آخر الأخبارأخبار دولية

اليسار يعود إلى السلطة بعد ثماني سنوات من حكم اليمين


نشرت في:

تمكنت المعارضة اليسارية بقيادة العمالي يوناس يار ستور من الفوز في الانتخابات التشريعية التي نظمت الإثنين بالنرويج منهية بذلك ثماني سنوات من هيمنة اليمين على الحكم في هذا البلد المنتج للنفط، فيما أقرت رئيسة الوزراء المحافظة إرنا سولبرغ بهزيمتها. ومن المتوقع أن يتمكن حزب العمال وباقي أحزاب المعارضة من الظفر بمئة من 169 مقعدا لتشكيل حكومة بدون الحاجة لحزبي المعارضة “الحزب الأحمر” الشيوعي و”حزب الخضر” الذي اشترط مقابل تقديم دعمه الوقف الفوري للتنقيب وهو ما رفضه ستور الذي يؤيد فكرة التخلي التدريجي عن اقتصاد يعتمد على النفط.

فازت المعارضة النرويجية اليسارية بقيادة العمالي يوناس يار ستور بالانتخابات التشريعية التي جرت الإثنين وسيطر عليها مصير الأنشطة النفطية في البلاد، في فوز أنهى ثمانية أعوام من هيمنة اليمين على حكم الدولة الإسكندينافية.

ومساء الإثنين، قال ستور الذي سيصبح على الأرجح رئيس الوزراء المقبل “لقد انتظرنا ولقد أملنا ولقد عملنا بجدّ والآن يمكننا أخيراً أن نقولها: لقد فعلناها!”.

ومن المنتظر أن يتمكن حزب العمال من الحصول على أغلبية المقاعد للبدء في مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية يرجح أن يرأسها ستور، رغم توقعات أن تكون هذه المفاوضات طويلة وحساسة.

رئيسة الوزراء اليمينية إرنا سولبرغ تقر بالهزيمة 

وأقرت رئيسة الوزراء المحافظة إرنا سولبرغ بهزيمتها في الانتخابات التشريعية. وقالت سولبرغ التي تحكم النرويج منذ 2013، وهي مدة قياسية لليمين في البلد الإسكندينافي، إن “عمل الحزب المحافظ في الحكومة انتهى لهذه المرة. أهنئ يوناس يار ستور الذي يبدو في الوقت الراهن أن لديه أكثرية واضحة لتغيير الحكومة”.

ويتوقع أن تحصل أحزاب المعارضة الخمسة على مئة من أصل 169 مقعدا يتألّف منها البرلمان الأحادي المجلس، ما يكفي للاطاحة بالائتلاف اليميني المحافظ بقيادة سولبرغ.

وقد يحصل العماليون الذين يشغلون راهناً 89 مقعداً، على الغالبية المطلقة مع حلفائهم التقليديين “حزب الوسط” و”حزب اليسار الاشتراكي” من دون الحاجة إلى الحزبين المعارضين الآخرين “حزب الخضر” و”الحزب الأحمر” الشيوعي.

وكان حزب الخضر خصوصا، اشترط لتقديم دعمه، الوقف الفوري للتنقيب النفطي في البلاد أكبر مصدر للمحروقات في أوروبا الغربية الأمر الذي رفضه ستور.

ويؤيد المليونير البالغ 61 عاماً والذي ركز حملته الانتخابية على محاربة التفاوت الاجتماعي على غرار خصومه المحافظين، بالتخلي تدريجا عن اقتصاد يعتمد على النفط.

وقال مسؤول الطاقة في “حزب العمال” إسبن بارث أيديه إن “الطلب على النفط يتراجع. يحدث ذلك بقوى السوق فحسب. لا نحتاج لإصدار قانون رسمي بشأنه.. بل بناء جسور لأنشطة مستقبلية”.

وأضاف “سنواصل القيام بأنشطة نفطية لكن علينا الاعتراف بأن أيام النفط الأفضل أصبحت خلفنا”.

الأمم المتحدة وإنذارها الأحمر

وتصدرت مسألة تغيّر المناخ الحملات الانتخابية خصوصا بعد صدور تقرير “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ” في آب/أغسطس والذي أشار إلى “إنذار أحمر للبشرية” في هذا الصدد، ما أجبر النرويج على التفكير مليا في مستقبل الثروة النفطية التي جعلتها من بين أغنى بلدان العالم.

وعزز التقرير موقف أولئك الساعين للتخلص من اعتماد البلاد على النفط، سواء اليساريين، وبدرجة أقل اليمينيين.

ويقود “الخضر” الدعوات لوقف جميع أعمال التنقيب عن النفط فورا ولوضع مهلة نهائية لاستكشافه حتى العام 2035.

ولدى إدلائها بصوتها قالت رئيسة حزب الخضر أوني باستهلوم “آمل أن ننتزع بعد هذه الانتخابات موقعا يمكنّنا من الضغط على الحكومة النرويجية المقبلة التي نأمل أن يرأسها ستور وأن تتّبع سياسة مناخية ونفطية جيدة”.

يساهم قطاع النفط بـ14 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي و40 في المئة من الصادرات و160 ألف وظيفة مباشرة.

كذلك، ساعد البلد الذي يعد 5,4 ملايين نسمة على جمع أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم باتت قيمته تبلغ اليوم أكثر من 12 تريليون كرونر (حوالى 1,2 تريليون يورو، 1,4 تريليون دولار).

حلفاء غير متحدين

وعلى ستور الذي كان وزيرا في حكومة ينس ستولتنبرغ بين 2005 و2013 أن يجري الآن مداولات شائكة مع حزب الوسط الذي يدافع خصوصا عن قطاع الزراعة واليسار الاشتراكي الذي يهتم خصوصا بشؤون البيئة.

ولهؤلاء الحلفاء الذين شاركوا في الحكم معا في عهد ستولتنبرغ، مواقف متعارضة أحيانا ولا سيما حول الضرورة الملحة للتخلي عن النفط فيما أكد الوسطيون خلال الحملة الانتخابية أنهم لا يريدون المشاركة في حكومة يكون اليسار الاشتراكي طرفا فيها.

وقال ستور الإثنين “أريد متجمعا أكثر عدالة مع فرص للجميع. هذه أولى الأولويات” داعيا إلى “سياسة مناخية عدالة”.

وشدد قبل دقائق من صدور التقديرات “سنأخذ الوقت للتواصل مع الأحزاب الأخرى”.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى