برّاك يُهدّد الحزب بإسرائيل: نزع السلاح أو القوّة

Advertisement
وفي الوقت الذي يستخدم فيه برّاك دبلوماسيته الهادئة مع المسؤولين اللبنانيين، يُلوّح في مناسبات أخرى بأطرٍ تُشكّل عوامل ضغط خطيرة على لبنان، بالتوازي مع إستمرار “حزب الله” برفض الخضوع للإملاءات الأميركيّة والإسرائيليّة، وتمسّكه بسلاحه للدفاع عن البلاد.
ويُدرك الموفد الأميركيّ أنّ أجوبة الرؤساء الثلاثة لا تُقدّم ولا تُؤخّر في موضوع نزع السلاح، لأنّ “حزب الله” لا يزال على موقفه الداعي إلى إرغام إسرائيل في تطبيق القرارات الدوليّة ووقف خروقاتها، فيما يُصرّ على حقّه في إبقاء عتاده وصواريخه، في غياب الضمانات الأميركيّة والفرنسيّة.
ولأنّ “حزب الله” لم يُرسل جوابه على الورقة الأميركيّة، ولأنّ حارة حريك لم تُبدِ جديّة واضحة في مُعالجة سلاح “المقاومة”، لوّح برّاك باستخدام القوّة الإسرائيليّة من جديد، لتحريك ملف ترسانة “الحزب” العسكريّة، وخصوصاً بعد فشل الجهود الدبلوماسيّة للتوصّل إلى نقاط مشتركة بشأن هذا الموضوع، كما أنّ الدولة اللبنانيّة غير قادرة وغير جادة في نزع السلاح، لأنّها لا تستطيع حلّ هذه المسألة من دون تعاون “حزب الله” من جهّة، وإعطاء إيران الضوء الأخضر لحليفها الشيعيّ في لبنان، من جهّة ثانيّة.
ويجب التطرّق أيضاً إلى الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتّحدة مع خصومها، منذ وصول دونالد ترامب إلى سدّة الرئاسة للمرّة الثانيّة. ففي الحرب الإيرانيّة – الإسرائيليّة الأخيرة، كان الرئيس الأميركيّ يُلوّح بالأطر الدبلوماسيّة، ويُحدّد مهلاً مُعيّنة للتوصّل إلى اتّفاق بشأن البرنامج النوويّ، لكنّه أيضاً، استخدم القوّة العسكريّة الإسرائيليّة، ووجّه ضربات قاسيّة ضدّ المنشآت النووية في طهران، بعد فشل كافة المُحادثات والإتّصالات، وعدم رغبة الإيرانيين في التنازل عن برنامجهم النوويّ.
كذلك، حدّد ترامب مُهلة 50 يوماً لكلّ من روسيا وأوكرانيا لتوقيع إتّفاق بينهما، مُهدّداً بوتين بعقوبات غير مسبوقة، إنّ لم يتمّ التوصّل إلى صيغة تُنهي الحرب المُندلعة منذ العام 2022. أمّا في ما يخصّ لبنان، فلا يبدو أنّ الوضع سيكون مُغايراً لما حدث في إيران، فالولايات المتّحدة لا تزال تمدّ تل أبيب بكافة السلاح الذي ينقصها للتعامل مع “حزب الله” والحرس الثوريّ و”الحوثيين” والجيش السوريّ و”حماس”، وهي تنتظر إشارة من ترامب لاستئناف الضربات في العمق اللبنانيّ ضدّ مصالح “الحزب”، إنّ لم يرضخ الأخير للأمر الواقع.
من هنا، يُمكن القول إنّ خطر الحرب أو شنّ إسرائيل لغارات عنيفة على بلدات لبنانيّة وعلى الضاحية الجنوبيّة، يبقى خياراً لدى الأميركيين، للضغط على “حزب الله”، وزيادة النقمة الشعبيّة عليه من قبل مُناصريه، الذين لم يعودوا إلى قراهم المُدمّرة بعد، بسبب عدم إطلاق عجلة الإعمار المُرتبطة حكماً بنزع السلاح.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





