آخر الأخبارأخبار دولية

تايوان تتهم بكين “بتقويض السلام” بعد أكبر توغل لطائرات حربية صينية في أجوائها

نشرت في: 02/10/2021 – 20:53

أثار تنفيذ الصين لأكبر توغل لطائرات حربية وقاذفات لأجواء تايوان الجمعة والسبت، انتقادات حادة من سلطات الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي، التي اتهمت بكين “بالتنمر وتقويض السلام” الإقليمي. وخلال العامين الأخيرين، تضاعفت حوادث اختراق المقاتلات الصينية لمنطقة الدفاع الجوي التايوانية، حيث توجه بكين من خلال استعراضات القوة تلك رسائل في مناسبات وأحداث معينة، تهدف أيضا لإبقاء أسطول مقاتلات تايوان المتقادم تحت الضغط الدائم.

اتهمت تايوان السبت الصين “بالتنمر وتقويض السلام” الإقليمي بعد أكبر توغل لطائرات عسكرية وقاذفات صينية في منطقة الدفاع الجوي التابعة للجزيرة. 

والجمعة احتفلت بكين بعيدها الوطني من خلال أكبر عرض للقوة الجوية في تاريخها يبدو أنه يستهدف تايوان، حيث اقتحمت أجواء الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي 38 طائرة حربية، بما فيها قاذفات قنابل من طراز “إتش-6” تعد ضمن منظومة الردع النووي الصينية. وأعقب ذلك توغلا قياسيا آخر السبت نفذته 39 طائرة، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع التايوانية.

لماذا اخترقت المقاتلات الصينية سماء تايوان؟



وتخرق الطائرات الصينية الحربية في عهد الرئيس شي جينبينغ بشكل يومي تقريبا “منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي” (أديز) التايوانية. لكن توغل الجمعة استدعى ردا حادا من تايبيه. وقال رئيس الوزراء سو تسنغ-تشانغ خلال مؤتمر صحافي عقد صباح السبت إن “الصين تصرفت بعدائية وقوضت السلام الإقليمي من خلال ضلوعها في العديد من أعمال التنمر”. مضيفا “من الواضح أن العالم والمجتمع الدولي يرفضان سلوكيات الصين هذه أكثر فأكثر”.

توغل عسكري ضخم!!

وبحسب وزارة الدفاع التايوانية، توغلت الجمعة 22 مقاتلة وقاذفتان وطائرة حربية مضادة للغواصات في منطقة الدفاع الجوي التايوانية جنوب غرب الجزيرة. وليل الجمعة، دخلت مجموعة ثانية تضم 13 طائرة إلى “أديز”، ليرتفع العدد الإجمالي للطائرات الحربية إلى 38 طائرة، وفق الوزارة.

وتختلف “أديز” عن المجال الجوي التابع للأراضي التايوانية، لكنها تشمل منطقة أوسع تتلاقى مع جزء من “منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي” التابعة للصين حتى إنها تضم جزءا من البر الرئيسي الصيني. وتضاعفت عمليات توغل الطائرات العسكرية الصينية في هذه المنطقة خلال العامين الماضيين، حيث توجه بكين من خلال استعراضات القوة رسائل في مناسبات وأحداث معينة، ولإبقاء أسطول مقاتلات تايوان المتقادم تحت الضغط المتواصل.

وقبل أسبوع، اخترقت 24 طائرة حربية صينية المنطقة بعدما تقدمت تايوان بطلب للانضمام إلى اتفاق تجاري كبير لمنطقة المحيط الهادئ. وجاء عرض القوة الجمعة بعد أيام من اتهام الصين القيادة البريطانية بـ”نوايا سيئة” بعدما أرسلت فرقاطة للإبحار في مضيق تايوان.

شبح “الغزو الصيني”

وتطالب بكين بالمضيق الذي يفصل البر الرئيسي للصين عن جزيرة تايوان، وكذلك بكل بحر الصين الجنوبي تقريبا. في المقابل، تقول الولايات المتحدة ودول أخرى إن هذه المنطقة تقع في المياه الدولية، وبالتالي فهي مفتوحة للجميع.

وكثفت بكين الضغط على تايبيه منذ انتخاب الرئيسة تساي إنغ-وين في 2016 والتي تصر على أنها تعتبر الجزيرة “مستقلة” وليست جزءا من “الصين الواحدة”. والعام الماضي، نفذت الطائرات العسكرية الصينية عددا قياسيا من عمليات التوغل في منطقة الدفاع التايوانية بلغ 380، إلا أنها نفذت أكثر من 500 عملية من هذا النوع خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام. 

وسجل العدد القياسي السابق لعمليات التوغل الجوي في يوم واحد في 15 يونيو/حزيران عندما خرقت 28 طائرة “منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي” التايوانية. واعتبر شي أن تحول تايوان إلى جزء من البر الرئيسي “أمر لا مفر منه”.

وبدأ المسؤولون العسكريون الأمريكيون الحديث علنا عن المخاوف بشأن احتمال تنفيذ الصين عملية غزو ضد تايوان، وهو أمر ما كان يمكن تخيله في السابق. وباتت حماية تايوان مسألة تحظى باهتمام الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، في وقت بدأ عدد متزايد من الدول الغربية الانضمام لتدريبات “حرية الملاحة” التي تنظمها واشنطن لمواجهة مطالب بكين في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.

ماذا عن الدعم الغربي؟

وأرسلت بريطانيا الإثنين وللمرة الأولى منذ 2008، سفينة حربية إلى مضيق تايوان. ونددت قيادة جيش التحرير الشعبي الصيني بهذه الخطوة واتهمت المملكة المتحدة بأن لديها “نوايا سيئة تهدف إلى تقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان”.

وفي السياق، قال ألكسندر هوانغ الأستاذ المساعد في جامعة تامكانغ في تايبيه، إن التوغل الجوي الأخير لا يهدف لتوجيه رسالة إلى تايوان فحسب، موضحا بأن هناك ثلاث مجموعات سفن حربية تضم حاملة طائرات في المنطقة، أمريكيتان وبريطانية. وأضاف هوانغ “توجه الصين رسالة سياسية إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عيدها الوطني مفادها: لا ترتكبا حماقات في منطقتي”.

وخلال السنوات الأخيرة، عبرت سفن حربية كندية وفرنسية وأسترالية مضيق تايوان ما أثار احتجاجات قوية من بكين.

ويبلغ عدد سكان تايوان 23 مليون نسمة يعيشون في ظل نظام ديمقراطي وتحت تهديد مستمر بغزو صيني. وتعتبر الصين أن جزيرة تايوان جزء من أراضيها وتعهدت إعادتها إلى سيادتها بالقوة إذا ما اقتضى الأمر.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى