آخر الأخبارأخبار محلية

الخطيب: المطلوب تحويل التحالفات الى استراتيجية وطنية تترجم بمشروع وطني ونصر على تصحيح المسار القضائي في قضية الطيونة والمرفأ واخراجه من التسييس

وطنية – أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة، في مقر المجلس والقى خطبة الجمعة التي قال فيها: “من نافلة القول، ان الاسلام كدين ورسالة كان له بصمته الخاصة على مستوى المفاهيم التي أرساها والمنظومة الفكرية المتكاملة التي تميز بها على المستوى العقائدي والاخلاقي والتشريعي السياسي والاقتصادي وترابطها بحيث لا يمكن النظر اليها والحكم عليها بشكل منفصل وعلى نحو مجتزأ والاهداف التي رسمها وعمل على تحقيقها وانجازاته الحضارية العظيمة في فترة قياسية نسبية والقدرة التي اظهرها في مواجهة التحديات الكبرى التي اعترضت مسيرته على هذا المدى الزمني، واستطاعته الثبات والاستمرار عابرا للتحولات والتقلبات السياسية والاجتماعية الكبرى التي حدثت سواء من داخل المجتمعات التي تنتمي اليه او من خارجها، وهي الميزة التي امتاز بها وأبقته قوة عقائدية وفكرية وثقافية فاعلة قادرة على استيعاب المتحولات ومواجهة التحديات العقائدية والثقافية والسياسية المعادية، وإن بدا في بعض المحطات التاريخية ان هناك تراجعا او ضعفا، لكنه سرعان ما ينقشع المشهد عن قوة فكرية هائلة يبدو امامها هزال التحديات الفكرية التي طرحت كبدائل تعطى صفات الحضارية، وما أشبهها يؤخذ بها بعض السطحيين نتيجة الوهن والتراجع للامة وسطوع نجم القوى الاستعمارية المعادية واستغلالها الفرصة للانقضاض على الامة باستخدام وسيلة تشويه المفاهيم الاسلامية واعادة ضخها بين النخب الفكرية”.

وقال: “لقد شهدنا في المرحلة الماضية ابتداء من مرحلة الاستعمار المباشر تكثيفا هائلا لهذه المحاولات وتحميل الاسلام تبعات التخلف لايجاد شرخٍ كبير وحالة انفصال بين ابناء الامة وبين دينها وتاريخها، ورغم هذه المحاولات والعمل الحثيث وتسخير الوسائل المختلفة والامكانيات الهائلة للوصول الى هذا الهدف، فإن هذه المحاولات باءت بالفشل الى حد كبير رغم الاثار الكبيره والخسائر الهائلة التي تركتها في جسد الامة، ولكنها في المقابل ابدت مقاومة قل نظيرها سواء على مستوى النظري والفكري وتمكن المتصدرين لهذه المواجهة من تثبيت قواعد المواجهة الفكرية في ساحة الصراع الفكري ودفعت في هذا الصراع ما لا يقدر بثمن مادي على الاطلاق، كان في صدارته الشهيد السعيد الامام السيد محمد باقر الصدر في العراق واية الله الشيخ مرتضى مطهري في ايران، وغيرهما من علماء الامة الافذاذ الذين بذلوا وما زالوا جهودا جبارة في هذا المضمار في سائر بلدان العالم الاسلامي”.

واشار الى ان “الصراع تعدى المواجهة الفكرية الى المواجهة العسكرية كانت فيها القضية الفلسطينية ابرز العناوين وشكل فيها لبنان احد ابرز ميادين المواجهة مع المشروع الاستعماري الذي لم يكن مجرد احتلال للارض الفلسطينية فحسب، وانما تحد لارادة الامة والاعلان عن هزيمتها الى الابد بتسليم منها لهذا الواقع وتوقيع على صك الهزيمة، الامر الذي نشهد اليوم بداية النهاية له رغم شراسة المواجهة التي تستخدم فيها أقذر الاسلحة باللجوء الى الحصار الاقتصادي والضغوط الاجتماعية وايجاد الفوضى المجتمعية والانقسامات الطائفية، وهي قمة المواجهات التي تحتاج الى قدر كبير من الوعي واليقظة والانتباه كي تتجاوز القوى الحية التي تتصدى المواجهة هذه الاهداف الخبيثة، ولا تقع في الاشراك التي تنصب لها، وهي كثيرة ومتعدده اعدت لها الوسائل والامكانيات اللازمة لتصل الى النتائج المرسومة، وهي افشال محاولات المواجهة والقضاء عليها من الداخل بالاستناد الى نفس النهج الذي استخدمته تاريخيا باثارة النعرات الطائفية والعرقية للتدخل في شؤون المنطقة بذريعة حماية الاقليات”.

وقال: “لذلك، فاننا رغم النجاحات الكبيرة التي تحققت في المرحلة الماضية والنفاذ من مطبات الانجرار الى حروب طائفية داخلية باللجوء الى نسج تحالفات داخلية، الا ان هذه التحالفات لم تصل في الغالب الى تحالفات استراتيجية وتعرضت لاهتزازات خطيرة كادت ان تأتي عليها، رغم انها حققت بعض الاهداف المرحلية وساهمت في دفع بعض الاخطار او استطاعت تأجيلها الى حين، والمطلوب تحويل هذه التحالفات الى استراتيجية وطنية تترجم بمشروع وطني تعمل هذه القوى على تحقيقه. كما ان المطلوب ايضا في هذا السياق رسم برنامج عمل يدفع باتجاه الاستجابة للحاجيات اليومية للمواطنين وتخفيف الاعباء عنهم وعدم ترك هذا العبء على فريق واحد بدل تضافر الجهود كفريق واحد على تحقيق هذه الغاية، مع عجز المؤسسات الرسمية في ظل الواقع المعاش عن القيام بتحمل المسؤولية في هذا السبيل”.

اضاف: “من غير المتوقع ان تستطيع الحكومة الجديدة انجاز الكثير للمدة القصيرة المعطاة لها ولانشغالها المتوقع بالانتخابات النيابية، على ان ذلك لا يشكل عذرا لها لعدم القيام بما يمكنها القيام به لتخفيف الاعباء عن كاهل المواطنين بالاسراع بانجاز البطاقات التمويلية التي ما زالت حتى الان مجرد قرارات لم تر النور، ولسنا نرى الا الاستجابة لمطالب صندوق النقد الدولي من رفع الدعم وترك المواطنين يحترقون بنار اسعار السلع الاستهلاكية والمحروقات دون اي اهتمام بالوضع المعيشي والصحي والاستشفائي للناس الذين يعانون ويئنون ويصرخون دون ان يستجاب لهم ولا من مجيب”.

ورأى “ان كارثة المدارس والطلاب واهاليهم لا تقل عن ذلك، فيما بعض الذين اعطوا انفسهم صفة الثورة يتلهون بفبركة الاخبار والمتاجرة بانفجار المرفأ والدفاع المزعوم عن القضاء وعن اهل الشهداء بتزوير الحقائق والاستخدام السياسي، تحقيقا لغايات اقل ما يقال فيها انها غير بريئة ومشبوهة، ثم تنبري للدفاع عن القتلة والجزارين في جريمة الطيونة وتتهم المجني عليهم والقضاء في ازدواجية وانتقائية مخزية، فيما كان الاجدر بها ان تعمل على تحقيق المطالب المحقة للشعب اللبناني من اعادة الاموال المنهوبة وحل مشاكله وازماته الاقتصادية بتوزيع ما يصلها باسمه من مساعدات يظهر من خلال ممارساتها انه مال سياسي دفع لتحقيق اجندات خارجية، لا يسمع لها صوت للدفاع عن مصالح البلاد وسيادتها حين تتعرض للانتهاك من العدو الاسرائيلي، وانما تنبري للدفاع عن مصالح مشغليها وحرف الانظار عن الاخطار التي تتهدد الوطن”.

وقال: “وفي قضية الطيونة والمرفأ، نعود ونكرر اننا نصر على ضرورة تصحيح المسار القضائي واخراجه من التسييس وفق الاصول الدستورية والسير بقضية مجزرة الطيونة الى النهاية وملاحقة المجرمين والمحرضين وانزال اشد العقوبات بحقهم.
كما، ونستنكر بشدة الجرائم الإرهابية الغادرة في قرية الرشاد ومناطق اخرى في محافظة ديالى العراقية ، التي تؤكد من جديد ان الجماعات الارهابية فئة مجرمة اتقنت مهنة القتل وخرجت عن القيم الانسانية و التعاليم الدينية بارتكابها مجازر دموية تحصد من خلالها الابرياء المدنيين خدمة للغرف الصهيونية السوداء لتخريب الدول العربية والاسلامية، وندعو العراقيين للانصهار في بوتقة الوحدة الوطنية والانخراط في معركة القضاء على العصابات التكفيرية التي لا تستهدف زعزعة الامن والاستقرار في العراق فحسب انما المنطقة بأسرها، ونتقدم من حكومة العراق الشقيق ومن قيادة الحشد الشعبي وذوي الشهداء بأحر التعازي سائلين الله تعالى للشهداء الرحمة وللجرحى الشفاء العاجل.
و على صعيد العلاقات الخليجية اللبنانية فإننا حريصون على ان تكون في افضل حال على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون لما فيه الخير للجميع وتحقيق المصالح المشتركة وتعميق هذه العلاقات بين دولنا وشعوبنا، ويؤسفنا ان تصل الامور الى وضع يضر بها او يعكرها ، ولذلك فإنا ندعو وبكل محبة الى اصلاحها وعدم دفع الامور الى المزيد من التعقيدات وردود الافعال التي ليست في صالح ايٍ من الاطراف .
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد، صدق الله العلي العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Get Outlook for Android


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى