آخر الأخبارأخبار دولية

مقطع فيديو يكشف عن ظروف احتجاز مهينة لمهاجر مغربي

نشرت في: 05/10/2021 – 18:18آخر تحديث: 07/10/2021 – 16:59

أدت صور كاميرات مراقبة تظهر مهاجرا مغربيا مقيد اليدين والقدمين ومربوطا في حجرة ضيقة بمركز احتجاز مهاجرين في كوريا الجنوبية إلى موجة استنكار كبيرة خصوصا في بلده الأصلي. وتم تسجيل هذه اللقطات بين شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو وكشف عنها محاميه في 29 أيلول/سبتمبر وندد بظروف احتجاز مهاجرين يواجهون إجراءات الترحيل من كوريا الجنوبية.

حررت هذا المقال: تايس شاين

يتعلق الأمر برجل ممدد على بطنه وتم ربط قدميه وساقيه بحبل وتغطية وجهه بقناع حماية ومربوط بسلاسل. وتذكر هذه الصور بهانيبال ليكتر، بطل فيلم “صمت الحملان” وهو يتخبط بين أربط حيطان في حجرة اعتقال ضيقة. ويمكن أن نقرأ على ظهر قميصه الأسود باللغة الكورية عبارة “أجنبي تحت الحماية”. وتتعلق هذه العبارة بالأجانب الذي يواجهون إجراءات الترحيل في مركز احتجاز “هوا سيونغ” الذي يتجمع به المئات المهاجرين ممن يتواجدون في وضعية إقامة غير قانونية في البلاد والذي يقع على بعد نحو ستين كيلومترا من العاصمة سول.

وتم تسجيل المشهد عبر كاميرا مراقبة في مركز الاحتجاز والرجل الذي يظهر في الفيديو الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الكورية اسم “إم”، هو مهاجر مغربي في الثلاثينيات من عمره ووصل إلى كوريا الجنوبية في تشرين الأول/أكتوبر 2017.


.
. © Observers

وتم نقل هذه الفيديوهات لفريق تحرير مراقبون فرانس24 من قبل محامي المعتقل المغربي. وفي التسجيلات الصوتية التي أرسلها إلينا، نسمع المهاجر المغربي يقول: ” لن أنسى ما حييت ما فعلوه بي، إنه صدمة ستعيش معي إلى الممات”.

وانتشرت الصور انتشار النار في الهشيم على صفحات الإنترنت بالمغرب وأجبرت السفير المغربي في سول على التفاعل، إذ أكد موقع “سيت أنفو” على الإنترنت أنه تواصل مع وزارة الخارجية الكورية.

“إنها المرة الأولى التي يتم فيها الكشف علنا عن صور ومقاطع فيديو من داخل مركز احتجاز في كوريا الجنوبية”

يعود تاريخ التسجيل إلى 10 يونيو/حزيران، ولكن لم يتم الكشف عنها إلا في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، من قبل مجموعة تعنى بالدفاع عن حقوق اللاجئين في كوريا الجنوبية بهدف التنديد بما يتعبرونه بمثابة ارتكاب تعذيب وانتهاك فاضح لحقوق اللاجئين. وجاءت هذه الانتقادات بالخصوص من قبل “دورو” وهو فريق قانوني مهتهم بالشأن العام والذي يقدم يد المساعدة للمهاجرين في كوريا الجنوبية ومن بينهم هاهن جاي لي وهو محامي المهاجر المغربي، والذي حصل على الفيديو من ثم وزعه على واسائل الإعلام بطلب من موكله.

وحسب هاهن جاي لي، فإن الرجل يقول إنه “تعرض لمعاملة الحيوان” وتم احتجازه ما لا يقل عن ست مرات في مثل هذه الظروف بين نيسان/أبريل ويونيو/حزيران 2021 بينهم مرة لأكثر من أربع ساعات. وبالنسبة إلى المحامي، فإن استخدام قناع يغطي كامل الوجد وربط القدمين واليدين لا يمكن تبريره في قانون مركز الاحتجاز إلا في حالات “استثنائية” بهد منع شخص ما من إيذاء نفسه.

من غير المسموح قانونا استخدام معدات بهذه الطريقة. الأصفاد والأغلال وأقنعة الوجه تعد أدوات يمكن استخدامها في نطاق القانون لكن ليس في مثل هذه الظروف بربط أطراف الشخص وراء جسده. مثل هذه التصرفات تشكل بوضوح تعذيبا ومعاملة غير إنسانية في انتهاك لمعاهدة مناهضة التعذيب التي تم وقّعت عليها كوريا الجنوبية.

وقعت حالة معاملة سيئة مشابهة السنة الماضية وتم إصدار توجيهات لتدارك الأمور من قبل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في كوريا الجنوبية. وعلى الرغم من ذلك، إنها أول مرة يتم فيها عرض صور ومقاطع فيديو من داخل مركز احتجاز في كوريا الجنوبية.

مركز احتجاز الأجانب في هوا سيونغ هو الأكبر من نوعه في كوريا الجنوبية. إنه أيضا المركز التي كثيرا ما يواجه اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان. إنه مركز مشهور بلجوئه المتكرر للحبس الانفرادي. هناك حالات مشابهة في مراكز احتجاز أخرى تتعلق بانتهاكات مختلفة لحقوق الإنسان لكن بدرجات وبحجم مختلف عما يجري في هوا سيونغ.

تملك مراكز الاحتجاز هذه التي يتم إرسال المهاجرين المتواجدين في وضع غير قانوني كل مقومات السجن، حسب المنظمات غير الحكومية في كوريا الجنوبية التي تراسل باستمرار وزارة العدل بشأن هذا الوضع.

مركز احتجاز “هوا سيونغ” كان عدة مرات محل انتقادات من قبل المنظمات غير الحكومية. ودافعت إدارة مركز الاحتجاز عن نفسها موضحا أن الرجل الذي تم وضعه في الحبس الانفرادي بعد شجار مع أحد الحراس الذي قدم قضية ضده. ودائما حسب هاهن جي لي، فإن المهاجر المغربي، الذي مازال معتقلا إلى اليوم في المركز، لم يواجه أي مشاكل منذ شهر آب/أغسطس. وكانت الجمعيات قد قدمت التماسا لدى الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في كوريا الجنوبية وتم فتح تحقيق في الموضع. وينتظر أن يتم إصدر قرار في غضون شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

ولا تحظى مسألة حقوق المهاجرين باهتمام كبير في هذا البلد الذي لا يعد معنيا بشكل كبير بموضوع الهجرة. ففي سنة 2019، تواجد في كوريا 360 ألف مهاجر بدون وثائق إقامة ومعظمهم قادمون من دول آسيوية. ولا تحظى حقوقهم بإحاطة كبيرة. وفي شهر شباط/فبراير الماضي، تسبب مصير عاملة من كمبوديا ماتت من البرد في حجرة بيت كانت تعمل وتعيش فيه، إلى إطلاق صيحة فزع في البلاد.

كما أحيا وصول أربع مئة أفغاني في أيلول/سبتمبر الماضي النقاش الوطني بشأن موضوع اللاجئين. ولكن هؤلاء الواصلين الأفغان حظوا باستقبال حار من قبل الرأي العام عكس نحو 500 طالب لجوء من اليمن وصلوا إلى البلاد سنة 2018 والذي تسبب في توقيع عريضة من قبل أكثر من 700 ألف شخص يعارضون قانونا يمكن من استقبال اللاجئين.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى