المخاطر تتزايد.. لبنان في مهب العاصفة

لبنان، رغم كونه لا يزال بمنأى نسبي عن اشتعال شامل، بات جزءًا لا يتجزأ من بيئة أمنية مفتوحة على كل الاحتمالات. المخاطر التي تحيط به تتعاظم مع استمرار غياب الاتفاق السياسي الداخلي، خصوصًا ما يتعلّق بالعجز عن التوصل إلى تسوية أو تفاهم مع الأميركيين بشأن ملف سلاح “الحزب”، الذي لا يزال يشكّل عنوانًا مركزيًا في المفاوضات غير الرسمية بين بيروت والعواصم الغربية. هذا السلاح، الذي يُستخدم كورقة ضغط ومقاومة في آن، بات محط اشتباك داخلي وإقليمي، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال تطور الأمور إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل.
اليوم، ترتفع التقديرات بإمكانية الذهاب إلى حرب جديدة، قد تبدأ على شكل اشتباكات جوية مركّزة، أو تتطور إلى مواجهة برية على أكثر من جبهة، ما يعني أن لبنان قد يجد نفسه فجأة في قلب معركة تتجاوز قدراته، خاصة في ظل الهشاشة السياسية والاقتصادية التي يعاني منها. الخطير في المعادلة أن هذه الحرب المحتملة لن تقتصر على الجبهة الجنوبية، بل قد تترافق مع فوضى أمنية على الحدود الشرقية أو الشمالية، نتيجة تدفق مجموعات متطرفة أو ميليشيات تنشط في فراغ الدولة السورية.
السؤال الكبير اليوم: هل تُمنع هذه الحرب بفعل خصوصية لبنان التاريخية، والعلاقات المعقدة التي تحكم توازناته الإقليمية والدولية؟ أم أن موازين القوى تغيّرت إلى درجة تجعل من لبنان مجرد ساحة إضافية لتصفية الحسابات الكبرى؟ الإجابات لا تزال غامضة، لكن المؤشرات الميدانية والسياسية توحي بأن البلد يسير على حافة هاوية، وأن أي خطأ في الحساب أو القراءة قد يكون مكلفًا جدًا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook