آخر الأخبارأخبار دولية

المديرة المالية لشركة “هواوي” تغادر كندا والصين تفرج عن كنديين تحتجزهما منذ 2018


نشرت في: 25/09/2021 – 09:02

عادت المديرة المالية لـ”هواوي” منغ وانزهو إلى بلدها الجمعة بعد أمرت قاضية كندية بإطلاق سراحها أين كانت تخضع للإقامة الجبرية منذ ثلاث سنوات. قرار تمخض عن تسوية بين واشنطن وشركة الاتصالات الصينية العملاقة وتم بموجبه أيضا الإفراج عن كنديين محتجزين في الصين منذ 2018. وكانت قضية منغ قد فاقمت الأزمة بين بكين وواشنطن، فيما علقت كندا في النزاع القانوني بينهما.

غادرت المديرة المالية لشركة “هواوي” الصينية منغ وانزهو التي كانت تخضع للإقامة الجبرية في كندا منذ ثلاث سنوات الجمعة إلى بلدها، بعد أن أمرت قاضية كندية بإطلاق سراحها إثر التوصل إلى تسوية بين واشنطن و”هواوي”.

تلى ذلك، إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن الإفراج عن الكنديين مايكل سبافور ومايكل كوفريغ اللذين كانا معتقلين في الصين منذ أواخر 2018، مؤكدا أنهما في طريق عودتهما إلى كندا.

حساب رئيس الوزراء الكندي


واستقلت منغ (49 عاما) طائرة متجهة إلى مدينة شنجن، حسب ما أظهرت لقطات تلفزيونية، بعد فترة وجيزة على إطلاق سراحها بموجب التسوية. وأمرت قاضية كندية الجمعة بإطلاق سراح منغ، منهية بذلك إجراءات تسليمها، في جلسة استماع قصيرة بالمحكمة العليا في فانكوفر. 

وجاء إعلان ترودو عن الإفراج عن مواطنيه سبافور وكوفريغ بعد فترة وجيزة على مغادرة منغ كندا. وقال ترودو في مؤتمر صحافي “منذ نحو 12 دقيقة، غادرت الطائرة التي تقل مايكل كوفريغ ومايكل سبافور المجال الجوي الصيني، وهما في طريقهما إلى كندا”. مضيفا “هذان الرجلان عاشا محنة مروعة خلال أكثر من ألف يوم. لقد أظهرا تصميما (…) وقدرة على التكيف في كل خطوة، وهما مصدر إلهام لنا جميعا”. كما قال ترودو للصحافيين “بما أن هذه عملية تجري حاليا، لا يمكنني مشاركة التفاصيل” المتعلقة بها.

من جهته، أشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بقرار السلطات الصينية الإفراج عن الكنديين بعد احتجازهما “التعسفي”.

تسوية بين واشنطن ومنغ

وتم عقد جلسة الاستماع بحضور منغ بعد ساعات قليلة على التوصل إلى تسوية بين واشنطن و”هواوي” تسمح للمديرة المالية لشركة الاتصالات الصينية العملاقة، المحتجزة منذ ثلاث سنوات في كندا، بالعودة إلى الصين. وكانت قضية منغ فاقمت الانقسام بين بكين وواشنطن، فيما علقت كندا في النزاع القانوني بينهما.

وقالت القاضية هيذر هولمز بعد الجلسة “وقعت أمر الإفراج”. في أعقاب ذلك، عقدت منغ مؤتمرا صحافيا وجيزا شكرت فيه خصوصا القاضية وعائلتها وأصدقاءها. وقالت “خلال السنوات الثلاث الماضية، انقلبت حياتي رأسا على عقب. كانت فترة مقلقة لكوني أما وزوجة” وموظفة في شركة.

وبعد الحكم، أكدت وزارة العدل الكندية أن منغ “حرة في مغادرة كندا” وأنها استفادت من “العدالة الإجرائية أمام المحاكم، وفقا للقانون الكندي”.

وكان القضاء الأمريكي قد وافق في وقت سابق على التسوية التي توصلت إليها واشنطن مع منغ. وتنص التسوية على تعليق الإجراءات القضائية بحق منغ، لتجنيبها التهم الموجهة إليها والتي أدت إلى احتجازها، وهو ما مهد في نهاية المطاف الطريق لإطلاق سراحها.

في السياق، قال محامي وزارة العدل الأمريكية ديفيد كيسلر خلال جلسة عقدت في محكمة فدرالية في بروكلين، إن إدارة بلاده قد وافقت على تعليق الإجراءات القضائية بحق منغ حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول 2022 شريطة التزامها ببنود الاتفاق، على أن تسقط التهم بعد ذلك. كما طلب “إطلاق سراحها بناء على تعهد شخصي”، من دون أي كفالة مالية، قائلا إن الوزارة ستتخلى عن المطالبة بترحيلها إلى الولايات المتحدة لمحاكمتها.

وكانت كندا أوقفت منغ في فانكوفر في ديسمبر/كانون الأول 2019 بناء على مذكرة أمريكية اتهمتها بالاحتيال على مصرف “إتش إس بي سي” ومصارف أخرى، عبر التلاعب بالروابط بين “هواوي” وشركة “سكايكوم” التابعة لها التي باعت معدات اتصالات لإيران.

ووفقا لوزارة العدل الأمريكية، اعترفت منغ، بموجب بنود الاتفاق، بأنها أدلت في ذلك الوقت بـ”تصريحات خاطئة” وبأنها “حجبت الحقيقة” على مصرف “إتش إس بي سي” حول “أنشطة هواوي في إيران”، الدولة الخاضعة لعقوبات أمريكية ودولية. وكانت قاضية المحكمة الفدرالية في بروكلين، آن دونلي، قد وافقت رسميا على الاتفاق مع منغ، واصفة إياه بأنه “جدي”.

وفي حال لم يتم الإخلال بهذا الاتفاق بحلول الأول من ديسمبر/كانون الأول 2022، تسقط الملاحقات القضائية، وفق ممثل وزارة العدل الأمريكية.

وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” في وقت سابق بأن الاتفاق قد يسمح لمنغ بالعودة إلى الصين من دون مواجهة عقوبة بالسجن في الولايات المتحدة. بدورها، نقلت الإذاعة العامة الكندية “سي بي سي” بأنه وفي حال ما سارت محكمة نيويورك بالاتفاق، يمكن عندها رفع الإقامة الجبرية المفروضة على منغ وإسقاط قضية تسليمها إلى الولايات المتحدة.

“دبلوماسية الرهائن”

ومنغ ابنة مؤسس شركة “هواوي” رن تشانغفي، وكانت أيضا عضوا في مجلس إدارة “سكايكوم”. ويتهم النظام المالي الأمريكي منغ بإخفاء تعاملات مالية للشركة وانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران والكذب بشأنها على محقّقي مكتب التحقيقات الفدرالي.

وكانت واشنطن التي شنت حملة ضد “هواوي” لبيعها هواتف يزعم أنها تسمح للحكومة الصينية بالتجسس على الأمريكيين، قد ضغطت على كندا لاعتقال منغ. ووضعت منغ التي كانت تواجه عقوبة بالسجن 30 عاما، قيد الإقامة الجبرية في كندا بعد احتجازها، بينما ضغطت وزارة العدل الأمريكية لتسليمها.

والصين التي وصفت قضيتها بأنها “سياسية بالكامل”، احتجزت بعد أيام على اعتقال منغ، مواطنين كنديين هما رجل الأعمال مايكل سبافور والدبلوماسي السابق مايكل كوفريغ، بتهمة التجسس. 

وفي أغسطس/آب، حكم القضاء الصيني على سبافور بالسجن 11 عاما، في حين لم يعلن أي قرار في قضية كوفريغ. واتهمت دول غربية الصين باتباع “دبلوماسية الرهائن” في قضية الكنديين التي أوصلت العلاقات بين بكين وأوتاوا إلى أدنى مستوياتها. وسبق أن ندد ترودو بالحكم ضد سبافور، ووصفه بأنه “غير مقبول وغير عادل”، معتبرا أن الاتهامات بحقه “ملفقة”.

فرانس24/ أ ف ب

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى