الوكالة الوطنية للإعلام – عبد الساتر في قداس عيد مار اغسطينوس من كفرا: لنحيا الألم في حياتنا مع الرب فنبني عالما أفضل ونجد سعادة لا تزول

وطنية – احتفل راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر بالقداس الإلهي لمناسبة عيد القديس أغسطينوس، في كنيسة مار أغسطينوس في كفرا – بيت مري، عاونه فيه خادم الرعية الخوري شربل بشعلاني والخوري منصور رحمة، بمشاركة الخوري بسام سعد، وحضور عدد من الراهبات، رئيس بلدية عين سعادة أنطوان بو عون، مختار عين سعادة موريس الأسمر، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى، وكشاف الأرز فوج السيدة – مار أغسطينوس عين سعادة، وحشد من أبناء الرعية. 
 
وبعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران عبد الساتر عظة قال فيها: “أشكر للخوري شربل بشعلاني خادم الرعية ولمعاونه الخوري منصور رحمة دعوتهما لي لأحتفل وإياكم بعيد القديس أغسطينوس شفيع هذه الرعية المباركة. وإنها لنعمة بالنسبة إلي أن أعود ومن بعد سنة، إلى الالتقاء بكم والصلاة معكم من أجل بلدتكم وازدهارها، ومن أجل المحزونين من بينكم ليتعزوا، ومن أجل المرضى ليشفوا، ومن أجل الخاطئين ليتوبوا، ومن أجل البعيدين والقريبين ليحفظهم الرب بعنايته الأبوية”.

اضاف: “عبارة اشتهر بها قديسنا أكررها على مسامعكم، في هذا المساء، لتكون الفكرة الأساس في عظتي: “خلقتنا لك يا رب، وقلبنا لا يزال قلقا حتى يرتاح فيك”. وبكلام آخر: نحن خلقنا من الله، لنعيش مع الله ولنرتاح فيه. فهل هذا الكلام لا يزال ينطبق على واقعنا نحن المسيحيين في لبنان؟ وهل لا يزال الرب يسوع أساس حياتنا ومحورها وغايتها؟ هل نعيش معه كل يوم في المحبة له وللآخرين لنفرح ونسعد؟ والسؤال الأكبر: هل لا نزال نصدق أن الرب قادر حقا على إسعادنا وأن علاقتنا به تكفينا لنكون بأفضل حال منذ الآن وعلى الرغم من الصعوبات والمحن؟”.
 
وتابع: “نحن نعيش وسط عالم يسري فيه وهم وهو أن السعادة هي في الامتلاك وفي السلطة وفي الرفاهية، وأن سعادتك تزيد كلما كثر ما تمتلك وقويت سلطتك وزاد رخاؤك. نحن نعيش بين أناس يتبنون ذهنية تدعو إلى تحقيق المصلحة الذاتية والآنية حتى ولو خرب العالم من حولنا، ذهنية تنادي بوجوب الحصول على ما نريده بأي ثمن ولو على حساب الآخرين لذلك ليس هناك من بعد قناعة أو رغبة في التضحية حبا في الآخر أو صبر. نحن نعيش في زمن يرفض فيه الألم من أي نوع كان حتى ولو كان بسبب المحبة. ونحن المسيحيين نتأثر وللأسف بما يقوله هذا الوهم لنا وبهذه الذهنية المادية والأنانية. لذلك ترانا حزينين ومكتئبين ومتعبين بسبب السعي خلف الأوهام وخلف تحقيق ذات بعيدة كل البعد عن صورة الله التي خلقنا عليها، ولذلك لا نكتفي بالمسيح كمنبع الفرح والتعزية والسلام لنا”.
 
وختم: “لنتعلم من حياة مار أغسطينوس الذي سعى في مرحلة من حياته، خلف السعادة الزائلة بنهم فذاق لذات عدة وحصل على المال والجاه والسلطة، وعلى الرغم من ذلك لم يجد السعادة الحقيقية إلا مع الرب يسوع. لننفض عنا الأوهام والذهنية المخربة. لنعد إلى المسيح مخلصنا الحق وإلى قيمنا الإنسانية والمسيحية من تعاضد وتجرد ومجانية وتشجيع وغفران فنعيشها مع إخوتنا وأخواتنا البشر. لنقنع بما لدينا ولنصبر على ضعف الآخرين وعلى المحن ولنحيا الألم الذي نصادفه في حياتنا مع الرب فنبني عالما أفضل ونجد السعادة التي لا تزول”.
 
                     =====================