لودريان استكمل لقاءاته اللبنانية ويحذّر من تمدّد الشغور الرئاسي إلى سنة وأكثر
وكتبت “النهار”: مع أنه لم تطرأ أي عوامل من شأنها تبديل صورة المهمة “الاستطلاعية” للموفد الرئاسي الفرنسي التي ارتسمت عناوينها العريضة في اليومين الاولين من زيارته، فان الطابع المركز والواسع للقاءات التي اجراها، تجاوزت في العمق الطابع الاستطلاعي وحده لتترك انطباعات عدة بان جولة كهذة لن تقتصر أهدافها على تجميع المواقف واستكشاف الاتجاهات والنيات، بل ان ثمة ما ستعد له باريس لمرحلة ما بعد الجولة الأولى وانما بالتنسيق والتواصل مع شريكاتها في مجموعة الدول الخمس المعنية بمتابعة الازمة اللبنانية والتي اجتمعت في باريس وهي الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر التي يفترض ان يكون لودريان اجتمع امس مع سفرائها وممثليها في بيروت ووضعهم في خلاصات مهمته وجولته الراهنة في بيروت.
كما ان الكثير من المعطيات التي توافرت حول مضامين المحادثات والحوارات التي دارت بين لودريان والمسؤولين والنواب الذين التقاهم، لا تبقي الجولة في مجرد اطار استطلاعي وطرح أسئلة وتلقي أجوبة، اذ ثمة مواقف بارزة كان الموفد الفرنسي يطلقها بين الحين والأخر ولو انه حرص على الا تطغى على مهمته الاستطلاعية. ولعل من ابرز هذه المواقف ما نقل عن لودريان تحذيره في لقاءات عدة من انه اذا لم تحصل خروق للازمة الرئاسية والسياسية، فقد يتمدد الشغور الرئاسي الى سنة وربما الى نهاية ولاية البرلمان الحالي مع اشارته الى ان الوضع في لبنان لم يعد يحتمل كل هذا الانتظار ولا يمكن انتخاب رئيس من دون حدوث توافق.
وأشارت المعلومات الى ان لودريان سيعود الى بيروت في تموز المقبل بعد ان يعد تقريره للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، كما انه سيزور السعودية ويتناول معها ازمة الرئاسة اللبنانية مع الخلية المواكبة لهذا الملف في حلقة ولي العهد الامير محمد بن سلمان التي رافقته في زيارته الاخيرة الى باريس. كما سيزور الدوحة للغاية نفسها علما ان المعطيات لا تزال تؤكد دعم قطر لترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون .
وفي السياق المتصل بالمرشحين الرئاسيين، أفادت معلومات ان لودريان لم يخف في لقائه مع رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية تأييد باريس له، ولكنه توقف عند الصعوبات التي تعترض فرنسا وهي ليست سهلة لدى المجموعة الخماسية والمجتمع الدولي في تسويق فرنجية على اساس ان الطريق ليست معبدة امامه. ولم يفهم من هذا الكلام ان باريس تراجعت عنه لكنها اوضحت بوضوح لفرنجية ان عملية انتخابه غير متوفرة بواسطة الطريقة المفضلة التي لم تؤد المطلوب حتى الان .
وأكدت هذه المعلومات ان لا توجه لدى الموفد الفرنسي لرعاية بلاده مؤتمرا حواريا يجمع رؤساء الكتل على غرار اتفاق الدوحة او سان- كلو. وهو ركز على اهمية تغليب انتخاب رئيس الجمهورية وان هذا الاستحقاق هو اهم من الدخول في عملية اصلاح النظام السياسي الان. وعلمت “النهار” ان الموفد الفرنسي اوحى امام اغلب من التقاهم انه ينطلق من الصفر وستكون هذه اللقاءات هي اساس للانطلاق من جديد.
وكتبت “نداء الوطن”: الأوساط المواكبة لتحرك لودريان فالت ان الدوائر الفرنسية تلقت “صدمة” بتقاطع المسيحيين على تأييد ازعور. كما أصيب “الثنائي الشيعي” بـ”صدمة مماثلة نتيجة ما أدى اليه هذا التقاطع في تفوق مرشحه على مرشح “الثنائي”. وتخلص هذه الاوساط الى القول إنّ ما اسفرت عنه مهمة موفد ماكرون هو إعطاء إشارة الى أنّ الدور الفرنسي المنفرد قد خرج من اللعبة الداخلية في لبنان وقلّ تأثيره فيها. وفي المقابل، صار التركيز على ما سيجري خارج لبنان، ما يعني ان الجلسة الـ 13 لإنتخاب الرئيس الجديد لن تنعقد في المدى المنظور. وإذا ما انعقدت فستكون للبصم على ما يقرره هذا الخارج!
وفي محصلة الايام الثلاثة التي أمضاها لودريان في نقاشاته مع المسؤولين اللبنانيين، يمكن استخلاص الآتي:
- لم يذكر لودريان اسم أي مرشّح، لكنه سأل بعض من التقاهم عن مرشحهم المفضل، ولم يبادر بطرح أي اسم.
- بدا الضيف في كثير من الأحيان مستمعاً إلى الإجابات عن الأسئلة التي طرحها.
- اذا كانت القوى المعنية، أي تلك المؤيدة لترشيح فرنجية وتلك المعارضة له، تطلّعت إلى النصف الملآن من كوب الحراك الفرنسي، وجيّرت الجولة الاستطلاعية لمصلحة معركتها، فإنّ بعض من التقوا لودريان من خارج الاصطفافين خرجوا بانطباع أنّ باريس قد تبدأ التفكير بطريقة مختلفة والعمل على حفر جبل “الخطة ب” بالإبرة، خصوصاً أنّ محور نقاشات لودريان تركز على التفاهم بين اللبنانيين مدخلاً لمعالجة أزمة الرئاسة، مقابل عدم دفاعه عن مبادرة ترئيس فرنجية.
وكتبت “البناء”: يقول مصدر نيابي تابع عن قرب زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي إن تلخيص مهمة أدريان من خلال أغلب ما تسرّب عن لقاءاته مع مختلف الكتل النيابية، يمكن أن يضع للمهمة مجموعة عناوين، الأول هو احتواء موجة العداء لفرنسا التي طغت على الكتل النيابية التي وقفت ضد ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، خصوصاً المسيحيّة منها، والتي قالت إن فرنسا تتبنى ترشيح فرنجية بعكس إرادة الأغلبية النيابية المسيحية المعنية بمنصب الرئاسة قبل سواها. اما العنوان الثاني لمهمة لودريان، برأي المصادر، كان إلقاء مسؤولية التقدم ببدائل واقعية على الكتل النيابية الكبرى، غير الدعوة للتأقلم مع الفراغ وإلقاء مسؤوليته على الطرف المقابل بتهمة تعطيل النصاب. وهنا تقول المصادر إن لودريان نجح بتقديم الحوار جواباً لم يستطع أحد رفضه، حتى لو لم يقل البعض بصورة واضحة إنهم يوافقون على الحوار، لكن مع إضافة أن الحوار القابل للحياة ليس حواراً يديره طرف لبناني، طالما أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعتذر عن تكرار الدعوة للحوار بعدما صار طرفاً يتبنى ترشيحاً واضحاً للرئاسة، والمناوئون لهذا الترشيح يجاهرون برفض دعوة للحوار تصدر عنه، وبكركي لم تبدِ رغبة بلعب هذا الدور رغم توجيه بري رسالة واضحة تدعوها للقيام بالمهمة. وهذا يعني أن الخلاصة هنا تقول بأن طريق الحوار يحتاج الى المزيد من الإنضاج لكن كوة في الجدار قد فتحت.الخلاصة الثالثة لمهمة لودريان، وفق المصادر النيابية، هي أن تحديد الجهة الداعية للحوار ومكان الحوار ومستواه وطبيعته وجدول أعماله، قضايا تحتاج الى تفاهم فرنسي سعودي أولاً ثم سعودي إيراني ثانياً، ووضع الأميركيين في صورة الخلاصات ثالثاً، وهذا ما سيفعله لودريان خلال الفترة الفاصلة بين نهاية جولته اليوم وعودته بعد أسبوعين الى بيروت نحو جولة ثانية.
وقالت هذه الأوساط أنه إلى حين حلول موعد زيارته المقبلة لن يسجل أي حدث جدي جديد على صعيد الرئاسة لكن مما لا شك فيه أن لقاءات في الداخل قد تعقد ومواقف قد تصدر في حين أن لا صورة واضحة عن أي حوار يتم الاعداد له قريبا .
وتحدثت عن مرور اسبوعين خاليين من الرئاسة في انتظار أي معطى مفاجىء وعاجل يحدث مع العلم ان لا مؤشرات يمكن البناء عليها في هذا الأستحقاق.
وكتبت “الديار”: الجولة الاولى للموفد الفرنسي جان ايف لودريان ولقاؤه مع المسؤولين اللبنانين انتهت امس دون اتضاح الملامح الاولى لهذه الزيارة، الا ان تطورا جديدا برز، وهو ان فرنسا بدلت مقاربتها الرئاسية ولم تعد متمسكة بمرشح معين، فضلا عن توصل لودريان الى خلاصة ان هناك استحالة لاي فريق ان ينتخب مرشحه، وبالتالي يجب الانتقال الى مرحلة جديدة. والنشاط الديبلوماسي الذي قام به لودريان تمحور على حث رؤساء الاحزاب اللبنانية والنواب المستقلين والتغييريين على الحوار وعدم وضع المتاريس بينهم، لان هذا الامر يطيل من مدة الفراغ لانتخاب رئيس للجمهورية. وفي هذا النطاق، اكدت مصادر ديبلوماسية للديار ان الرئيس الفرنسي عبر ايفاده لودريان الى لبنان اراد ايجاد قواسم مشتركة بين طرفي النزاع بشان شخصية واسم الرئيس الذي سيصل الى قصر بعبدا. وعلى هذا الاساس، قال الموفد الفرنسي وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان لقادة الاحزاب والكتل النيابية وبعض الاسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية ان فرنسا لا تسعى الى فرض شخصية رئيس على اي طرف ولا يحمل اسماء محددة. ولفتت المصادر الديبلوماسية الى ان هذا الكلام جاء بعد خلوة عقدها لودريان مع البطريرك الماروني مار بشارة الراعي احيطت بسرية تامة، حيث كرر الاخير الكلام نفسه الذي قاله خلال لقائه الرئيس الفرنسي في قصر الاليزيه انه لا يجب كسر المسيحيين في لبنان. وعليه، وخلال الاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين اللبنانيين، طرح الموفد الرئاسي الفرنسي ثلاثة اسئلة اساسية عليهم. السؤال الاول هو كيف يمكن الخروج من هذا الانسداد السياسي الرئاسي؟ ثانيا، هل يمكن الخروج من الجمود على الصعيد الرئاسي عن طريق مرشح توافقي؟ واذا كان هذا حلا ممكنا، عندئذ ستعمل باريس على بذل كل الجهود لطرح مرشح توافقي بين المعارضة من جهة والثنائي الشيعي من جهة اخرى. ثالثا، ما هوية المرشح التوافقي الذي يمكن ان توافق عليه القوى السياسية؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook