكثر وأكثر، وطالما بقيت المساعدات الإنسانية قليلة مقارنة بضخامة الاحتياجات فإن هذا التوتر سيستمر وستصبح البيئة مستحيلة”.
“هل توقع أحد منا أن يموت شعبنا من الجوع؟”
كما ذكر سكان من غزة بأن الأشخاص الذين أجبروا مرارا على الفرار يموتون من الجوع والبرد ومن القصف أيضا، وتحدثوا عن هجمات يائسة على شاحنات مساعدات وارتفاع الأسعار.
وذكرت رولا غانم، وهي واحدة من كثيرين عبروا عن ذهولهم على منصات التواصل: “هل توقع أحد منا أن يموت شعبنا من الجوع، هل خطرت هذه الفكرة في ذهن أحد من قبل؟”.
بدوره، صرّح كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأن شاحنات المساعدات معرضة لخطر أن يوقفها السكان اليائسون إذا أبطأت سرعتها عند تقاطع طرق. وقال في تصريح سابق: “نصف السكان يتضورون جوعا، وتسعة من كل عشرة لا يأكلون كل يوم”.
وقال فلسطيني، طلب عدم نشر اسمه خوفا من الانتقام، عبر الهاتف، إنه لم يأكل منذ ثلاثة أيام واضطر إلى التسول لإحضار خبز لأطفاله. وأضاف: “أتظاهر بالقوة لكني أخشى أن أنهار أمامهم في أي لحظة”.
وبعد انهيار وقف إطلاق النار في الأول من ديسمبر/كانون الأول، بدأت إسرائيل هجوما بريا في جنوب القطاع المحاصر الأسبوع الماضي وتقدمت منذ ذلك الحين من الشرق إلى قلب مدينة خان يونس، وتهاجم طائرات حربية منطقة إلى الغرب.
ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن 1.9 مليون شخص، أي 85 بالمئة من سكان غزة، نزحوا ويصفون أوضاع معيشتهم في المناطق الجنوبية التي يتركزون فيها بأنها لا تطاق.
وأفاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأحد “أتوقع أن ينهار النظام العام تماما قريبا وقد يتكشف وضع أسوأ بما في ذلك الأوبئة وزيادة الضغط نحو النزوح الجماعي إلى مصر”.
إسرائيل تتهم مسلحي حماس بسرقة المساعدات الإنسانية
وتقول تل أبيب إن تعليمات الإخلاء هي من بين الإجراءات لحماية السكان، وتتهم مسلحي حماس باستخدام المدنيين دروعا بشرية وسرقة المساعدات الإنسانية، وهو ما تنفيه الحركة.
واتهم الجيش الإسرائيلي حماس بإخفاء أسلحة في منشآت الأونروا في جباليا ونشر تسجيلا مصورا قال إنه يظهر مسلحين من حماس وهم يضربون الناس ويأخذون المساعدات في منطقة الشجاعية بمدينة غزة.
ومنعت الدولة العبرية وصول معظم المساعدات إلى غزة، قائلة إنها تخشى أن يؤدي ذلك إلى زيادة هجمات حماس. وقال المتحدث باسم الحكومة إيلون ليفي إن إسرائيل تعمل على فتح معبر كرم أبو سالم الذي كانت تمر عبره معظم المساعدات قبل الحرب، محملا الوكالات الدولية مسؤولية عرقلتها عبر المعبر المخصص لمرور الأفراد من مصر.
نصف سكان غزة يتضورون جوعا
ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن نصف سكان غزة يتضورون جوعا مع توسع الهجوم العسكري الإسرائيلي على الشطر الجنوبي من القطاع وعزل الناس عن الغذاء والدواء والوقود.
وذكر فلسطينيون ووكالات إغاثة دولية أن النظام العام يتفكك مع انتشار الجوع مما يغذي مخاوف من نزوح جماعي إلى مصر.
وتفرض إسرائيل حصارا شاملا على القطاع الساحلي منذ بدء الصراع قبل أكثر من شهرين، والحدود مع مصر هي المخرج الآخر الوحيد لسكان غزة.
ونزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، ويقول سكان إن من المستحيل العثور على ملاذ أو طعام في القطاع حيث قُتل زهاء 18 ألف شخص بالفعل مع احتدام الصراع.
فرانس24/ رويترز
مصدر الخبر
للمزيد Facebook