آخر الأخبارأخبار دولية

مشروع قانون يمنع امتلاك “الحيوانات الخطيرة” بينها التماسيح و…القطط !

نشرت في: 30/11/2021 – 18:48آخر تحديث: 02/12/2021 – 17:47

إنه مشروع قانون يبدو خياليا ولكن تم اقتراحه بالفعل، إذ يطمح 75 نائبا إلى منع مواطنيهم من امتلاك القطط والكلاب أمام طائلة دفع غرامة مالية كبيرة ومصادرة الحيوان. وكرد فعل، يحتج كثير من الإيرانيين على إنستاغرام ناشرين صور حيواناتهم المسالمة للتعبير عن رفضهم للمقترح.

نشر كثير من الإيرانيين صورا لحيوانهم “الخطير” بهدف التنديد بمشروع القانون هذا الذي يتخوفون من المصادقة عليه خصوصا وأن الأغلبية الساحقة من نواب البرلمان هي من غلاة المحافظين الذين يبدون موافقة على تشديد التشريعات المتعلقة بامتلاك الحيوانات. وتم الإمضاء على عريضة وتوجيهها إلى رئيس البرلمان باقر القليباب لمطالبته بسحب المقترح.

ويجمع مشروع القانون الكلاب والقطط مع التماسيح وحيوانات أخرى، وينص على غرامة مالية قدرها ثمانون مليون تومان إيراني (2666 يورو) أي ما يعدل سبعين ضعفا من الأجر الأدنى في البلاد.

Mohammad Ali Abtahi, ancien directeur de cabinet du président Khatami, proche des réformistes, a partagé cette photo sur Instagram : “qu’est-ce que cet adorable chat a en commun avec un crocodile ?” © .

محمد علي أبطحي، المدير السابق لمكتب الرئيس محمد خاتمي المقرب من الإصلاحيين نشر هذه الصورة على إنستاغرام “ما نقاط التشابه بين هذا القط الرائع والتمساح؟”.

وبالنسبة إلى معارضيه، فإن مشروع القانون لا يزيد وضع الحيوانات السيئ أصلا إلا سوءا. وقد بدأت هذه الفكرة في الإلقاء بتداعياتها، إذ أكدت عدة ملاجئ للحيوانات ارتفاع عدد الحيوانات المتروكة خلال الأسابيع الماضية.

“Ajouter une photo de votre animal dangereux ici” dit cette publication Instagram.

“Ajouter une photo de votre animal dangereux ici” dit cette publication Instagram. © .

“أضيفوا صورة حيوانكم الخطير هنا” هذا ما كتب في هذا المنشور على إنستاغرام.

وفي كثير من بلدان العالم الإسلامي، ينظر إلى الحيوانات الأليفة خصوصا منها الكلاب على أنها مصدر لـ”الوسخ” و”النجاسة”. ولكن في تركيا على سبيل المثال، تحظى هذه الحيوانات بقبول كبير. وبالنسبة إلى مراقبتنا، فإن “النجاسة” ليست السبب الوحيد الذي دفع غلاة المحافظين إلى التفكير في منع امتلاك القطط والكلاب. ومينو مومني هي صحافية وناشطة للدفاع عن حقوق الحيوان. وتملك قطا وكلبا.

إنه ليس قرارا مفاجئا . إذ إن المتشددين الذين وصلوا إلى البرلمان في الانتخابات الأخيرة يعدون للأمن منذ سنوات. وفمنذ نحو عشر سنوات، وضعوا أفراد شرطة الأخلاق أمام المصحات البيطرية وصادروا كلابا. ومن ثم يرمونها في الصحاري المحيطة بطهران. أثار الأمر ضجة حينها واضطروا لإيقاف حملتهم. وفي يومنا هذا، نسمع قصصا عن عمليات مصادرة للحيوانات هنا وهناك.

وفي الحقيقة، فإن أحد الأسباب الرئيسية هي أنهم يعتبرون القط والكلب مرتبطين بنمط الحياة الغربية وبالتالي هم ينظرون إلى الأمر من جانب سيئ. زد على ذل أنه -حسب وجهة نظرهم- الناس يمتلكون كلابا وقططا عوض الحصول على أبناء ورفع معدل الخصوبة الذي يشكل أحد أهداف أعلى مؤسسات الدولة [فريق التحرير: معدل الخصوبة في إيران لا يتجاوز 1,6 فيما يصل في تركيا إلى 2,02 وفرنسا إلى 1,85].

ولكني أشك أن الناس سيتخلون عن حيواناتهم بسهولة. حيواناتي هم مثل أطفالي. ولا أحد سيتخلى عن أبنائه بسبب قانون ما. وإذا لم ينصتوا إلى احتجاجنا وصادقوا على هذا القانون، سنجد طريقة ما لتجاوز الوضع.

“يمكن لهم مصادرة كلبي بأي طريقة كانت”

في الوقت الراهن، مشكلتنا -حتى قبل أن تتم المصادقة على مشروع القانون- هي ارتفاع أسعار كل ما هو مرتبط بالحيوانات الأليفة من غذاء ودواء ولقاحات، كل شيء ارتفع سعره. على سبيل المثال، كنت أنفق 250 ألف تومان (فريق التحرير: حوالي 8 يورو) على كيس غذاء بعشرة كيلو غرامات لكلبي أما الآن فأصبح يكلفني مليوني تومان (فريق التحرير: حوالي 66 يورو) وفي كثير من الأحيان يكون غذاء الكلب غير صالح. أما اللقاحات فتكلف خمسة عشر ضعف ما كانت عليه وتصل إلى نحو 600 ألف تومان (عشرين يورو). وفي ملاجئ الحيوانات، ارتفع سعر تعقيم الكلب بشكل ملحوظ ووصل إلى نحو مليوني تومان [فريق التحرير: الأجر الأدنى في إيران في حدود 2,65 مليون توما أم ما يعادل 88,5 يورو].

كل ذلك مرتبط بقرار السلطات منذ مدة حظر توريد المنتجات المرتبطة بالحيوانات الأليفة مثل الغذاء على سبيل المثال الذي أصبح المهربون الآن مصدره الوحيد. غذاء الحيوانات الذي يصنع عندنا ليس جيدا وتعاني الحيوانات من مشاكل صحية بعد تناوله.

 


“Je vous présente l’animal dangereux de la maison, si vous avez un animal dangereu,x, partagez ici” dit cette publication Twitter

أقدم لكم الحيوان المنزلي الخطير، إذا كان في بيتكم حيوان خطير، انشروا صورته هنا. هذا ما كتب في هذا المنشور على تويتر.

في ملجا الحيوانات الذي أعمل به، يوجد عدد أكبير من الحيوانات المتروكة ويقوم الناس بجلبها إلينا بعد أن عثروا عليها في حدائق أو على قارعة الطرق. أصحابها غير المسؤولين متخوفون من دفع غرامة مالية كبيرة أو إيداعهم في السجن في غضون بضعة أسابيع، وبالتاي هم يقومون بالتخلص منها ببساطة.

بالموازاة مع ذلك، هناك طلب متزايد على القطط، وعلى الأغلب يعود ذلك إلى أنها ليست بحاجة إلى الخروج ويمكن إخفاؤها بسهولة.

في كل الأحوال، أصبح من الصعب بما كان التجول مع كلبك في الشارع بحرية. فإذا ما رأتني دورية للشرطة مع كلبي، يمكن لهم افتكاكه مني وهو ما اضطرني إلى الخروج به في الصباح الباكر أو أواخر الليل. ومنذ بضعة أسابيع، أوقفني شرطي وقالي لي بكل وضوح أن بإمكانه مصادرة كلبي. لقد كان دمثا ولكنه قال لي إني لن أكون محظوظة إذا ما استوقفتني الشرطة في المرة المقبلة.

وفي محيطي الشخصي، تملك ست من كل عشر عائلات حيوانا منزليا. كما أن من المحتمل أن عددا من رجال الدين الإسلامي يملكون قطا أو كلبا، وبالتالي فإن هذا القانون يمكن أن يشمل شريحة واسعة من الناس.

 

“حيوان أبي الخطير” هذا ما كتب في هذه التدوينة الساخرة على تويتر.

ومنذ وقت طويل، يعد امتلاك حيوان منزلي ترفا في إيران، ولكن حسب مراقبتنا، فإن الأمر أصبح أكثر انتشار الآن. وتدلل مراقبتنا على كلامها بالإشارة إلى ارتفاع عدد عروض الحيوانات والطب البيطري على الإنترنت وفي المحلات.

وفي رد على موجة التنديد، قال أحد النواب الذين اقترحوا مشروع القانون حسين علي دليغاني في حوار صحافي بتاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر إن “السير مع الكلاب والقطط يشكل تعديا على الآخرين وتقليصا من حريتهم. ومن جانب آخر، يمكن للناس جلب أبقارهم وأغنامهم في الحدائق ما يمكن أن يؤثر على النظام العام، ومن خلال هذا القانون، يمكن أن نتفادى هذا الإشكالات”.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى