الوكالة الوطنية للإعلام – الرفاعي: المقاربة لموضوع النزوح السوري تكون من خلال رؤية وطنية جامعة
وطنية- بعلبك- اعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي أن “الاجتماع الذي عقد في بكركي لبعض الوزارات والأجهزة الأمنية والعسكرية هو محل تقدير، ولكن وكأنه يوحي لبقيه المكونات اللبنانية، أنه يستطيع كل مكون أن يجري مجلس وزراء خاص به وبالأجهزة الأمنية التي تدور في فلكه، وكأننا نتحرك على قاعدة أن البلد مقسم، وكل طائفة تشتغل ما يناسبها ويناسب تطلعاتها ومخاوفها وهواجسها في موضوع التغيير الديموغرافي، وهذا شيء غير صحيح. المقاربة لموضوع النزوح السوري تكون من خلال رؤية وطنية جامعة، ومقاربة وطنية هادئة، لا على قاعدة هواجس ومخاوف من بعضنا البعض، أو أن الوجود السوري يغلب كفة فريق على فريق”.
وقال في تصريح: “لموضوع النزوح السوري اعتبارات داخلية وخارجية، والإعتبار الخارجي هو الأكثر تأثيرا، فموضوع الأوروبيين وتقديم منحة المليار دولار لا ينبغي إطلاق النار عليها، بل ينبغي الاستفادة منها، والسعي لمحاولة زيادتها، ومع الوقت هذا يساعد على تحسين الكثير من الأشياء في لبنان. والنزوح السوري يتطلب علاجا وحوارا مع الجهات الأوروبية ومع النظام في سوريا، مهما كان رأي بعض الأفرقاء السياسيين في لبنان. من دون حوار مع الحكومة السورية لا يمكن الوصول الى نتائج”.
وأضاف: “عندما يتم إغلاق مستوصفات يعمل بها بعض السوريين، هذه المستوصفات إذا تركها الأخوة السوريون تتحول إلى خراب، في مناطق منعزلة مثل عرسال ماذا نفعل؟ ثم السوري الذي تقفل محله التجاري أو دكانه، هذا السوري أحيانا هو جزء من هذه العجلة الاقتصادية، يجب أن تستفيد من الكتلة النقدية الموجودة معه، بدل الإستفادة منه والإستثمار بما يملك، أنت ماذا تفعل؟ تدمر فرصة اقتصادية لبلدك”.
وتابع: “ليس كل سوري نازح محتاج وفقير، هناك الكثير من السوريين يستطيعون المساعدة في تحريك العجلة الاقتصادية، ثم الجهات المانحة والمساعدة في كل اللقاءات التي كانت تدور وتتم بيننا وبينهم كان من الواضح جداً أنهم لديهم مسعى لزيادة عدد النازحين لا لتقليلهم”.
وأردفف: “كل نازح يُرحَّل من عندنا خلال يوم أو يومين أو ثلاثة أيام يعود من طريق آخر، كما أن رفع الصوت بموضوع إقفال الحدود هو نوع من “النوستالجيا” غير الواقعية، لأن المكسيك والولايات المتحدة حتى اليوم، مع كل قوة الولايات المتحدة، لم تستطع وقف الهجرة من المكسيك إليها. ثم سؤال آخر، إذا قرر الأخوة السوريون على سبيل المثال التوقف عن جني الموسم الزراعي في دير الأحمر، ماذا يفعل اخواننا أهل دير الأحمر بموسمهم الزراعي؟ ولنفكر على الشكل التالي إذا قرر الأخوة السوريون مغادرة بعلبك اليوم، سيكون أهل بعلبك جميعا أمام مشكلة مستعصية في اليوم التالي، لذلك نحن نطلب من شركائنا في الوطن، المسيحيين تحديداً، عدم نقل المشكلة من منطقة مسيحية إلى منطقة إسلامية، لأننا ضد هذه التقسيمات، المناطق كلها يجب أن تكون مناطق لبنانية. ينبغي أن نجلس مع بعضنا البعض على طاولة مستديرة، والتفاهم حول هذا الموضوع ، لأن رفع الصوت عاليا بهذه الطريقة أوجد جواً من الخوف والرعب لدى الأخوة السوريين، كأننا ندفع باتجاه مواجهة بين مكوِّن لبناني وبين السوريين، أو كأننا ندعو بعض الجهات المتطرفة التي انتهينا منها، أن تعود للعمل من جديد، مستفيدة من هذه الأجواء التي تضغط على السوري وتسبب له الإحتقان، ويعيش أجواء مقفلة. نحن أمام مشكلة كبيرة ليس سببها النزوح السوري، وإنما سببها طريقة مقاربة النزوح السوري، والأصوات المتوترة والتي لا تقارب الملف من زاوية المصلحة الوطنية، إنما تقاربه من زاوية إما طائفية وإما سياسية”.
وأكد أن “كل جريمة تقع، كائناً من كان المتسبب، أو المرتكب، أو المتستر عليه، سواء كان لبنانيا أو سوريا أو فلسطينيا أو عراقيا، نحن مع معاقبته وتحميله المسؤولية الكاملة، لكن من الخطأ بمكان أن نعمم المشكلة على مجموعة من الناس أو على منطقة أو على بلد أو على مذهب. إذا كان ربنا يوم القيامة يقول: “وكلهم آتيه يوم القيامة فردا”، إذا كان ربّ البشر يحاسبنا فرداً فردا، نحن كبشر نريد أن نحاسب بعضنا البعض مجموعات مجموعات، ومذاهب مذاهب، وعرقيات عرقيات، وأجناسا أجناسا؟! لا يجوز ذلك”.
وسأل المفتي الرفاعي ختاماً: “عندما تُرتكب بعض التجاوزات اللا إنسانية ضد أخواننا النازحين السوريين، ما رأي مجتمعنا اللبناني بذلك؟ هناك إرتكابات، عمليات “تشليح”، عمليات سرقة، عمليات اعتداء على الأعراض، عمليات تجاوز لكرامات الأخوة السوريين في أكثر من مكان… كما تريد أن تُعامَل عليك أن تُعامِل. هذا الجو أوجد موجة عنصرية عند ناس تدعي أنها تقدميّة وحضاريّة، كيف تتفق مسألة التقدمية والحضارية مع خطاب وممارسات عنصرية؟!”.
====================
مصدر الخبر
للمزيد Facebook