المعارك الإنتخابية سياسية بإمتياز… وهذا ما كشفه جنبلاط عن هدف “حزب الله”
ما قاله رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في إجتماع الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز أمس الأول، وعشية البدء العدّ العكسي للحملات الإنتخابية، يؤّشر إلى أن المعركة الإنتخابية هي معركة سياسية في الدرجة الأولى، مع ما تعنيه لناحية التموضعات والإصطفافات على كلا ضفتي الوطن في الوقت الذي تدار معارك جانبية على محاور أخرى قد يكون لها إرتباط عضوي بما يجري على الساحة الإقليمية.
ويندرج كلام جنبلاط في محاولة لردّ الصاع صاعين لـ”حزب الله”، الذي أبلغه صراحة، وعبر قنوات لا تزال قائمة بين الطرفين، كما تردّد إعلاميًا، بأنه عازم على خوض المعركة الانتخابية من خلال دعم كل من طارق الداوود في راشيا ووئام وهاب في الشوف، وكأنه يريد أن يقول أن هدفه الأساس من أجندته الانتخابية على الساحة الدرزية هو الوصول إلى نتيجة تجعل من الحزب “شريكاً مضارباً” للزعامة الجنبلاطية عبر تقاسم المقاعد الدرزية معه، من خلال دعم ترشيح الداوود ووهاب، واعتباره أنّ مقعد حاصبيا مضمون ومقعد بيروت الدرزي بات في متناول اليد بعد انكفاء تيار”المستقبل”.
المناخ العام في الجبل يوحي بأن الأمر قد اصبح واضحاً من خلال أداء “الحزب” الذي قرر، على ما يبدو، أن يفتح النار الانتخابية على جنبلاط في بيروت والجبل.
وهذا الأمر دعا جنبلاط إلى رفع سقف المواجهة، حيث قال إن “الاستحقاق المقبل هو الانتخابات النيابية، لا بأس!! انها انتخابات سنحافظ فيها على التنوّع وعلى وحدة الصف، لكن أيضا في هذه الانتخابات هناك ملامح لإلغاء الدور الوطني والعربي الذي قامت به المختارة ورفاق الصف في اللقاء الديموقراطي. وهذا الامر سنواجهه بهدوء وحزم، ونعلم ان مشروع “المقاومة” وحلفائها هو إلغائي في الأساس ومصادِرْ لا يعترف بأحد ولا بالتراث ولا بالتاريخ ولا بالتضحيات، وهذا ما نشهده في كل اليوم. لكننا سنختار الطرق السلمية ولا مجال لنا الا الطرق السلمية والسياسية للمواجهة بدعمكم، وسنحترم كما سبق وذكرت التنوع”.
بعض الأوساط القريبة من المناخ السياسي للمختارة ترى “أننا بالفعل أمام معركة مصيرية يجب علينا التصدي لها بالصمود والتصميم على منع إنهيار الخط السيادي في البلد، لكن أمامنا ثلاثة تحدّيات لخوض هذه المعركة:
التحدي الأول هو كيفية تجاوز حال اليأس والإحباط التي تتملك اللبنانيين في ظل الواقع المعيشي المنهار وإعادة استنهاضهم انتخابيًا.
والتحدي الثاني يكمن في تحصين سبل الصمود والتصدي تحت وطأة الإفتقار إلى وجود حلف سيادي وازن ومتراص في المواجهة الداخلية الراهنة كما كان الأمر إبان حقبة تحالف 14 آذار، بالتوازي مع الإنكفاء العربي الكلي عن الساحة اللبنانية، في مقابل التحدي الثالث المتمثل بوجود إندفاعة حثيثة للمحور الآخر في ظل توافر ظروف داخلية وخارجية تساعده على تحقيق هدفه”.
ومع غياب تيار “المستقبل”، الذي كان يشكّل رافعة اساسية للحزب الإشتراكي في بيروت وإقليم الخروب، فإن جنبلاط سيحاول من خلال تحالفه مع “القوات اللبنانية” في الجبل، وبالأخص في الشوف وعاليه وبعبدا، التعويض عن الثقل الإنتخابي، الذي كان يؤمّنه له التيار الأزرق الحليف، أقّله من الناحية المعنوية، وتحت شعار “منع لبنان من السقوط تحت الوصاية الإيرانية”، وهو شعار يدغدغ مشاعر الذين يُعتبرون “سياديين” من وجهة نظر 14 آذار، مع العلم أن ثمة إختلافًا جوهريًا في تفسير الشعارات، ومن بينها كلمة “سيادية”، إذ أن لكل فريق من الأفرقاء اللبنانيين تفسيرًا خاصًّا به ومختلفًا عن المفاهيم الأخرى، ومن زوايا متعدّدة الإتجاهات ووفق أولويات كل فريق ومدى إرتباطاته الخارجية، التي تبقى خاضعة للغربلة والتأويل والإجتهاد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook