آخر الأخبارأخبار دولية

طمأنة أوروبية لدول البلقان بشأن مسار الانضمام للتكتل لكن بدون تحقيق تقدم ملموس


نشرت في: 06/10/2021 – 20:19

حاول قادة الاتحاد الأوروبي طمأنة نظرائهم من دول غرب البلقان خلال قمة الأربعاء في سلوفينيا، بشأن مسار ضم ألبانيا والبوسنة وصربيا والجبل الأسود وجمهورية مقدونيا الشمالية وكوسوفو إلى التكتل، لكن من دون تحقيق أي تقدم ملموس في الملفات المجمدة. ويزيد التململ الأوروبي بشأن فتح الاتحاد أبوابه لهذه الدول، من احتمال اختيار بعضها التقرب من روسيا والصين.

أبلغ قادة الاتحاد الأوروبي نظراءهم من دول غرب البلقان خلال قمة عقدت الأربعاء في سلوفينيا، بأن التكتل لا يزال ملتزما بعملية ضم بلادهم لكن بدون حصول أي تقدم ملموس في ملفات انضمامهم المجمدة.

وبحث قادة الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد، تقديم دعم اقتصادي بمليارات اليورو لجيرانه الشرقيين خلال قمة احتضنها قصر بردو في سلوفينيا، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

ورغم سعي المفوضية الأوروبية لإظهار أنها ما تزال أفضل خيار استراتيجي للمنطقة، إلا أن أي اختراق لم يتحقق خلال اللقاء مع قادة كل من ألبانيا والبوسنة وصربيا والجبل الأسود وجمهورية مقدونيا الشمالية وكوسوفو، بشأن الطريق الشاق أمام هذه الدول للانضمام إلى النادي الأوروبي.

تغريدة أورسولا فون دير لاين


ويزداد القلق من احتمال اختيار بعض الدول المرشحة لعضوية التكتل التقرب من روسيا والصين كرد فعل على التململ الناجم عن انتظار فتح الاتحاد الأوروبي أبوابه أمامها لسنوات دون جدوى.

وفي السياق، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عند وصولها إلى القمة “نريد توجيه رسالة واضحة جدا وهذه الرسالة هي أن غرب البلقان ينتمي إلى الاتحاد الأوروبي، نحن نريدهم ضمن الاتحاد الأوروبي”. مضيفة “نحن عائلة أوروبية واحدة وأنا مقتنعة بأننا نتشارك المصير نفسه”.

أوروبا… أو روسيا والصين

وطرأ جمود في السنوات الأخيرة على مساعي الاتحاد الأوروبي للتوسع بعدما كان الأمر ضمن أولوياته، حيث تخشى بعض الدول الأغنى من تسبب ذلك في موجة هجرة جديدة فيما يجد بعض المتقدمين بطلبات الانضمام صعوبة في تطبيق الإصلاحات المفروضة خصوصا في ما يتعلق بالمعايير الديمقراطية.

وقال رئيس وزراء لاتفيا أرتورز كريغانيس كارينش “في لاتفيا، عملية الانضمام إلى الاتحاد كانت بمثابة تغيير لقواعد اللعبة في مجال تطبيق الإصلاح وبالطبع في غرب البلقان لا يزال أمامهم طريق يقطعونه”. إلا أنه قال محذرا “إما أن أوروبا تمد يدها وتسحب هذه الدول نحونا أو يمد شخص آخر يده ويسحب هذه الدول إلى اتجاه مختلف”.

ويعكس هذا مخاوف الاتحاد المتزايدة من تغلغل موسكو وبكين اللتين تبرعتا للمنطقة بملايين جرعات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا. وترتبط موسكو بعلاقات ثقافية وثيقة مع دول أرثوذكسية مثل صربيا فيما قدمت بكين قروضا كبيرة للمنطقة تشمل مبلغا مثيرا للجدل قدره مليار دولار كلفة بناء طريق تكافح الجبل الأسود لتسديده.

في المقابل، يدرس الاتحاد الأوروبي اتفاقا اقتصاديا من شأنه تقديم حزمة “غير مسبوقة” تصل قيمتها إلى 30 مليار يورو (35 مليار دولار) للمنطقة. كما تعهد مسؤولون بنتائج “ملموسة” لسكان البلقان، مثل تحسين معدلات التطعيم لتصل إلى تلك المسجلة في دول الاتحاد العام الجاري وإلغاء رسوم التجوال على الهواتف المحمولة.  

وفي البداية، عرقلت فرنسا والدانمارك وهولندا في 2019 المحادثات بشأن انضمام ألبانيا وجمهورية مقدونيا الشمالية. واليوم، باتت بلغاريا العقبة الرئيسية أمام تحقيق أي تقدم في هذا الصدد، حيث رفضت السماح لجمهورية مقدونيا الشمالية بإطلاق العملية بسبب نزاع بشأن اللغة والتاريخ. والتقى قادة البلدين مع نظرائهم من فرنسا وألمانيا لكن لم يتم تحقيق تقدم قبل الانتخابات المرتقبة في بلغاريا الشهر المقبل.

قضايا عالقة

بدوره، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش الذي قدمت بلاده طلب العضوية في 2009 “ليست لدي أوهام بشأن انضمام سريع إلى الاتحاد الأوروبي”. وتابع أن “الاحتياجات السياسية للاتحاد الأوروبي تشدد على أن التوسع نحو البلقان ليس مسألة مهيمنة أو شعبية”.

وينهي قادة الاتحاد الأوروبي القمة ببيان ختامي لكن بعد سجالات طويلة اتفقوا على القول إن التكتل “يؤكد مجددا التزامه بعملية التوسع”. ورفض دبلوماسيون طلبا من سلوفينيا بالالتزام بضم الدول المرشحة بحلول 2030.

وحققت بروكسل انتصارا دبلوماسيا صغيرا قبيل القمة عندما لعبت دور وساطة لتخفيف حدة التوتر بين صربيا وكوسوفو بشأن لوحات رخص السيارات. فالبلدان الخصمان سابقا على خلاف منذ أسبوعين بعدما منعت كوسوفو السيارات التي تحمل لوحات تسجيل صربية من دخول أراضيها.

وكان النزاع الأخير بين صربيا وكوسوفو التي يتحدر غالبية سكانها من أصول ألبانية، الأسوأ منذ سنوات. ويدور خلاف بين البلدين بشأن قضية الأقلية الصربية في كوسوفو التي تعد بالغة الحساسية.

وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا سنة 2008، بعد حرب استمرت على مدى عقد بين مجموعات من العرقية الألبانية تسعى للاستقلال وقوات صربية. واعترفت نحو مئة دولة، بما فيها جميع دول الاتحاد الأوروبي باستثناء خمس، بالخطوة. ولم تعترف بها صربيا ولا حليفتاها الصين وروسيا. لكن الحوار الذي رعاه الاتحاد الأوروبي بين البلدين الجارين في البلقان وانطلق قبل عقد، فشل في تطبيع العلاقات بينهما حتى اليوم. 

 

فرانس24/ أ ف ب

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى