آخر الأخبارأخبار دولية

ما هي الميليشيات الروسية التابعة لمجموعة “فاغنر” التي تتقرب من المجلس العسكري الحاكم في مالي؟


نشرت في:

في الوقت الذي قررت فيه فرنسا تخفيض تواجدها العسكري في مالي، أعلنت السلطات المالية أنها بصدد التباحث لإبرام اتفاق مع الشركة الأمنية شبه العسكرية الروسية “فاغنر”. فما هي هذه الميليشيات الروسية المقربة من الكرملين والتي تملكها شركة خاصة؟

العفو الدولية تطلق عليها اسم “الجيش السري لفلاديمير بوتين”. هذه الميليشيات شبه العسكرية الروسية التابعة لمجموعة “فاغنر” الأمنية والتي تضم في صفوفها ما بين 2500 إلى 5000 مرتزق بصدد التوقيع على عقد أمني مع المجلس العسكري الحاكم في مالي، حسب وكالة رويترز للأنباء.

يتزامن هذا مع إعلان وزير الدفاع المالي الثلاثاء حسب وكالة الأنباء الفرنسية إجراء محادثات مع شركة “فاغنر” العسكرية الخاصة، مع التأكيد على أنه “لم يوقّع” أي اتفاق لحد الآن.

وفي حال التوصل لاتفاق بين الطرفين، فهذا يعني نشر ألف مقاتل روسي من المرتزقة لتشكيل القوات المسلحة المالية حسب مصدر فرنسي قريب من الملف نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية. الأمر الذي قد يدفع بفرنسا إلى إعادة النظر في تواجدها العسكري في هذا البلد الذي تحارب فيه الجهاديين في إطار ما يسمى بقوة “برخان” حيث قالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي “إن أي اتفاق بين باماكو ومجموعة فاغنر سيكون مصدر “قلق بالغ” و”مناقضا” لمواصلة الانخراط العسكري لفرنسا في منطقة الساحل المستمر منذ ثماني سنوات”.

وظهرت مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية للمرة الأولى بجانب انفصاليين من إقليم دونباس شرق أوكرانيا في 2014. ورغم أن المجموعة لا تملك أي “وجود شرعي” في روسيا، حيث الشركات شبه العسكرية محظورة، إلا أن هذا لم يمنع من توثيق تواجدها في سوريا حيث تقدم الدعم لقوات الرئيس بشار الأسد وفي ليبيا مع مقاتلي المشير خليفة حفتر وكذلك في جمهورية أفريقيا الوسطى حيث يقوم بعض عناصرها بمهمات “تدريبية” هناك.

وأشارت وسائل إعلام غربية إلى تواجد مجموعة “فاغنر” في بلدان أفريقية أخرى، كالموزمبيق والسودان حيث شاركت في قمع المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشارع للمطالبة برحيل الرئيس السابق عمر البشير في 2019.

توجيه اتهامات بالقيام بانتهاكات في أفريقيا الوسطى

وقال كليمون دي روما، مراسل فرانس24 في عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي “يعود وجود مجموعة ‘فاغنر’ في أفريقيا الوسطى إلى عدة سنوات”، مذكرا أن “روسيا قامت في 2018 بإرسال عسكريين إلى هذا البلد لتدريب جيش أفريقيا الوسطى، لكن في الحقيقة مجموعة ‘فاغنر’ هي التي تتولى تنفيذ هذه المهمة، وفق مختصين من الأمم المتحدة”.

من جهة أخرى، عبرت مجموعة من الخبراء التابعين للأمم المتحدة خلال شهر آذار/مارس الماضي عن قلقها إزاء تصرفات الحكومة التي تقوم بتوظيف مجموعات عسكرية أجنبية يملكها خواص بجانب القوات الحكومية المتهمة بارتكاب عدة انتهاكات في حق المواطنين.

ومنذ ظهور الأزمة الانتخابية في البلاد في ديسمبر/كانون الأول 2016 والتي تلتها بعد ذلك هجمات نفذها متمردون بالعاصمة بانغي، تلقت سلطات أفريقيا الوسطى تعزيزات أمنية عديدة من قبل مجموعة “فاغنر”.

فهناك معلومات تشير إلى وجود حوالي 2000 مرتزق في البلاد يقاتلون بجانب القوات الحكومية منذ بداية العام الجاري من أجل دحر تحالف المتمردين نحو الحدود الشمالية للبلاد.

هذا، وأكد مراسل فرانس24 في بانغي أن “خبراء أمميين تحدثوا عن وقوع تجاوزات وانتهاكات واغتيالات واستخدام مفرط للقوة في البلاد شهر يونيو/تموز الماضي، فيما وجهوا أصابع الاتهام للقوات الوطنية ولحلفائها الروس والمتمردين”.

وأضاف أن “تقريرا أمميا أشار إلى وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان. لكن حكومة أفريقيا الوسطى وروسيا نفتا أية مشاركة في هذه العمليات”.

ملياردير مقرب من الكرملين

وإلى ذلك، نفت موسكو وجود أية علاقة مع مجموعة “فاغنر” التي يرجح أن تكون ملكا لإفغيني بريغوجين وهو رجل أعمال روسي مقرب من الكرملين.

يعيش هذا الملياردير، صاحب ماض في السجون، في مدينة سانت بطرسبرغ، جمع ثروة طائلة من خلال المطاعم الفخمة قبل أن يتعاقد مع الجيش الروسي ليزوده بالوجبات الغذائية وفق منظمة العفو الدولية.

وكشفت العفو الدولية أن الرئيس فلاديمير بوتين كان يرتاد مطاعم بريغوجين الفخمة في عام 2000، قبل أن تصبح “الممول الرسمي لوجبات الكرملين”.

وأضافت المنظمة أن الملياردير الروسي استثمر أيضا في مجالات عدة أخرى كالغاز والبترول في أفريقيا والشرق الأوسط وفي مجال الإعلام والاتصال، وهو متهم من قبل الاستخبارات الأمريكية بالتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في 2016 وتقديم الدعم لدونالد ترامب خلالها”.

من جهة أخرى، كشف مسؤول من شركة أخرى تتعامل مع مجموعة “فاغنر” لفرانس24 في عام 2018 بأن هذه الأخيرة (أي مجموعة فاغنر) تعمل مع الحكومة الروسية” وقال هذا الموظف الذي لم يكشف عن هويته “الهدف الرئيسي لكل شركة عسكرية خاصة هو الدفاع عن مصالح الحكومة التي تتواجد فيها في حال لا تستطيع هذه الحكومة استخدام جيشها من أجل ذلك. هدفنا هو تحقيق أكبر قدر من الأرباح المالية والتربع على أسواق النفط لصالح بلدنا”.  

هذا، وقد تم تسمية الشركة الروسية شبه العسكرية بمجموعة “فاغنر” كنية للعسكري الروسي ديمتري أوتكين الذي كان يعمل في المخابرات الروسية سابقا تحت اسم “فاغنر”. هذا الضابط كان معجبا بالنظام النازي وكان يستمع كثيرا إلى أحد الموسيقيين الألمان الكبار ألا وهو “فاغنر”.

رفع دعوى في روسيا ضد عمليات تعذيب في سوريا

وتتهم منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية دولية أخرى، كالفيدرالية الدولية من أجل حماية حقوق الإنسان والمنظمة الروسية “ميموريال” شركة “فاغنر” بممارسة التعذيب والقمع والاغتصاب ضد مدنيين في مناطق النزاعات.

فيما تم رفع للمرة الأولى دعوى قضائية ضدها من قبل ثلاث منظمات غير حكومية في روسيا من بينها الفيدرالية الدولية لحماية حقوق الإنسان بتهمة “التعذيب وقطع رأس جندي يشتبه أنه فر من الجيش السوري في 2017”.

وأظهر شريط فيديو نشرته الصحيفة الروسية المستقلة “نوفايا غازيتا” في 2018 عدة رجال يتحدثون باللغة الروسية وهم يضربون ضحيتهم بمطرقة لتقطيع أوصاله. ثم قاموا برشه بمادة المازوت وأضرموا فيه النار بينما كان رأسه معلقا فوق عمود. ومنذ أن كشفت عن هذا الحادث، تلقت صحيفة “نوفايا غازيتا” عدة تهديدات بينما لم يتم محاكمة المتورطين في هذا العمل المشين.

موسكو تنفي مجددا

وجددت موسكو الأربعاء نفيها إجراء اتصالات مع المجلس العسكري الحاكم في مالي حيث قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بلاده لا تتفاوض بشأن أي وجود عسكري في مالي، غداة التحذيرات الفرنسية.

وقال بيسكوف للصحافيين “لا يوجد أي ممثل للقوات المسلحة الروسية هناك (…) ولا مفاوضات رسمية جارية”. وأشار بيسكوف فقط إلى أن السلطات الروسية لديها “اتصالات في المجال العسكري مع العديد من البلدان بما في ذلك تلك الموجودة في القارة الأفريقية”.

 

بهار ماكويي/ طاهر هاني


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى