آخر الأخبارأخبار محلية

ندوة في مركز معروف سعد عن أزمات التعليم في لبنان

وطنية – نظم المكتب التربوي في التنظيم الشعبي الناصري، ندوة في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا بعنوان “أزمات التعليم في لبنان في ظل الانهيار”.

حضر الندوة حشد من الأساتذة والمهتمين، وأدارها أمين سر المكتب التربوي الأستاذ أحمد البني الذي قدم شرحا عن الواقع التعليمي في لبنان، والأزمات التربوية الممتدة من سنوات عديدة، والتي باتت تشكل حملا ثقيلا على القطاع التعليمي. وقال: “كان من المفترض أن يحمل العام الدراسي في طياته الكثير من الآمال والتطلعات للأسرة التعليمية، وذلك لأخذ حقوقهم المشروعة والمهدورة. في ظل هذا المشهد المؤلم والمحزن وفي ظل استمرار الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية واستفحالها، نتيجة تخلي الدولة عن واجباتها تجاه مواطنيها، وتركهم لقمة سائغة في وجه الاحتكار والفساد والسرقات والمحاصصة الطائفية، إن قطاع التعليم يواجه الكثير من الأزمات في ظل غياب الحلول، وغياب المشروع التربوي الذي من شأنه أن يوحد الهوية التربوية الجامعة الموحدة”.

ثم كانت مداخلة لأستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتور باسل صالح، شرح خلالها أزمات الجامعة اللبنانية والمشكلات التي تواجه أساتذتها وطلابها، وقال: “إن العقل الذي يدير الجامعة والسياسة الليبرالية هي التي أدت إلى العديد من الأزمات وعدم إيجاد حلول. هناك شق بنيوي ولوجستي ومادي، فمثلا ميزانية الجامعة اللبنانية كانت على سعر صرف الدولار 1500، اما اليوم الميزانية المعتمدة لم تعد تفعل شيئا أمام تدني القدرة الشرائية وارتفاع سعر الدولار الجنوني، وبالشق الآخر الجامعة تعاني نقصا كبيرا في البناء من قاعات أو الحد الادنى من عميلة البناء لمؤسسة وطنية رسمية. والشق الاساسي يكمن في قضية الاساتذة في الملاك والمتفرغ والمتعاقد بالساعة، بحيث يفترض لاي مؤسسة تعليمية في لبنان أن يكون الثقل فيها مكونا من الرأس المال البشري، وهو ثابت ومنتج. وما يمكن القول هنا إن نسبة الاساتذة من الملاك والمتفرغين لا تتعدى نسبة 20% في حين أن القانون ينص ما لا يقل عن وجود نسبة 80% منهم وهذا اساسي وثابت”.

أضاف: “إن مشاكل أساتذة الجامعة والطلاب عديدة ومتشعبة. وفي السياسة الليبرالية المتبعة حدد البنك الدولي ثلاثة مطالب، منها دمج الصناديق الضامنة – تخفيض حجم القطاع العام – المعاش التقاعدي، ومن الان لم يعد هناك من معاش تقاعدي يحصل عليه الاستاذ الجامعي المتفرغ، وهذه تعتبر مصيبة كبرى، أي عندما ينتهي من فترة التعليم عليه ان يبحث على عمل أخر ليستطيع الاستمرار في حياته وتأمين قوته والعيش بكرامة”.

وأضاف صالح: “بالنسبة الى إمكانية التغيير، نعم هناك امكانية وشاهدنا ما حصل في ثورة 17 تشرين، كيف هب الجميع من القطاعات كافة، وكان الطلاب والاساتذة معا في هذه المعركة في حين القمع وممارسة أساليب الترهيب والوعيد للاسف الشديد كانت تعتمد في الجامعة، من أجل الضغط على الاساتذة، حتى لا يمارسوا حقهم في أي عملية ترشيح لانها حتما ستؤدي الى تغيير في الممارسة والفكر والنهج التربوي المتبع والسعي نحو العمل الديمقراطي ومنظومة تربوية متطورة تحافظ على الجامعة وتصون حقوق اساتذتها وتفتح مستقبلا لجيل طلابي مسؤول ومشرق”.

سعادة

ثم كانت مداخلة للقيادي في “التيار النقابي المستقل” الأستاذ جورج سعادة، قال فيها: “ان ما يحصل اليوم من السلطة السياسية هو اتباع نظام نيو ليبرالي، أهم أهدافه هو ضرب دولة الرعاية الاجتماعية، والذي تحقق عبر نضالات عديدة منذ عشرات السنين، واوليات هذا النظام النيوليبرالي هو شعار الخصخصة، وهذا ما يحصل مع مؤتمر باريس 1 , 2 ,3 والذي يتطابق اليوم مع شروط البنك الدولي بإلغاء كل الضمانات والخدمات العامة التي تقدم للمواطنين، وتحت حجج واهية أن القطاع العام قطاع يخسر الدولة. أمام هذا الواقع ترى عملية تدمير ممنهج للمؤسسات العامة لحساب القطاع الخاص، عبر قرارات متناقضة وعجز عن ايجاد حلول للازمات المتفاقمة، والحلقة الاضعف هم المتقاعدون، فضلا عن مشكلة النقص في الملاك، بحيث هناك فوارق كبيرة جدا بين المتعاقد والملاك في المدارس والادارات العامة. أما الاساتذة المستعان بهم لتعليم الطلبة السوريين، فالدول المانحة تدفع 12$ على الساعة بينما يقبضون 20 الف ليرة، انها سرقة العصر بامتياز ودون حصولهم على الحد الادنى من الضمان وبدل النقل. اما القرطاسية فالمعنيون استطاعوا تأمينها فقط للصف السابع وما بعد السابع يبقى عالوعد يا كمون”.

ووصف سعادة “اتفاق الروابط مع الوزارة باتفاق الخيانة، فالاساتذة لا يحتاجون مكرمة أو حسنة من أحد بل مبلغ 90 دولارا هو حق لهم، ولن نقبل بأن يتسولوا من احد، فكفى ذلا واهانة وضربا للتعليم”، وقال: “ان هذه الازمة خطيرة جدا وتدمر البلد، واذا اردت ان تدمر وطنا ابدأ بضرب التربية والتعليم فيه، كما تفعل تماما هذه السلطة التي اخذتنا الى المجهول من جراء سياستها الفاشلة”.
واختتمت الندوة بحوار مع الحاضرين.

================== ر.ع


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى