الصين ترفع ميزانيتها العسكرية وسط توتر مع الغرب على خلفية تصاعد نفوذها
نشرت في: 06/03/2023 – 09:48
رفعت الصين ميزانيتها العسكرية لعام 2023 بنسبة 7,2 الأعلى منذ 2019 حسب تقرير لوزارة المالية نشر الأحد خلال الدورة السنوية لبرلمان البلاد، في وقت يتصاعد التوتر بالمنطقة وبينها وبين الولايات المتحدة وحلف الناتو على خلفية تصاعد نفوذها. لكن الأرقام الصينية تبقى موضع تشكيك إذ إن قسما كبيرا من أبحاثها العسكرية المتعلقة خصوصا بالصواريخ والدفاع الإلكتروني غير مدرجة في النفقات، حسبما أوضح مراقبون.
قررت الصين الأحد رفع ميزانيتها العسكرية للعام الجاري وسط التوتر مع الدول المجاورة في آسيا وخاصة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على خلفية تصاعد نفوذها.
في هذا الشأن، ستزداد ميزانية الدفاع الصينية بنسبة 7,2 بالمئة الأعلى منذ 2019، في تسارع طفيف عن العام الماضي (+7,1)، حسب تقرير لوزارة المالية نشر خلال الدورة السنوية لبرلمان البلاد.
وستخصص الصين 1553,7 مليار يوان (225 مليار دولار) لنفقات الدفاع، وهي ثاني أعلى ميزانية في العالم بعد الولايات المتحدة التي تزيد عنها بحوالي ثلاثة أضعاف.
أرقام الصين موضع تشكيك
لكن الأرقام الصينية تبقى موضع تشكيك. إذ أوضح نيكلاس سفانستروم مدير معهد سياسات الأمن والتنمية في ستوكهولم أن “قسما كبيرا من أبحاث (الصين) العسكرية مثل الصواريخ والدفاع الإلكتروني وغير ذلك غير مدرجة في نفقاتها العسكرية بل تعتبر من فئة البحث والتنمية المدنيين”.
كما تبقى زيادة الميزانية الدفاعية الصينية دون 10 بالمئة للعام الثامن على التوالي. لكنها تثير ريبة الدول المجاورة التي تقوم نزاعات جغرافية بينها وبين الصين. من هذه الدول الهند التي تندلع أحيانا كثيرة اشتباكات على طول حدودها المشتركة مع الصين في منطقة الهيملايا، واليابان التي تتنازع مع الصين السيطرة على جزر سنكاكو أو دياويو بحسب تسميتها الصينية، والفلبين التي تشهد بانتظام حوادث مع الصين حول السيادة على جزر في بحر الصين الجنوبي.
كما تثير الصين مخاوف الغربيين. إذ اتهم مسؤولون أمريكيون كبار مؤخرا الصين بأنها تخطط لاجتياح تايوان بعد بضع سنوات لاعتبارها الجزيرة جزءا من أراضيها، كما اتهمتها واشنطن بإرسال “أسطول” من المناطيد العسكرية للتجسس على العالم.
وحتى حلف الناتو الذي تتركز جهوده تقليديا في أوروبا، يعتبر منذ 2022 أن العملاق الآسيوي يطرح “تحديا” لـ”مصالح” دوله. غير أن الصين تنفي أن تكون تشكل تهديدا مؤكدة أن جيشها “دفاعي”، وتشير إلى أنها لا تملك سوى قاعدة عسكرية واحدة في الخارج في جيبوتي فيما تقيم الولايات المتحدة مئات القواعد في العالم.
كما أن نفقاتها العسكرية تبقى دون 2 بالمئة من إجمالي ناتجها المحلي، بالمقارنة مع حوالي 3 بالمئة بالنسبة لواشنطن. لكن كيف تنفق الصين هذه المبالغ؟
أوضح جيمس شار خبير الجيش الصيني في جامعة التكنولوجيا في نانيانغ بسنغافورة أن الميزانية “تستخدم لزيادة رواتب العسكريين وتمويل شروط تدريب أفضل والحصول على معدات أكثر تطورا”. ولفت نيكلاس سفانستروم إلى أن “الصين تستثمر في قدرتها على السيطرة على تايوان وإبقاء الولايات المتحدة خارج المنطقة”.
سباق تسلح في شرق آسيا
ومع تشديد بكين الضغط على تايوان، زادت الطائرات العسكرية الصينية عمليات خرق منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة بحوالي الضعف قبل عام. وتندد بكين بإرسال الولايات المتحدة سفنا وطائرات عسكرية إلى المنطقة للتصدي للطموحات الصينية فيها، وتبدي مخاوف حيال تعزيز واشنطن في الأشهر الأخيرة تعاونها العسكري مع أستراليا واليابان والفلبين وتايوان.
ورأى سفانستروم أن “شمال شرق آسيا يشهد سباق تسلح، يشكل تعزيز القدرات الصينية محركه”. وفي هذا السياق زادت دول أخرى من المنطقة ميزانياتها العسكرية للعام 2023 على غرار كوريا الجنوبية (+4,4 بالمئة) والهند (+13 بالمئة).
وتسعى اليابان التي عدلت مؤخرا عقيدتها العسكرية الدفاعية، مضاعفة ميزانيتها الدفاعية لتصل إلى 2 بالمئة من إجمالي ناتجها المحلي بحلول 2027، ردا خصوصا على الصين.
وقال جيمس شار إن “الصين تشكل تحديا للغرب والنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة” منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. إلا أنه أضاف أنه “من المؤكد على الصعيد العسكري، أقله على المدى القريب والمتوسط، أنها غير مستعدة لتحدي وضع واشنطن بصفتها القوة العسكرية الأولى في العالم” مشيرا إلى أن الجيش الصيني “سيواصل على الأرجح القيام بعمليات عسكرية لكن دون عتبة الحرب”.
وشدد المعهد الدولي للبحث حول السلام في ستوكهولم على أن الولايات المتحدة هي الدولة التي تخصص أكبر نفقات عسكرية في العالم، بلغت 801 مليار دولار عام 2021، بحسب آخر الأرقام المتوافرة.
وبعد الولايات المتحدة تأتي الصين (293) فالهند (76,6) والمملكة المتحدة (68,4) وروسيا (65,9) وفرنسا (56,6).
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook