آخر الأخبارأخبار دولية

“#أنا مستقيل”… وسم رائج على تيك توك بالولايات المتحدة في إشارة لمطالب الناس من سوق العمل بعد جائحة فيروس كورونا


نشرت في: 19/11/2021 – 10:11آخر تحديث: 30/11/2021 – 17:24

“الاستقالة الكبيرة” هذا هو الاسم الذي أطلق على موجة استقالات غير مسبوقة تهز الولايات المتحدة منذ الربيع الماضي. ففي شهر آب/ أغسطس الماضي، غادر نحو 4,3 مليون أمريكي وظائفهم من مجمل رقم غير مسبوق من الاستقالات وصل إلى عشرين مليونا منذ شهر نيسان/ أبريل. ويتحدث كثير من الناس عن سبب استقالتهم من خلال فيديوهات على تطبيق تيك توك.

حسب مراقبتنا في الولايات المتحدة، فإن جائحة فيروس كورونا سمحت بالتعرف أكثر على قيمة العمل والروتين الممل لحلقة “ميترو – عمل ثم نوم” وثقافة المؤسسة وما يتطلبه الأمر من إيجاد توزان بين العمل والحياة الخاصة بعد أن عملوا لسنوات طويلة من أجل رواتب لا تزيد رغم ارتفاع معدلات التضخم.

“لقد استعاد الناس الآن السيطرة على حياتهم”

غادرت أليسون بيك عملها كمديرة برامج في شهر آب/ أغسطس، ويعود ذلك بالأساس إلى عدم رغبتها في العودة إلى مكتبها بعد أن بدأت في العمل عن بعد خلال فترة الإغلاق العام بسبب الجائحة. ومنذ ذلك الحين، عثرت بيك على عمل جديد يمكنها من العمل من بيتها. وشاركت بيك تفاصيل حياتها وعملها من البيت من خلال مقاطع فيديو عبر تطبيق تيك توك.

“مع بدء انتشار فيروس كورونا، بدأت في العمل عن بعد من بيتي واكتشفت أن ذلك يروق لي. لم أعد مضطرة إلى تضييع وقت طويل في وسائل النقل للذهاب إلى مقر عملي ووجدت الوقت لأذهب إلى صالات الرياضة في الصباح وأخذ مواعيد طبية وسط اليوم إن كانت هناك حاجة لذلك. وبالتالي عندما طلب مني مشغلي العودة للعمل من المكتب، اكتشفت أنني لا أريد العودة إلى مقر العمل. ولذلك وجدت عملا يتيح لي العمل عن بعد يلاءم بشكل أكبر احتياجاتي الجديدة.

عندما تم إجبار كل الناس على العمل عن بعد خلال فترة الحجر الصحي في بداية الجائحة، خسر عدد كبير من الناس وظائفهم لأن الإنتاج تهاوى. أما الآن فقد عادت عجلة الاقتصاد إلى الدوران. عاد الناس إلى العمل من جديد ولكنهم لم يعودوا لنفس الأعمال التي شغلوها لعدة عقود لصالح نفس الشركة وتعرضوا فيها لسوء المعاملة أو تم طردهم خلال الجائحة. لقد تمكن هؤلاء الأشخاص الآن من السيطرة على حياتهم. فعلاقتهم مع العمل بصدد التغير.

أعتقد أن كثيرا من الناس انتبهوا للأمر مع انتشار الجائحة: الحياة قصيرة وثمينة. وبالتالي هم يريدون الآن أن تكون أولويتهم لحياتهم أكثر من عملهم. أرى كثيرا من الناس ينشرون مقاطع فيديو على تطبيق تيك توك يشجعون من خلالها عل أهمية فهم كل شخص لقيمته الذاتية أثناء عملية البحث عن عمل وعدم قبول أول وظيفة تعرض عليهم.

قريبا، ستعرض الشركات الكبرى رواتب تنافسية بهدف الحفاظ على موظفيها. إذ أن المؤسسة التي أشتغل لحسابها حاليا تقترح عطلا مدفوعة الأجر لفترة غير محددة. لم أر هذا مسبقا قط، وهو أمر يعجبني، كما يمكنونني من بدل أكل كل أسبوع. يجب على المؤسسات الآن إظهار قدر أكبر من الابتكار في الامتيازات التي يقترحونها لأن الراتب لوحده لم يعد كافيا.

 

” يمكن أن تكون لموجة الاستقالات هذه انعكاسات دائمة”

ولا يعد هذا الوضع مفاجئا بالنسبة إلى أنتوني كلوتز أستاذ الإدارة في جامعة “أي آند إن” في ولاية تكساس. وكان هذا الأستاذ الجامعي قد أعلن قدوم موجة “الاستقالات الكبرى” في أيار/ مايو الماضي خلال حورا أجراه مع موقع بلومبيرغ بشأن إمكانية حدوث الذروة في عمليات تغيير الوظائف. واتصل به فريق تحرير مراقبون فرانس24 لسؤاله عن التداعيات المحتملة لهذه الظاهرة على المدى الطويل.

لقد جرت عملية مراكمة للاستقالات بين من حافظوا على وظائفهم وكانوا سيغيرونها حتى بدون حدوث جائحة فيروس كورونا وبين أولئك الذين حدثت لهم “رغبة في التغيير بسبب الجائحة” جعلتهم يبدلون نمط حياتهم وأولئك الذين ببساطة لا يريدون العودة إلى محيط مكتب العمل.

خلال فترة الجائحة، انغلق كل الناس تقريبا على أنفسهم وشاهدوا كما كبير من الأخبار، لقد كان الموت في كل مكان. ونعلم أنه عندما يكون الناس محاطين بأخبار المرض والموت، فإنهم يمليون إلى طرح أسئلة وجود من نوع: “هل أنني بصدد عيش حياة جيدة؟” واكتشف كثيرون أن الإجابة هي “كلا” وأنه يقضون ما بين أربعين إلى مائة ساعة في الأسبوع في فعل أشياء لا يحبونها. هذا الاكتشاف الجماعي الكبير غير من طريقة رؤيتهم لمكانة العمل مما أدى إلى تغييرات جذرية في نظرتهم للحياة.

أعتقد أن موجة الاستقالات هذه سيكون لها تأثير على المدى الطويل. وقبل الجائحة، كان العمل بالنسبة إلى الغالبية العظمى من الأمريكيين ضروريا ومحوريا في نظرتهم لهويتهم ولقيمة عملهم على المستوى الاجتماعي. ولكني أعتقد أن هذه المكانة قد تراجعت وتنحت جانبا لصالح أشياء أخرى مثل العائلة والترفيه والسفر أو أي شيء مهم بالنسبة إليهم.

ويقدر أنتوني كلوتز أن هذا الشعور الجديد لسيطرة الموظفين على حياتهم الخاصة تغذى بالأساس على وسائل التواصل الاجتماعي ومكن الناس من اكتشاف أنهم لم يكونوا لوحدهم لكنه حذر في المقابل من انقلاب محتمل للوضع:

أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي للناس الانطباع بأن كل العاملين بصدد تقديم استقالتهم ولكن لا يجب نسيان أنه -حتى وإن وصلنا لعدد استقالات غير مسبوق- فإن ذلك لا يخص إلا أقلية من العاملين. لقد طبعت وسائل التواصل الاجتماعي معنى الاستقالة من العمل وحولتها إلى أمر طبيعي رغم أنها قرار كبير ومهم.

وهناك إحساس بوجود موجة “استقالات كبيرة” في عدد من بلدان القارة الأوروبية خصوصا في ألمانيا حيث غادر نحو ستة في المئة عملهم لأسباب تتعلق بجائحة فيروس كورونا حسب دراسة حديثة أعدتها مؤسسة ‘أر أتش أس جي وركس” RH SD Worx. وحسب نفس الدارسة، فإن ذات الأمر ينطبق أيضا على 4.7 بالمائة من البريطانيين و2.3 من الفرنسيين.

ولكن في المقابل، فإن هناك جدولا أكثر سوداوية في البلدان النامية حيث فقد عدد كبير من الناس عملهم بسبب الجائحة. في أمريكا اللاتينية وجزر الكارييبي على سبيل المثال، فقد خسر 26 مليون شخص عملهم خلال السنة الماضية في فترة التوقف شبه الكلي للاقتصاد بسبب جائحة فيروس كورونا حسب دراسة أجراها المكتب الدولي للعمل.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى