مدّ وجزر في ملف الرئاسة والتسويق لرئيس تسوية لم ينضج بعد
دخلت عبارة “رئيس مواجهة” في قاموس الاستحقاق الرئاسي، وباتت متداولة في ضوء الاصطفافات النيابية الحاصلة في مجلس النواب. ولأن وقع هذه العبارة قوي على مسامع البعض ، فقد اختار العمل كي لا تصبح ” دارجة” .ففي النهاية رئيس المواجهة غير مستحب وكلمة ” المواجهة ” تشكل للبعض ” نقزة” ،وحتى من رفع لواء التغيير من المرشحين يرفض أن تطلق عليه هذه الصفة .اما جبهة الفريق الآخر في قوى الثامن من آذار فليست في وارد الموافقة على هذا المرشح تحت أي ظرف .
وماذا عن الرئيس التغييري أو الأنقاذي؟ يسود الاعتقاد هنا أن هذا الرئيس هو من صلب فريق المعارضة، طالما أن قسما كبيرا من هذا الفريق تبنى خيار التغيير والسعي إلى نقل لبنان الى ضفة جديدة في علاقاته مع الخارج والوقوف ضد السلاح والفساد والمنظومة.
وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة فأنه في الوقت الراهن لم تظهر مؤشرات فعلية عن هوية الرئيس المقبل حتى أن معركة النائب ميشال معوض ليست محسومة النتائج لمصلحته، وفق معادلة الأصوات ، وبالتالي فإن الواقع الفعلي لهذا الملف يشير إلى ان الترشيحات الأخرى لأسماء جديدة تتبلور تباعا، مشيرة في الوقت نفسه أنه لا يمكن التأكد من أن مرشح التسوية المطلوب يشق طريقه في هذه الفترة نظرا لارتباط هويته بتداخل محلي وخارجي،وحتى الآن لم يتقدم هذا التداخل إلى الواجهة.
وتفيد هذه المصادر أن المواجهة لم تبدأ بشكل رئيسي طالما أن التنافس غير متوافر بفعل وجود مرشح فعلي حاضر وهو النائب معوض يحظى بدعم القوات والكتائب حتى الآن. اما الأشتراكي فتؤكد المعطيات المحيطة به أنه لا يزال يدعم معوض، في حين أن مرشح القوى الأخرى ، فليس معلوما وقد يبقى مجهولا لفترة إلى حين إتمام تفاهمات معينة حوله تتعدى الر ئاسة في أغلب الظن .
وتؤكد ان الحزب الأشتراكي الذي دعم رئيسه التسوية في البلد ليس مستبعدا في وقت ما أن تستهويه مناخاتها، وتلفت إلى أن موقف قوى التغيير ينطلق من المبادرة التي طرحها في ملف الأنتخابات الرئاسية ويمكن السؤال هنا ما إذا كانت هناك نية في ان يبدل بعض النواب رأيهم ام انهم على التزامهم الواحد بالنسبة الى الأسم، وهذه مسألة بحد ذاتها تعتمد على خيارات النواب .
وترى المصادر أن مؤيدي مرشح التسوية يظهرون متأخرين، بعد جس النبض ودراسة حقائق هذه التسوية على ان مجريات الأمور لا تشي بأن الحركة المرافقة للأنتخابات الرئاسية قد تكثفت لتبيان صورة المرحلة التي يتحكم بها الشغور .
وتقول المصادر نفسها أن رئيس المواجهة لن يحظى بأي قبول وهو بالتالي مرفوض من الأكثرية، أما الرئيس الأنقاذي فهو هدف المعارضة، معتبرة ان أسماء كثيرة قد تطرح وأخرى تنسحب إلى حين يصبح الظرف مثاليا للرئيس المنشود.
مخطىء من يظن أن الرئيس المقبل سينتخب بهذه السهولة ولذلك لا يمكن التكهن بالشخصية التي ستنجح في أن تجمع حولها التوافق أو النصاب المطلوبين ، وإلى حين الوصول إلى هذا الأمر فأن ملف الرئاسة سيشهد تقلبات ومدا وجزرا من دون إغفال انعكاس التطورات على مساره .
مصدر الخبر
للمزيد Facebook