سويف في عيد القديس أنطونيوس البادواني: فقدان الثقة بالوطن يشكل خطرا كبيرا يضاهي الأخطار الخارجية
حضر القداديس الالهية مجموعة من المؤمنات والمؤمنين الذين اتوا من مختلف قرى وبلدات ومدن الأبرشية.
وخلال القداديس توجه المطران سويف الى الحضور بالمعايدة سائلا الله ان يمن عليهم بشفاعة القديس انطونيوس البادواني بالصحة والخير وراحة البال.
وخلال عظاته أكد سويف ان “المناسبة اليوم تدعونا الى شكر الرب على الكنيسة وعندما أقول كنيسة لا أقصد المطران والكهنة والرهبان والراهبات انما شعب الله، وجماعة المؤمنين، وبالتالي الدعوة لنا جميعا لان نشكر بعضنا البعض على عطاءاتنا المختلفة والمتعددة.
والعيد الحقيقي الذي يدلنا عليه مار أنطونيوس البادواني، هذا القديس الشاب الذي تمتع بموهبة الكلمة والكتابة والعلم هو عيد اللقاء مع يسوع المسيح الذي يهبنا فرحا لا مثيل له، فنصبح بدورنا شهودا للفرح والمحبة”.
وأضاف ” ماذا يعني ان نعيّد؟، ببساطة تشير هذه العبارة الى ضرورة ان نجدد نعمة المعمودية في قلوبنا، فنردد مع الانجيل الذي نقرأه في أحد الثالثوث الأقدس (إذهبوا وبشّروا، إذهبّوا وعمّدوا وعلّموا وعمّدوهم بإسم الآب والإبن والروح القدس).
فالمعمودية التي توهب لنا بإسم الآب والإبن والروح القدس ترافقنا ليس في حياتنا الارضية وحسب، انما الى الحياة الابدية حيث نعرف ونعاين الآب وابنه الذي أرسله لخلاص العالم”.
وقال المطران سويف ” أن نعيّد يعني اننا ندعو من كل قلوبنا يسوع المسيح حتى يجدد حضوره في حياتنا فنحصد ثمرة المحبة التي تدفعنا نحو التواصل والانفتاح على الآخر الذي يشبهنا ولا يشبهنا.
فنحن جميعا مهمون جدا بنظر الرب يسوع الذي دعانا لكي نذهب ونُتلمذ كل العالم ونُبشّر ونُخبر ونشهد لإنجيله ولقيامته، لذلك ان نعيّد، يعني ان نحاول العمل على تغيير مجتمعنا وعالمنا نحو الأفضل ولكن قبل العمل على تغييرهما لا بد من أن تغيير على تغيير أنفسنا وافكارنا فنقدم مشاكلنا وتعبنا وجراحنا وكل ما نحمله من أعمال ثقيلة أمام مذبح الرب الذي يقول لنا:(تعالوا إليّ أيّها المتعبون فتعرفون أنّي وديعٌ ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم)”.
وأردف ” ما نبحث عنه اليوم هو عيش المسيحية بعمقها لا بقشورها وسطحيتها وهذا من خلال صداقتنا مع الكتاب المقدّس وكلمة الله، وهذا تماما ما عاشه القديس انطونيوس البادواني الذي عرف التجدد اليومي والغرام بكلمة الله، فذهب وكرّس كل حياته للمسيح الذي كان يسبّحه ويمجّده ويُخبر عن أعماله أمام الناس.
ومن سيرة القديس أنطونيوس الذي يخبرنا كتاب السنكسار ان السمك كان يخرج من البحر والنهر عند سماع كلامه، نتعلم أنّ الإنسان الذي يكون مع الله يعيش بسلام وإنسجام مع الخليقة كلّها ومع أخيه الإنسان القريب والبعيد والذي يرتاح له أو الذي قد ينزعج من وجوده او حضوره.
من هنا الدعوة لنا جميعا حتى نسبح الرب مع مختلف خلائقه مع العصافير والشجر والطبيعة التي لا بد لنا من المحافظة عليها، عبر الابتعاد عن تدميرها بأنانيتنا تماما كما نفعل مع بعض اخوتنا البشر عن قصد او غير قصد”.
وختم سويف معتبرا ان “العيد يكون عندما نجدد علاقة الحب مع الله والكنيسة التي نريدها كنيسة تنبض بالحياة من خلال وجودكم وحضوركم، فالحجر على الرغم من جماله الفائق،يبقى غير منظور امام جمال قلب الانسان.
وكنيستنا هي كنيسة بشر أحياء نرغب في ان يعيشوا افضل العلاقات بين بعضهم البعض، فيتجدد المجتمع ومعه لبنان المجروح والمتألم.
والصلاة اليوم هي لكي يتجدد الوطن ولكي لا نفقد ثقتنا به، ففقدان الثقة بالوطن تشكل خطرا كبيرا يضاهي الأخطار الخارجية.
ونصلي للحفاظ على وجه الحوار والاديان والثقافات والعيش الواحد والتعددية في لبنان فنتمكن من التلاقي مع بعضنا البعض مدركين دورنا الرسولي داخل الوطن وفي الشرق وفي العالم أجمع.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook