آخر الأخبارأخبار دولية

“فلول نظام البشير” يسعون لضرب عملية انتقالية “يشترك الجميع في هدف ورغبة نجاحها”

نشرت في: 22/09/2021 – 16:52

بعد إعلان الجيش السوداني الثلاثاء عن إحباط محاولة انقلاب ضد المجلس الانتقالي، اتهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ما سماها “جهات داخل وخارج القوات المسلحة” بالوقوف خلف العملية الفاشلة. وقال إنها “امتداد لمحاولات فلول” نظام عمر البشير الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في أبريل/نيسان 2019 بعد 30 عاما في الحكم “لإجهاض الانتقال المدني الديمقراطي” في البلاد. فرانس24 حاورت الباحث الفرنسي جيروم توبيانا المختص في الشؤون السودانية لتسليط الضوء على حقيقة الوضع في البلاد.

تحدثت فرانس24 مع الباحث الفرنسي جيروم توبيانا المختص في الشؤون السودانية لتسليط الضوء على آخر مستجدات الوضع في السودان بعد أن أعلنت سلطات البلاد الثلاثاء عن إحباط محاولة انقلاب فاشلة. وقد اتهم رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك “جهات داخل وخارج القوات المسلحة” بالوقوف خلف العملية الفاشلة التي نسبها إلى “فلول النظام البائد” الذي تزعمه الرئيس عمر البشير على امتداد ثلاثين عاما.

سارعت الخرطوم إلى توجيه التهمة إلى ما سمته “فلول النظام البائد” بعد محاولة الانقلاب التي أعلن الجيش ثم الحكومة عن إحباطها صباح الثلاثاء. فهل لا يزال نفوذ البشير قائما في السودان؟

لم يبق لعمر البشير نفوذا في بلاده، لكن بعض المسؤولين السابقين في نظامه والذين ينعمون بالحرية لديهم مصلحة في ضرب استقرار عملية الانتقال الديمقراطي. وكان النظام السابق يتشكل من تحالف بين جهاز عسكري قوي و”الإخوان المسلمون” السودانيين الذين تمكنوا من اختراق جزء من الجيش، فضلا عن جهاز استخبارات واسع النفوذ. فقد ظل الرئيس السابق لجهاز الأمن والاستخبارات صلاح قوش، المتواجد على ما يبدو في المنفى بمصر، وراء غالبية المحاولات المضادة للثورة منذ عام 2019. 

محاولة انقلاب عسكري فاشلة في السودان



كيف تنظر إلى عملية الانتقال الديمقراطي التي بدأت بعد سقوط البشير في أبريل/نيسان 2019؟

يمكن وصفها بأنها هشة، نظرا لسوء الوضع الاقتصادي. فالإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة ليبرالية، مثل كل الإصلاحات المفروضة من قبل صندوق النقد الدولي بمختلف الدول. وبالتالي فإن الانعكاسات السلبية على قدرة شراء السودانيين تجعلها غير شعبية على الإطلاق.

للمزيد- السودان: ما حكاية “الانقلاب الفاشل”؟

لكن من الناحية السياسية، فالأمور تسير بالاتجاه الصحيح. ويلعب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك فيها دور القاسم المشترك بين مختلف الفاعلين رغم تطلعاتهم المتباينة. من جانبه، يعاني العسكر من انقسام بين الجيش النظامي والمجموعات شبه العسكرية. أما الشعب السوداني فلديه أيديولوجيات مختلفة تمتد بين اليسار الثوري واليمين المحافظ. لكن الجميع يشترك في هدف ورغبة نجاح العملية الانتقالية. فالحقيقة أن المحاولات الانقلابية تم إحباطها لأن العديد من العسكريين لا يريدون العودة إلى النظام البائد. 

كيف يتم تقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين؟

هناك تقاسم حقيقي للسلطة داخل المجلس السيادي الذي يدير المرحلة الانتقالية، والمدنيون هم من يقفون وراء عودة السودان ضمن عائلة المجتمع الدولي. وقد يدفعون لتسليم الرئيس السابق عمر البشير والأشخاص المطلوبين من المحكمة الجنائية الدولية. والملفت أن المدنيين هم أيضا في المناصب الاقتصادية العليا في البلاد، لكن الأمور مختلفة فيما يتعلق بالمناصب المرتبطة بالأمن أو الجيش.

للمزيد- السودان: بعد فشل الانقلاب ماذا على الأبواب؟

وهناك طرف ثالث في الساحة السودانية، وهم المتمردون الذي وقعوا اتفاق السلام وفي الوقت ذاته لا يحسبون لا على العسكر ولا على المدنيين. إنهم عسكريون إذ أن لديهم قوات مسلحة لكنهم غير محسوبين ضمن الجهاز الأمني الرسمي. فهم ثوار تربط غالبيتهم علاقات وثيقة بالمدنيين. وهؤلاء يطرحون مسألة السلم والأمن ضمن القضايا السياسية، لا سيما بمناطق الصراع مثل دارفور. 

 

مهدي شبيل/ علاوة مزياني


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى