تواصل الاحتجاجات في إيران لليوم العاشر وألمانيا تستدعي سفير طهران
نشرت في: 26/09/2022 – 22:50
وسط تواصل الاحتجاجات في إيران لليوم العاشر على التوالي بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها لدى الشرطة، ارتفعت حصيلة القتلى على أيدي القوات الأمنية إلى 76 شخصا، وبلغ العدد الإجمالي للموقوفين أكثر من 1200 معتقل. فيما استدعت ألمانيا سفير طهران في برلين الإثنين، لإجراء “مباحثات”.
أسفرت الحملة الأمنية التي تنفذها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين في أعقاب وفاة مهسا أميني عن مقتل 76 شخصا على الأقل، وفق ما أعلنت منظمة “إيران هيومن رايتس” غير الحكومية التي تتخذ من النرويج مقرا لها الإثنين.
وقال مدير منظمة “حقوق الإنسان في إيران” محمود أميري مقدّم “ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية بشكل حاسم وموحد لوقف قتل وتعذيب المتظاهرين”.
وأوضح أن التسجيلات المصورة وشهادات الوفاة التي حصلت عليها المجموعة تظهر بأن “الذخيرة الحية تطلق مباشرة على المتظاهرين”.
“أصغوا للشعب”
وحض المرجع الديني الإيراني البارز حسين نوري الهمداني سلطات الجمهورية الإسلامية على “الإصغاء للشعب”.
وتواصلت الاحتجاجات في وقت نشرت السلطات عددا كبيرا من عناصر الأمن في مواجهة مظاهرات في كافة أنحاء البلاد اندلعت إثر وفاة الشابة.
وبقيت أميني (22 عاما) 3 أيام في غيبوبة عقب توقيفها في العاصمة الإيرانية بسبب “لباسها غير المحتشم”.
وخرج متظاهرون غاضبون لليلة العاشرة على التوالي إلى شوارع مدن في أنحاء إيران ليل الأحد الإثنين، وأطلق محتجون في طهران شعارات مناهضة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي (83 عاما) وهتفوا “الموت للدكتاتور”، حسب ما أظهر تسجيل نشرته منظمة “إيران هيومن رايتس”.
وردد المتظاهرون شعارات مثل “امرأة، حياة، حرية” وأحرقت نساء إيرانيات أغطية الرأس وقامت بعضهن بقص شعرهن دلالة على احتجاجهن على قواعد اللباس الصارمة.
وقام عناصر شرطة مكافحة الشغب الذين كانوا يحملون دروعا بضرب المتظاهرين بالهراوات، ومزق طلاب صورا كبيرة للمرشد الأعلى وسلفه آية الله روح الله الخميني، وفق ما أظهرت مشاهد بثّتها وكالة الأنباء الفرنسية مؤخرا.
وارتفع العدد الإجمالي الرسمي للموقوفين إلى أكثر من 1200، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية نقلًا عن مصادر عديدة، بما في ذلك 450 في محافظة مازندران الشمالية و700 شخص في محافظة غيلان المجاورة والعشرات في مناطق أخرى.
استدعاء السفير
واستدعت ألمانيا أيضا الإثنين السفير الإيراني في برلين لحث طهران على وقف الحملة على المعارضين والسماح بالاحتجاجات السلمية.
وتعقيبا على سؤال حول احتمال فرض مزيد من العقوبات على طهران ردا على استخدام العنف، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في وقت سابق “سنبحث جميع الخيارات” مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
وفي الأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الأخلاق في إيران بسبب مزاعم الإساءة للنساء الإيرانيات، قائلة إنها تحملها مسؤولية وفاة أميني.
وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (إتش.آر.إن.إيه) أن طلاب كلية طب الأسنان جامعة تبريز، باستثناء قسم الطوارئ بالكلية، شاركوا في إضراب الإثنين رافضين حضور المحاضرات.
وقالت الوكالة إن الإضرابات تأتي احتجاجا على الاعتقالات واسعة النطاق للطلاب والعنف الذي تنتهجه قوات الأمن في مواجهة الاحتجاجات في الجامعات.
واستدعت إيران سفيري بريطانيا والنرويج الأحد بسبب ما وصفته بأنه تدخل وتغطية إعلامية معادية.
دعوة للإضراب
وتعد الاحتجاجات الحالية المناهضة للحكومة أكبر احتجاجات تجتاح البلاد منذ مظاهرات عام 2019 للاحتجاج على أسعار الوقود.
وقال الرئيس إبراهيم رئيسي إن إيران تضمن حرية التعبير وإنه أمر بفتح تحقيق في وفاة أميني.
ودعت نقابة معلمين رئيسية في إيران، في بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد، المعلمين والطلاب إلى تنظيم أول إضراب في عموم البلاد، منذ بدء الاضطرابات، الإثنين ويوم الأربعاء.
وتلعب النساء دورا بارزا في الاحتجاجات، ولوح بعضهن بالحجاب وأقدمت أخريات على حرقه.
وعلى الرغم من أن المظاهرات بسبب وفاة أميني تمثل تحديا كبيرا للحكومة، لا يرى المحللون أي تهديد مباشر لقادة البلاد لأن قوات الأمن تمكنت في السابق من إخماد الاحتجاجات.
وتتهم إيران معارضين مسلحين من الأكراد الإيرانيين بالتورط في الاضطرابات المستمرة في البلاد، لا سيما في الشمال الغربي حيث يعيش معظم الأكراد الإيرانيين البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة.
فرانس24/ أ ف ب / رويترز
مصدر الخبر
للمزيد Facebook