ناشطون يخربون سكك الحديد بهدف منع القطارات من نقل العتاد العسكري إلى أوكرانيا
نشرت في: 22/07/2022 – 15:41آخر تحديث: 28/07/2022 – 11:47
يحاول ناشطون في روسيا قطع سكك الحديد بهدف منع القطارات من نقل العتاد العسكري إلى أوكرانيا. وعلى تطبيق تلغرام، يقوم هؤلاء الأشخاص بنشر صور لسكك حديد مدمرة بالإضافة إلى إرشادات لمساعدة الآخرين على القيام بعمليات مماثلة. ويروي أحد أفراد هذه المجموعة “الفوضوية” التي تبنت علميات التخريب لفريق تحرير مراقبون كيف تنفذ المجموعة علمياتها.
في يوم 28 حزيران/يونيو 2022، نشرت قناة على تطبيق تلغرام تديرها مجموعة فوضوية روسية ست صور ومقطع فيديو لسكك حديد مخربة. وقد تمت كتابة عبارة “باوك” وهو الاسم المختصر لمجموعة ناشطي “منظمة النضال الفوضوي الشيوعي” على إحدى قطع سكة الحديد. وحسب هذه المجموعة، فقد تم تنفيذ العملية على سكة حديدية تسير باتجاه قاعدة عسكرية على بعد 90 كيلو مترا شمال العاصمة موسكو وقد تم ربط حبل إلكتروني على السكة الحديدية التي تم تخريبها حتى لا يتم قطع الإشارة الإلكترونية ولا يعلم القطار القادم وجود عطل على السكة. ولكن أحد الناشطين أكد لفريق تحرير مراقبون أنه “تم كشف تخريب السكة الحديدية ولكن عمليات النقل تعطلت في كل الأحوال.
وبعد بضعة أشهر من بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر شباط/ فبراير 2022، بدأت قناة على تطبيق تلغرام تعود لناشطين مناهضين للحرب في نشر صور عمليات تخريب للسكك الحديدية. وفي رسائلهم، كان هؤلاء يشجعون الناس الذين يرغبون في النضال ضد الحرب في أخذ المثال منهم. ويتمثل هدف هؤلاء الناشطين في إحداث اضطراب في مرور القطارات التي تنقل العتاد العسكري المتوجه إلى أوكرانيا.
وتواجه أعمال الشغب هذه بعقوبات قاسية في روسيا، حيث يمكن أن يحكم على مخربي السكك بالسجن لعشرة أو خمسة عشر عاما أو حتى عشرين عاما في حال كان المشتبه به منضويا تحت منظمة. وبالرغم من تأكيد الناشطين أنهم يقومون بكل ما في وسعهم لتفادي حوادث قطارات يكون على متنها مسافرون، فإن عمليات التخريب هذه تعرض حياة العاملين والراكبين في هذه القطارات للخطر.
“إنها طريقة كفاح جد مجدية من ناحية كلفتها ونجاعتها وتداعياتها الأمنية”
وتنشط منظمة النضال الفوضوي “بواك” على وسيلة التواصل الجتماعي الروسية “في كونتاكت” منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2018. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2019 تبنت المجموعة هجوما على برج للاتصالات اللاسلكية يعود لشرطة ترك سال التركية قرب العاصمة الأوكرانية كييف. وحسب عناصر المجموعة، فإن هدفها كان الاحتجاج ضد سياسة القمع التي يتبناها الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان ضد الأكراد في سوريا. ومنذ شهر شباط/ فبارير 2022، ركزت منشورات المجموعة على تطبيق تلغرم على النضال ضد الحرب في أوكرانيا.
ويؤكد أحد أفراد المجموعة، الذي طلب عدم كشف هويته، التحدث مع فريق تحرير مراقبون على كيفية تنظيم أنشطة تخريب السكك الحديدية في روسيا:
قمنا بتنظيم أنفسها حتى قبل بدء الهجوم الواسع على أوكرانيا، ولكن الحرب، بالتأكيد، كانت دافعا قويا سمحت لنا بتعزيز أنشطتنا ونشرها للعموم.
تخريب السكك الحديدية هي طريقة نضالية جد مجدية من ناحية التكاليف والنجاعة والتداعيات الأمنية. لا يتطب الأمر أن يكون (منفذها) محترفا على مستوى عال ويمكن أن يكلف بها مناضلين مبتدئين.
وقد تم نشر صور أخرى لعمليات تخريب سكك حديدية من قبل مجموعة “بواك” في 23 أيار/مايو 2022. وقد أشارت هذه المجموعة إلى أنها نفذت عملية التخريب على سكة حديدية تستخدم بشكل دائم من قبل قطارات تنقل العتاد العسكري إلى قاعدة عسكرية قريب من مدينة سيرغي بوساد التي تقع في شمال العاصمة موسكو. ويؤكد أحد الناشطين في المجموعة أن العملية كانت بمثابة اختبار تجريبي، حيث نشرت الصور التي التقطها أفراد المجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل تأكيد وقوع حادث على السكة. ولكن وسائل الإعلام الروسية لم تتحدث البتة عن حدوث اضطرابات على النقل الحديدي.
وللتأكد من الحفاظ على سلامتهم الشخصية، يتحرك النشطاء بطريقة سرية ويحرصون على عدم ترك أي أثر يسمح بالتعرف على هوياتهم حيث يقول أحدهم:
نحاول تفادي المرور أمام كاميرات المراقبة، ونقوم بفحص الأماكن التي نمر بها ونحرص بشكل كبير على دراسة الطرق التي نسلكها. ونتأكد بشكل كبير من أننا لم نر أي آثار رقمية في مناطق العمليات التي ننفذها. ونغير من هيئتنا في كل مرة حتى يصعب التعرف علينا. ونقوم بفسر المعطيات الرقمية والصور ومقاطع الفيديو ونقوم بنشر محتوى حساباتنا على الإنترنت بهوية غير معروفة.
ويبقى تقييم مدى النجاعة الحقيقية لهذه الحركة صعبا. حيث لم يتم نشر أية إحصائية رسمية بخصوص عدد حوادث القطارات في روسيا. ولكن وسيلة الإعلام الروسية المستقلة “ذي إينسايدر” تحدثت عن ارتفاع حوادث القطارات في البلاد مقارنة بأرقام العام الماضي: ففي الفترة الممتدة بين آذار/مارس وحزيران/يونيو 2022، تحدثت الصحيفة عن حصول 63 حادث خروج عن السكة لقطارات تنقل بضائع في روسيا مقابل معدل أقبل بمرة ونصف خلال نفس الفترة من سنة 2021.
وتوضح وكالة المعلومات التابعة لشركة السكك الحديدية الروسي ‘إر جي دي” أن حوادث الخروج عن السكة التي حدثت خلال فصل الربيع كانت بسبب سوء حالة السكك الحديدية وأخطاء قيادة من سائقيها. ولكن الصحافة الروسية تحدثت في المقابل عن عدة عمليات تخريب للسكة الحديدية. وفي27 نيسان/أبريل، أعلنت وكالة الاستخبارات الروسية “أف إس بي” عن إيقاف مواطنين روسيين اثنين يشتبه في قيامهم بالإعداد لهجوم على البينة التحتية للنقل في منطقة بولغورود التي تقع على الحدود مع أوكرانيا. وفي 9 تموز/يوليو 2022، أظهر مقطع فيديو نشرت وسيلة الإعلام الروسية “بازا” قطار بضائع بيلاروسي أصيب بأضرار بسبب قذيقة متفجرة في منطقة بريانسك على بعد 8 كيلو مترات من الحدود الفاصلة بين بيلاروسيا وأوكرانيا.
ومن بين المجموعات التي تنشر على تطبيق تلغرام صورا لعمليات تخريب السكك الحديدية، يوجد ناشطون غير روس. على سبيل المثال فإن موقع “أوستانو فيفاغوني” الإلكتروني (“أوقفوا القطارات ” باللغة الروسية) تم تسجيله في الواقع من طرف شخص يقيم في أوكرانيا. وتنشر قناة هذا الموقع على تطبيق تلغرام بالخصوص إرشادات لتعلم طرق تخريب السكك الحديدية بهدف تشجيع مثل هذه العمليات في روسيا. ورغم اتصال فريق تحرير مراقبون به، رفض الشخص الذي قام بتسجيل موقع الإنترنت الرد على أسئلتنا.
ويؤكد ناشطو مجموعة “بواك” أنهم أخذوا الفكرة من مخربي السكك الحديدية في بيلاروسيا. وفي بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، كانت هذه المجموعات المجهولة في بيلاروسيا قد هاجمت السكك الحديدية المستخدمة في نقل السلاح الروسي إلى جبهة المعارك. وقد تم إيقاف مالا يقل عن 11 شخصا وحكم عليهم بتهمة الإرهاب. وحسب قانون جديد تمت المصادقة عليه في بيلاروسيا خلال شهر أيار/مايو 2022، فإن كل محاولة ارتكاب جريمة إرهابية يمكن أن يحكم على مرتبكها بالإعدام.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook