رسالة الغارات الإسرائيلية على البقاع الشمالي: لعدم الاستخفاف بورقة الشروط

Advertisement
وفق المعلومات، استهدفت تلك الغارات منطقة جردية قصيّة في محيط بلدة وادي فعرا في قضاء الهرمل. ولهذا الاستهداف أبعاده المكانية والزمنية، إذ إن النقطة التي طالها القصف هي من الأقرب إلى الحدود اللبنانية الشرقية مع سوريا، أي الحدود عينها التي شاع في الآونة الأخيرة أن الجانب السوري قد دفع إليها مجموعات مقاتلة محترفة يشكل رأس الحربة فيها المقاتلون الأجانب. وقد ذكر حينها أن تلك المجاميع تم تحشيدها في تلك البقعة الجغرافية الساخنة أصلا تمهيدا لدخول الأراضي اللبنانية المتاخمة عند الحاجة.
وإذا كان معلوما أن تلك الغارات ليست الأولى على البقاع سهلا وجبلا منذ سريان اتفاق وقف النار، خصوصا أن تل أبيب تتعامل مع هذه البقعة على أنها امتداد لجبهة المواجهة الأمامية في الجنوب، فإن ما لفت “حزب الله” في تلك الغارة النوعية، أنها تأتي متزامنة مع تسليم واشنطن ردها على الرد اللبناني الرسمي على ورقة براك. وهذا يعني أن إسرائيل تريد أن تبلغ إلى من يعنيهم الأمر في بيروت أن لا مجال إطلاقا للتعامل بميوعة واستخفاف مع ورقة الشروط الأميركية، وأن ذلك الأداء غير الحاسم، معناه أن على اللبنانييين انتظار موجة من التصعيد الميداني الذي سيتخذ أشكالا غير مألوفة. أما الهاجس الثاني الذي تبادر بعد غارة وادي فعرا إلى ذهن عدد من الخبراء الذين اعتادوا النطق بلسان الحزب، فهو أن إسرائيل توجّه بفعلها هذا رسالة إلى من يعينهم الأمر فحواها أنها مستعدة لضمان غطاء جوي لأيّ عملية اقتحام للبقاع انطلاقا من الحدود السورية.
في السابق، كان الحزب يستبعد مثل هذا الاحتمال لأسباب شتى، وإن لم يكن يسقطه نهائيا. إلا أن ما تمخضت عنه مواجهات السويداء أظهر أن الإسرائيلي قد شارك فيها من منطلق “معركة رسم حدود مناطق النفوذ” بينه وبين التركي، الذي يبدو أنه أخطأ الحساب وتسرع سعيا منه لتوسيع حدود نفوذه إلى منطقة يعتبرها الإسرائيلي علانية جزءا من “مداه الأمني الحيوي”. وثمة في بيروت انطباع مؤداه أن تل أبيب صارت تعتبر البقاع امتدادا للجنوب السوري الذي تطالب به حصة خالصة. في كل الأحوال، يعي الحزب أن أحداث السويداء هي اختبار لكل القوى المنخرطة في الصراع على سوريا الجديدة، ومن البديهي أن يلقي ذلك الصراع بظلاله على مستقبل المشهد اللبناني، بما يعزز فرضية أن يكون التصعيد في لبنان عنوان المرحلة المقبلة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook